الى الرئيس الإمريكي ..وماذا عن حقوق الإنسان في اليمن وفلسطين .؟!

أسامة القاضي | كاتب سياسي موقع قناة روسيا اليوم _ ترجم للعربية
العصر-“سنفرض أكلافا إضافية على المسؤولين الإيرانيين، وندعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحرية”؛ هذا الكلام لـ”الرئيس الإمريكي جو بايدن في احدث تصريحاته لوسائل الإعلام الأمريكية.
واضح بأنه عندما تحدث احتجاجات هنا او هناك في دول العالم، تسارع الولايات المتحدة الاميركية وذيولها بريطانيا وفرنسا والدول الغربية التابعة لها الى التنديد والشجب والحملات الاعلامية والدبلوماسية وفرض ما تسميها العقوبات والقيود وتتخذ اجراءات ضد حكومات الدول التي تجري فيها احتجاجات، وكل ذلك تحت مسمى حقوق الانسان والحريات.
لم يعد خافيا على احد موضوع خروج احتجاجات في ايران تخص وفاة الشابة مهسا اميني خلال جلسة الارشاد التي تقيمها شرطة الاخلاق في الجمهورية الإسلامية بغرض توجيه الشباب.. ولن نخوض طويلا في تفاصيل هذا الموضوع الذي اصبح معروفا لدى الجميع ابتداء من اسباب وفاة الشابة وخروج الاحتجاجات السلمية، مرورا باعمال الشغب والقتل والتخريب التي استغلها بعض المدفوعين من الخارج والمغرر بهم بغرض اثارة الفوضى، وصولا الى اجراءات امريكا وذيولها تجاه ايران.
الامر بالطبع لا يتعلق بايران فحسب، بل ان سياسة الدول الغربية متواصلة منذ عقود مع الدول التي لا تنضوي تحت محور الولايات المتحدة والمقاومة لمشاريعها الاستعمارية والاستبدادية، ولكن سنسلط الضوء على جانب من هذه السياسات فيما يخص الجمهورية الاسلامية.
كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلاً بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على رغم أن الرياء لا يتطلّب تفكيراً، وأن يقلق من العقوبات المتعددة ضد الأمة الإيرانية.
ولكن قبل ان تنتقد هذه الدول ايران وغيرها، وتفرض اجراءات حظر وقييد لاصول مالية وتشن حملة اعلامية ودبلوماسية وغيرها، الا يجدر بها ان تنظر اولا لسجلات حقوق الانسان في بلدانها وفي الدول الاخرى الحليفة لها وتصرفات الشرطة والسلطات مع المحتجين والمطالبين بالحقوق؟ الا يجدر بها مراجعة ما يحدث في البلدان الاخرى من انتهاكات؟
الولايات المتحدة غنية عن التعريف فيما يخص اغتصاب اراضي السكان الاصليين في قارة اميركا الشمالية، والقنبلة النووية على اليابان، والتمييز العنصري والقتل الذي يمارس مع الافارقة ومن هم من اصول لاتينية واسيوية، وعنف الشرطة مع المشتبه بهم، واذا اردنا ان نتوسع اكثر في الانتهاكات فيجب ان نذكر المجازر التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق وافغانستان والصومال والقائمة تطول وتطول الى ما شاء الله، وكذلك الامر فيما يخص بريطانيا وانتهاكاتها.
وفي فرنسا ايضا الجميع يتذكر الاحتجاجات الشعبية الاسبوعية التي كانت تحدث في باريس وباقي المدن رفضا للاجراءات الحكومية غير العادلة، بنظر المحتجين، وكل المتابعين شاهدوا كمية العنف التي تعرض له المحتجون لقمعهم وانهاء احتجاجهم، هذا غير المجازر التي ارتكبتها فرنسا في الدول الافريقية التي يمكن للقارئ الكريم ان يبحث عن تفاصيلها.
في فلسطين المحتلة الفلسطينيون اصحاب الارض يتعرضون لابشع انواع القتل والتنكيل وسرقة الاراضي من قبل الكيان الصهيوني ومستوطنيه الذين جلبهم من كافة اصقاع الارض واسكنهم في الاراضي الفلسطينية بدعم امريكي بريطاني فرنسي، ومنذ اربعينات القرن الماضي والفلسطينيون يتعرضون لهذه الانتهاكات، ولهدم البيوت والحرمان من الحقوق وعندما يتظاهر للمطالبة بحقه، يتعرض للقتل بالرصاص الحي والمطاطي، وللغازات المسيلة للدموع والرش بمياه المجاري والمياه الحارة والضرب والاعتقال، وهذا الامر اصبح بشكل شبه يومي، لكن لم نر اي اجراء يتم اتخاذه بحق السلطات الاسرائيلية المحتلة لقاء ما ترتكبه من انتهاكات.
ماذا عن العدوان السعودي الاماراتي المتواصل على اليمن منذ ثماني سنوات اضافة الى الحصار الخانق، حيث ان هذا العدوان يتم بدعم اميركا وحلفائها وذيولها، رغم كل المجازر الوحشية التي يتعرض لها الشعب اليمني رجالا ونساء اطفالا وشيوخا، لم نر اي ادانة للسعودية او فرض عقوبات عليها او مقاطعتها او تجميد اصولها المالية، بل الانكى من ذلك فإن هذه الدول الاستعمارية تواصل بيع الاسلحة للرياض لقصف اليمن وقتل ابنائه.
كما اسلفنا القائمة تطول وتطول وتطول اذا اردنا ان نتحدث عن سوريا وليبيا ولبنان والبحرين وباقي الدول التي اصبحت شعوبها ضحية لسياسات الدول الاستعمارية والغربية، ولكننا تناولنا فقط الاوضاع في فلسطين واليمن، كأبرز الانتهاكات التي تحدث مؤخرا. إذن لا يحق لأمريكا او هذه الدول انتقاد ايران وفرض اجراءات عليها؟! والاحرى بها ان تراجع سجلاتها الحقوقية وسجلات حلفائها وادواتها في المنطقة؟!