الى لويد أوستن .. لا يوجد بلد إستخدم القوة لحل النزاعات مثل أمريكا .؟!

اسامة القاضي
العصر-“بكين وعلى غرار موسكو، تسعى إلى عالم الغلبة فيه للأقوى، وتحّل فيه النزاعات بالقوة، ويمكن فيه للحكام المستبدين أن يطفئوا شعلة الحرية”، هذا الكلام هو لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قاله يوم السبت الماضي امام منتدى هاليفاكس الدولي للأمن في كندا.
من الواضح ان كلام أوستن ينطلق من فكرة ان الغرب هو مركز العالم ومنه تنطلق “القيم” التي يجب ان تكون قياسا للخير والشر في هذا العالم، وكل من يخالف هذه “القيم” هو شرير يجب مواجهته بل إبادته، وهذه “المركزية الغربية” هي التي جعلت المستمعين لأوستن يتلقون ما يقوله وكأنه وحي مُنزل، فلو كان هناك بين المستمعين من لا يؤمن حقا ان الغرب ليس مرجعية سياسية، ناهيك عن ان تكون مرجعية “قيمية”، لكان رد عليه بالقول:
ماذا عن “الإنسانية” و “عدم حل النزعات بالقوة”، لدى امريكا والغرب، في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان وفيتنام واليابان والمانيا؟!.
من الذي قتل 20 مليون من السكان الأصليين لامريكا؟.
من الذي اختطف الملايين من أوطانهم في إفريقيا ونقلهم الى امريكا ليعملوا كعبيد في مزارع المستعمرين؟.
من الذي استخدم القنبلة النووية ولأول مرة في تاريخ البشرية، لإبادة مدن بكاملها مع سكانها؟.
من الذي يفرض الحصار على الشعوب لتجويعها، لترفع الراية البيضاء امام الجبروت والطغيان، وعلى مدى عقود تمتد لنصف قرن، كما في كوبا وايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها؟.
من الذي غزا العراق وافغانستان، ودمر ليبيا واليمن وسوريا، وصنع القاعدة و داعش وشقيقاتهما، من اجل بث الخراب والدمار في المنطقة؟.
من الذي اوجد “اسرائيل” في قلب العالم الاسلامي، ودعمها ماليا وعسكريا، واعتبر امنها من أمنه، رغم ان المنظمات الدولية تعتبرها كيانا عنصريا؟.
من الذي يحق له ان يؤلب العالم كله على روسيا والصين من اجل تفتيتهما، ويحاول مد حلف الناتو الى الحدود الشرقية لروسيا، بينما يحرم على روسيا ان تتحالف مع دول اخرى رافضة للمركزية الغربية؟.
من الذي حمى الطغاة في امريكا اللاتينية، وافريقيا، واسيا، ضد شعوبها، وتورط في انقلابات عسكرية، لوأد الديمقراطية فيها؟.
من الذي يحمي ملوك وامراء ومشايخ العرب المستبدين، الذين يحكمون شعوبها دون دساتير ولا انتخابات؟.
من الذي اسس “معتقل غوانتانامو”، الذي لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أنه يمثل همجية هذا العصر؟.
“انها امريكا”، هذا هو الجواب الصحيح لكل تلك الاسئلة، الامر الذي “يعطي لمحة عن عالم مليء بالاستبداد والاضطرابات” ولكن لا رغبة لشعوب العالم للهروب منه ، بل ان هذه الشعوب تصر على العيش فيه ، ومقارعة “القوة” الغاشمة التي تحاول ان تجعله جحيما.