اليمن:ثمان سنواتٍ على العدوان

بقلم علي خيرالله شريف
العصر-يا إخواني في اليمن، أخجل كمواطن عربي، من كوني لا أستطيع الوقوف إلى جانبكم إلا بالكلمة.
في الذكرى الثامنة للعدوانِ الآثم على بلدكم العزيز، أتوجه بالتحيَّة إلى شهدائكم وجرحاكم والـمُعَوَّقين، وإلى الشعب اليمني الأبي، برجاله ونسائه وشيبه وشبانه، وإلى جيشه الباسل وحركة أن_ص_ار الله، المرابطين على الثغور، والساهرين على صد العدوان على الوطن والعقيدة والكرامة. ألف تحيةٍ للقائد السيد ع_ب_د الم_ل_ك الح_و_ثي، حفظه الله ورعاه.
إنَّ ساحات الوغى ارتوت من دماء شهدائكم فأزهرت بطولاتٍ وانتصارات. ونسائمُ العز فاحت من جهادكم فملأت الصدور فخراً وعِزّاً ويقظةً وحياة.
أنتم تُؤَجِّجُون إرادةَ النصر وُتُرعبون جحافِلَ الارتزاق والكفر. لقد توضأتم بماءِ الطُّهرِ، وكَبَّرتُم بِشارات النصر، وسجدتم سجداتِ الشكر. فما أروع حَجِّكُم إلى أقصى الثغور، وما أمضى رجَمِكُم لِأبالِسَةِ العُدوان والفجور. أنتم رأس حربة محور الم_قا_و_مة في مقارعة أعداء الأمة.
ثمانِ سنوات، من العطاء والفداء على خُطى كربلاء، وأنتم والحمدلله تزدادون قوةً وبأساً.
بأمثالِكُم تَعِدُ نفسَها مآذِنُ الأقصى بالحرية والتحرير، وتقرعُ كنيسة القيامة أجراسها فرحاً، وتُزَغرِدُ فلسطين لِبَهاءِ طَلِّتِكُم. وبأمثالِكُم يعودُ لِأُمتنا عزها وتُصانُ كرامتُها.
إن المؤامرة علينا وعليكم واحدة، غربية بتمويلٍ خليجي، من لبنان إلى اليمن وسوريا والعراق وإيران وفلسطين، وإلى كل دولةٍ تختزن أرضُها الثروات، وترفُضُ شعوبُها المطامِع، وتعصي أوامِرَ الطُغاة، وتقارِعُ مخططاتهم.
إن صمودَكُم يا أهل الصمود، يؤتي ثمارَهُ بإذن الله، فتحققون النصر تلو النصر، وتُلهمون أهل جنوب اليمن لإضرامِ ثورتِهِم العارمة لاستعادةِ أرضهم. فالآمال مُعَلَّقةٌ عليكم لمؤازَرَتِهِم وإعادة توحيد اليمن بمعِيَّتِهِم، ليكونَ يَمَنُكُم قوةً كُبرى حُرَّة وفاعِلَة ومُستَقِلَّة، وغَنِيَّة بشعبها وثرواتها.
الحرب العدوانية الإرهابية عليكم تستمر هذه المرة تحت مُسَمَّى “الهُدنة”، وهي ليست إلا خدعة تشبه رفع المصاحف على رؤوس الرماح في صفين. هي خدعةٌ لجأوا إليها بعد أن قلبتم المعركة لصالِحِكُم. وهم يريدون بهُدنتِهِم وقف صواريخكم عليهم ثم استنزافكم. ولكنكم لهم بالمرصاد، تكشفون ألاعيبهم بذكائكم وبتَوَكُّلِكُم على الله، فتَرُدّون كَيدَهُم إلى نحرِهِم، وَتُثَبِّتون النصر بإذن الله لكم. وقد قالها بالأمس سيادة الرئيس مهدي المشاط بكل وضوح أن اليمن لا يرضى أن تتحول فيه الهدنة إلى نقمة وإلى ستارٍ يتدثرون به للاستيلاء عليه مُجَدَّداً.
عِشتُم وعاش اليمن حُراً عزيزاً مُوَحَّداً.