اليمن:جرائم الثمان سنوات ..والصمود سيد الموقف

الإعـتـزاز خـالـد الحاشدي
العصر-ثمان سنوات من العدوان والظلم، يتبعه الحصار الجائر والغم، وقصف واستباحت الدماء، ثمان سنوات من التدمير والقتل والجرم بالمقابل ثمان سنوات من الصمود والثبات والعزم و الإرادة والشموخ الأشم مع الجهاد والصبر والعلم، كانت ثمان سنوات وفي كل عام يكون الصمود أعظم.
منذ بدأ تحالف العدوان يشن غاراته الهمجية على وطننا ، وشعبنا الحر الأبي، لم يتوانَ يمن الإيمان ويطأطئ رأسه ويستسلم لقوى التحالف الذي ضم أكثر من 17 دولة، تكالبت عليه من طغاة العالم وحين ضربوه بشتى أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً، والتي لايجوز ضرب الشعوب بها أياً كان نوع الحرب، ولكنهم خرجوا عن إطار القوانين والأعراف الدولية والأخلاق الإنسانية، واستباحوا الحرمات وجعلوا من اليمن حقل تجارب لشتى أنواع أسلحتهم ! نستذكر أول يوم لإعلان قوات التحالف عدوانها على شعب الإيمان حين شنت غاراتها على الأبرياء والمساكين، وإذ بدأت باستهداف المدنيين قبل استهدافها للجبهات القتالية، وحلقت طائراتهم فوق الأحياء المدنية ولم تدع بيتاً، ولا مدرسة، ولا مؤسسة، ولا سوقاً، إلا وضربته وارتكبت أفضع الجرائم بحقنا، فكم من أطفال ُيتموا، وكم من أمهات فقدن أبنائهن وأزوجهن، وكم تمزقت أجساد وبعثرت في الهواء أشلائها، وكم سنتذكر من مآسي وأحزان لحقت بشعبنا العظيم بسبب هذا العدوان الغاشم…
نسترجع بعض من جرائم العدوان المروعة التي ارتكبها خلال ثمان سنوات بحق شعب اليمن، التي أدمت قلوبنا وأدمعت منها أعيننا من هول تلك المناظر التي كنا نعايشها، كجريمة استهداف الصالة الكبرى التي كانت تحوي جميع مسؤولي الدولة الذين حضروا ليؤدوا واجب العزاء لآل الرويشان، ولم يعلموا أن غراباً في الجو ينتظرهم ليحول العزاء إلى عزاء آخر ! وكذا جريمة استهداف عرس آل السنباني، أناس أبرياء مبتهجون فرحون بعرسهم الذي أقاموه وتزويج شبانهم، أي فرحة هذه، فرحة لاتوصف، حتى كادت أن تتم مراسم العرس بدخول العرائس، لتحول طائرات العدوان الخبيث تلك الفرحة البيضاء إلى عزاء ٍ أسود! وعن أطفال ضحيان وأصواتهم وضحكاتهم المتعالية الممزوجة بالفرح بعد إنهائهم دارسة المراكز الصيفية ورحلتهم إلى روضة الشهداء لزيارة رجال الله الصادقين الذين أوفوا بعدهم أمام الله وجاهدوا واستشهدوا بكل عز وشموخ وإباء، ولم يعلموا أن ماهي إلا دقائق وسيكونون ضمن موكب الشهداء ..
كم من الجرائم البشعة التي لايجوز للمسلم العربي أن يرتكبها بحق أخيه المسلم، فبأي حق شنوا عدوانهم علينا، وبأي حق استهدفوا الأبرياء في بيوتهم، حتى الحروب أخلاق، ففي قوانين الحرب وأخلاقها عدم المساس بالأبرياء او أستهدافهم بأي شكل من الأشكال، أما هؤلاء لايملكون حقا ولم يراعون حرمة، وضمائرهم كأحجارٍ صماء، ورغم ذلك لم يفلحوا وهم بذلك علموا على توحيدنا وجعلونا نستيقظ من غفلتنا، وحيث لم نزدد ألا قوة وثبات، وزاد دافع انتقامنا ، وإذ لم نرضخ لعدوانهم وقد تحول الشعب من موقف الدفاع إلى الهجوم ومن حالة الهدم إلى البناء، واتجه نحو النهضة الحضارية والاقتصادية في صورة جسد فيهما معنى المعجزة وليراجع العدوان حساباته الآن ولينظر ماذا حقق والقادم أعظم ؟!