اليمن:في مفاوضات السلام ..الكل منتصر إلا من أبى

بقلم : د#هناء_الوزير
العصر-وفاءً لدماء الـشـهـداء وصدق تضحياتهم ، وصدق عقيدتهم ، وأحقية قضيتهم العادلة ..كان يجب أن ننتصر .
وبوعي وايمان المجـاهدين بالله وثقتهم به وتوكلهم عليه وواحدية الغاية والهدف والعقيدة القـتالية التي حملوها وتسليمهم المطلق للقيادة العسكرية الواحدة وتضحياتهم ودمـائهم الزكية ( انتصــرنا عسكريا )
ولأننا كنا الأصدق في نقل الأحداث بشفافية ، فصدق الكلمة ، والحقيقة كما هي ، والتعاطي الجاد مع القضايا بمسؤولية ، هي ما ميز الخبر الإعلامي ، في مواجهة هجمات التضليل والتعمية الإعلامية ، ورغم ترسانة العدو الإعلامية الضخمة التي اتسمت بالكذب والتزييف وتشويه الحقائق انتصرنا اعلاميا – خصوصا وان المعركة اليوم اعلامية بامتياز وبكل المقاييس – فعوامل النصر فيها لاتختلف عن عوامل النصر في المعركة العسكرية .. ؟؟ والبقاء فيها للأصدق .
وبالوصول إلى المفاوضات لإحلال السلام كلام في طي التصريحات فالموافقة على تسليم المرتبات اعتراف بأن السعودية هي من تنهب ثروات اليمن ، وتستحوذ على مبيعات النفط والغاز اليمني .
والموافقة على إعادة الاعمار هو اعتراف بأنها تتحمل تبعات العدوان الذي كانت هي أحد أذرعه الأثمة ، ورأس حربته .
ورفع الحصار هو رفع وكف اليد التي تمارس الحصار وتقود المعركة ، والسفير السعودي الذي حاول التهرب من مواجعة الحقيقة بأنه مهزوم خائب ، فراح يتشدق بأنه وسيط ، رغم أنه ما جاء إلا صاغرا يستجدي السلام والمفاوضات ، بعد أن توسل بأطراف أممية ومحلية ودولية للوصول إلى هذه اللحظات التاريخية ، معلنا هزيمته، وهزيمة تصريحاته وعنترياته خلال سنوات العدوان ، وإلا فكيف يفسر وهزيمة جيش بلاده أمام رجال الرجال من أبطال اليمن الميامين .
في الحقيقة :
ربح الجميع ، فكل الأطراف اليمنية تحقق لها العزة والنصر والغلبة ، إلا من أبى ، ممن تؤلمهم مشاهد العزة والكرامة
انتصر الجميع ، فصنعاء فرضت معادلات الردع والسيادة والجنوب تعرت أمامه مطامع أيادي البغي والفساد ، وتكشف من هم أعداء الجنوب ، الذين خانوا القضية الجنوبية ، وأحلوا قومهم دار البوار ، فلاقضية عادلة ، وقد انتهك المحتل السيادة والكرامة ، ودنس الأرض والعرض ، وداس على الرقاب بمعية مطية مرتزقة الداخل من الخونة والشراذمة .
وتكشف تجار الحروب وبائعي الأوطان الذين لفظهم التاريخ إلى مزبلته ، وإلى غير رجعة .
وحراس الجمهورية باتوا أتباع الملكية والإمارة ،
ورغم كل المعارضين والناقمين على صنعاء ومن في صنعاء ، إلا أنهم وإلى اليوم لم يجدوا ملاذا أمنا لهم غيرها ، ولازالوا يرتمون في أحضان صنعاء ، فصنعاء عاصمة الروح ، وعاصمة كل اليمنيين .
ربح الجنوب قضيته فالانصار من موقعهم على الأرض يطالبون بخروج كل محتل من كل شبر في الوطن جنوبه قبل شماله ، وهو مطلب مشروع ينتصر للوطن قبل أن ينتصر لدعاة الانفصال والتشرذم والتشظي .
وفي الشمال انتصرت الزيدية بمبادئها ورسخت قواعدها التي طالما نقم الظالمون منها ، لأنها تتبنى الخروج على الظلمة والطغاة ، فانتصرت لثوابتها وجسدت ذلك واقعا عمليا ، وهزمت الظالمين .
وانتصرت الجمهورية التي تخلى عنها الأدعياء بأنهم حراس الجمهورية ، انتصرت بالشرفاء الأحرار الذين بذلوا جماجمهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل الحفاظ عليها .
وانتصر السيد القائد مع أنصاره الذين تصدروا مشهد المواجهة والتصدي من أول يوم من أيام العدوان، فبدا السيد قائدا مجاهدا فذا يدافع عن حياض الوطن وحقوق الوطن كل الوطن ، معلنا أنه مستعد حتى أن يضحي برأسه فداء لوطنه وشعبه ، وكان رجل القول والفعل ، ومن خلفه رجاله وأنصار الذين هم أنصار الوطن والحق والسيادة والقضية العادلة ، في الوقت الذي تخلى عنه ، بل وباعه كل العاهات من الخونة والمرتزقة بثمن بخس ، ودراهم مشبوهة ملطخة بدماء أبناء شعبهم ، وتسابقوا ليرتموا يين أحضان الغزاة والمعتدين ، تاركين وراءهم وطنا تنهشه ذئاب وشراذم العالم من غزاة ومحتلين ومرتزقة وتجار الحروب ، ومن معهم من المُستأجرين لسفك دم أبناء الشعب اليمني من أفارقة وجنجويد وبلاك ووتر .
واليوم نرى الأقزام يتطاولون وينبشون قبور خونة الماضي ليعلنوا أنهم كانوا أرباب السلام مسبقا ، وأنى لهم ذلك ؟!
فهل من دعا لمد يد السلام مع المعتدي منكرا فضل المجاهدين والشهداء مدعيا إنها حرب عبثية يزج فيها بالاطفال ، متجاهلا تضحيات الشهداء وجراحات الجرحى وعذابات الأسرى ومن خلفهم من أهلهم وذويهم ، في مشهد خزي أسقط الحقوق ، وأبدى تعاطفا وتماهيا مع المحتل المعتدي الآثم ؟!
والله تعالى يقول ” فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْـمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ “من سورة محمد- آية (35)
وهل سلام ومفاوضات اليوم المشروطة بعودة حقوق الشهب كل الشعب ، ورفع الوصاية عن الوطن ، كسلام دعا إليه خائن مد يده صاغرا مأجورا ، داعيا لوقف الجهاد المقدس ضد العدوان والغزاة ليستبدلها بحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس ، مسلطا كلابه على المجاهدين ، وموجها طعناته نحو من وقفوا إلى جانبه حين رفضه أسياده ، شتان بينهما لمن كان له قلب يعقل ، أو ألقى السمع وهو شهيد!! .
انتصر الصغار -رغم ما عانوه – بما امتلأت به قلوبهم من العزة والعنفوان ، وانتصرت الأمهات وقد سطرت أروع مشاهد الثبات والبذل والتضحية ،
بل ولو صح لي أن اتحمس وأقول : انتصرت السعودية حين رضينا لها أن تخرج من الحرب بماء الوجه ، لتبدو وكأنها مدت يدها للسلام ، رغم ما نالها من اليد الطولى على أيدي رجال الله من ضربات حيدرية أربكتها أمام العالم ، وما فرضته صنعاء ورجالها من معادلات الردع وفرض خيارات البحث عن السلام في لقاءات جدية
ومشاورات حثيثة لنحصد بشائرها اليوم بوصول دفعات متتالية من الأسرى المحررين ، الذين كانوا طوال فترة أسرهم في حدقات العيون ، وعاد أسرانا المحررين شامخين أعزاء منتصرين على سجانيهم ، وعلى آلامهم
بعد ان سطروا ملاحم الثبات والعزة ، وجباههم الساجدة على أرض المطار تحكي نصرا ، ولحظات العناق لمحبيهم وذويهم نصر آخر ، ومشاهد استقبالهم بكل حفاوة وترحاب تروي نصرا ، وإطلالة الأسيرة المختطفة سميرة وهي رافعة رأسها تلوح بيدها تروي جانبا من انتصار القضية ، وانتصار المبادئ التي تحلت بها القيادة في حرصها واهتمامها ، وتكشف انحطاط وسقوط مختطفيها وسجانيها من أدوات العدوان (الإخوان وحزب الاصلاح ) الذي أقدم على عيب أسود مخز ومخجل
فكانت سميرة خاتمة نصر . وفاتحة لنصر جديد قادم .
وكلنا منتصر بإذن الله ..
ولاعزاء ولا شرف لمن أبى من الخونة والأذناب ..