أحدث الأخباراليمن

اليمن على موعد مع نهضة زراعية وتنموية شاملة.

يكتبها: محمد علي الحريشي.
اليمن.

العصر-أولاً: اليمن ليس بلدا فقيرا، بل هو من أغنى البلدان العربية بالثروات والموارد الزراعية والمعدنية، ويمتلك ثروة بشرية عاملة ومدربة امتلكت خبرات وساهمت في تطوير البنية الحديثة والنهضة العمرانية في منطقة الخليج، الفساد السياسى والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية في اليمن على مدى ستين سنة الماضية هي التي جعلت اليمن بلدا فقيرا يعتمد على الاستيراد في تامين الغذاء والدواء وكل مجالات الاستهلاك، الأنظمة السياسية السابقة ساهمت مساهمة مباشرة في ترسيخ قناعة ان اليمن بلدا فقيرا ، النظام السعودي مارس سياسات ضد اليمن لكي يضل فقيرا ضعيفا ممزقا متصارعا.
اليوم هناك توجه سياسي جاد من قبل قيادة الثورة والدولة لخلق نهضة تنموية شاملة، نعم اليمن يمر بمرحلة عدوان دولي كبير أكل الأخضر واليابس ودمر البنية الاقتصادية المتواضعة ودمر كل شيء، ويمر بمرحلة حصار مطبق، لكن ليس معنى ذلك الاستسلام لتلك العوامل، فكثير من دول العالم نهضت اقتصاديا من تحت الركام ومن بين ثنايا الدمار الشامل الذي حول المدن إلى انقاض، مثل المانيا واليابان ودول اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حسنا مافعلته قيادة الثورة والدولة اليمنية بتبني برنامج اقتصادي تنموي طموح، بدات أولى مراحله بإعلان الثورة الزراعية التي دشنت من عام 2021 والعدوان في قمته والقصف والدمار يطال المدن والمنشاءات، مادام وهناك إرادة للبناء والإنتاج وتوجه صادق فإن التحديات تتحول إلى فرص وواقع معاش .



حقق برنامج النهوض بالمجال الزراعي نتائج سريعة ظهرت في زراعات مساحات واسعة من الأراضي اليمنية مثال على ذلك محافظة الجوف التي انتجت اراضيها اجود انواع القمح بكميات كبيرة ، كما تشهد الأسواق اليمنية خاصة في انواع الخضروات والفواكه استقرارا مع انخفاض في أسعار السلع المعروضة، مما سهل للمواطن البسيط اقتناء حاجياته من الأسواق بأسعار رخيصة، رخص الأسعار في المنتج الزراعي قد يسر على المواطنيين اقتناء حاجياتهم وهذه خطوة لاقت ارتياحا واسعا في الاوساط الشعبية.
لدى القيادة اليوم برنامج زراعي وتنموي طموح قائم على التخطيط والنوايا الصادقة والإرادة القوية من قبل قيادة الثورة والدولة، تم تدشين البرنامج من قبل الرئيس مهدي المشاط أثناء زيارته إلى محافظة حجة الشهر الماضي، الحكومة وقيادات السلطة المحلية في المحافظات تعكف هذه الأيام لتنفيذ برامج النهوض التنموي والاقتصادي، نامل ان تكون الخطوات مدروسة ومزمنة ولاتؤخد على عجل، مسائل التخطيط والتنفيذ للبرامج الإقتصادية لابد ان تاخذ الوقت الكافي ولن تتم بين عشية وضحاها.
الصين قبل ستين سنة كانت من أفقر دول العالم،تبنى الزعيم الصيني «ماوتسى سونج»برنامجا طموحا لنقل الصين من أفقر دولة في العالم إلى دولة غنية منتجة مكتفية ومصدرة، فتم وضع خطط مزمنة ومتدرجة بدأها:
1– قيام ثورة زراعية وسميت بثورة الإصلاح الزراعي اعتمدت على تشجيع المواطنين لزراعة الأرض واستغلال الموارد الماءية،وتكوين الجمعيات الزراعية وعام بعد عام تضاعف الإنتاج، تكفلت الدولة الصينية بتنظيم الأسواق وشراء المنتج الزراعي، تحقق الاكتفاء، ثم بدات مرحلة تصدير الفائض من المنتجات الزراعية، عملت الدولة على انشاء البنوك الزراعية وتم دعم المزارعين، بعدها تطورت الموانىء وشبكة الطرقات وكلها من أجل الإنتاج الزراعي حتى تحقق الإكتفاء أصبح الشعب الصيني الذي تعداد سكانه يتعدى المليار نسمة، شعبا مصدرا للخارج استمرت هذه المرحلة في حدود مابين خمسة عشر عاما إلى عشرين عاما.
2 – المرحلة الصناعية تبنت الحكومة الصينية برنامجا صناعيا طموحا هدفه نقل الصين من دولة زراعية إلى دولة صناعية،فعملت على تشجيع الاستثمار وجلب رؤوس الأموال وكان أكبرعامل جذب للراس المال هو رخص الايادي العاملة،بدات الشركات العالميةالكبرى تستثمر في الصين وتم انشاء المدن الكبرى مثل شانغ هاي وفي نفس الوقت تم إحداث نهضة في البنى التحتية للموانىء والطرقات وبناء الاف المعاهد



الفنيةوالمهنية،في السبعينات والثمانيات أصبحت الصين عملاقت اقتصاديا،نما رأس المال وتم توطين الصناعات الصينية بمعنى لاتعتمد الصين فقط على الاستثمار الخارجي فتم انشاء البنوك الكبرى وتم انشاء الاف المصانع الصينية.
اليوم الصين اصبحت أكبر دولة صناعية وزراعية وعسكرية وعلمية على مستوى العالم.
اننا اذ نورد التجربة الصينية لنستفيد منها ونمشى في نفس البرامج والمراحل،وفوق كل ذلك لابد من تنظيف وتطهير الجهاز الإداري للدولة من الفساد لأنه في ضل بيئة الفساد الإداري لايمكن ان تنجح برامج التنمية، ومن أولى عوامل نجاج الجهاز الإداري لأي دولة هو تولي العناصر المدربة والمتخصصة والنظيفة المواقع الإدارية كل في مجال تخصصه، بعيدا عن المحسوبية والشللية والنفعية والقرابة والمحاباة أو توزيع المواقع الإدارية كاستحقاقات ، هذا هو الفساد بعينه وهذا هو الذي دمر الدولة اليمنية على مدى ستين عاما.
اننا نرى في الأفق القريب بعين الأمل والطموح تباشير عهد تنموي جديد سوف تشهده اليمن تتحول فيه بعون الله وقدرته وببركة دماء الشهداء من دولة وشعب فقير مستورد لكل شيء إلى دولة وشعب غني مكتفي ومصدر للخارج، وهذا لن يتحقق الا بتكاتف الجميع وتشمير السواعد والاتجاه نحو الزراعة والبناء بروح الإخاء والتعاون والمحبة ونبذ الخلافات بين صفوف المجتمع ونشر قيم التراحم والتكافل والإخاء وتوحيد الطاقات والجهود والتوجه إلى الزراعة،الله معنا وقد مدنا هذا العام ببركات الأمطار التي عمت اليمن.
اما العدوان فإنه في طريقه إلى الزوال ولن تتجرا أمريكا أو غيرها لشن العدوان مرة أخرى لأن اليمن قد قلب الموازين وحقق الانتصارات وحقق القوة الرادعة ، المرحلة القادمة هي مرحلة جهاد البناء والتنمية،فالنمضي إلى الأمام نحو الزراعة والبناء والله معنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى