اليمن يقتل بأموال خليجية وخطط أمريكية الأمم المتحدة تتخلى عن واجبها الانساني وتمر على آلاف الجثث وآلاف الجرائم غير عابئة!
مجلة تحليلات العصر الدولية / الوقت
خلال السنوات الست الماضية كان تحالف العدوان السعودي يبرر عدوانه الغاشم على اليمن انه لدواعي حماية الأمن الوطني واﻻقليمي من التهديدات الإيرانية، إضافة الى ذريعة عودة الشرعية المزعومة، ولكن في ضوء المسارات التي اخذها العدوان وكشفه لكثير من الحقائق التي تستبعد تماماً صحة تلك المزاعم، تجلت الحقيقة في أن أبرز الأسباب الأكثر وضوحاً لهذا العدوان البربري على أبناء الشعب اليمني، يتمثل في أن في أن السعودية والامارات تنوبان عن امريكا واسرائيل في خوض هذا العدوان الذي هو عدوان بالدرجة الأولى من اجل اسرائيل وحماية المصالح الأمريكية وخوفاً من الصحوة التي تفجرت عند كثير من الشرفاء في المنطقة وبروز قيادة قادرة على تحريك الشعوب ضد هيمنة قوى الطغيان والجبروت امريكا واسرائيل. وليس من المستغرب أن تخوض هذه الدويلات العدوان بالنيابة عنهما لأن قوى الطغيان تلك تتعامل معهما كوﻻيات تابعة لهما وقد اقتضت مصلحتها ان تبدو الحروب التي يشعلانها في المنطقة حروبا عربية عربية وأن تحمل هذه الدويلات عنها التبعات الاقتصادية والبشرية واﻻخلاقية والقانونية والسياسية.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أنه خلال سنوات الحرب الطاحنة التي بدأت منذ عام 2015 في اليمن والتي أدخلت أكثر من 20 مليون يمني في دائرة الفقر والمجاعات، تكشّفت العديد من الانتهاكات والجرائم للدول المشاركة في الحرب، وأماطت تقارير دولية اللثام عن تورط أطراف إقليمية بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي. ولفتت تلك التقارير إلى أنه يبدو أن المجتمع الدولي غير مهتم إطلاقاً بما يجري في اليمن من انتهاكات بحق المدنيين وغير المدنيين، هذه الانتهاكات التي تتكشف لنا يوماً بعد يوم والتي تشرف عليها وتقودها الرياض تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة، فتارة يدمّرون البنى التحتية لليمن ويضعون شعبه على حافة المجاعة تحت حجة إعادة الشرعية القابعة في فنادق الرياض، وتارة يضعون كل من يقف في وجه طموحاتهم في السجون تحت ذريعة أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.
وعلى صعيد متصل، ذكر العديد من الحقوقيين اليمنيين أنه أصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي تقوم به واشنطن بمساندتها لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أبناء الشعب اليمني خلال السنوات الست الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم العسكري لها، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن جرائم نظام “آل سعود” بحق أبناء الشعب اليمني الذي تنتشر بينه العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً .وفي هذا الصدد، كشفت العديد من التقارير أن واشنطن وقعت خلال السنوات الماضية مع السعودية على العديد من الاتفاقيات العسكرية التجارية تزيد قيمتها على مئات المليارات من الدولارات.
ووفقاً لتقارير عدد من مراكز الأبحاث العالمية، فإن الحرب اليمنية خلفت أكبر كارثة إنسانية سواء من الناحية الإنسانية أو من الناحية الاستراتيجية في العالم في القرن الحالي، ويجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن. ولفتت تلك التقارير إلى أنه بعد ست سنوات من اندلاع الحرب ودعم الدول العربية والغربية للسعودية وقيام هذه الاخيرة بتدمير المراكز الصحية والغذائية في اليمن، يعاني أكثر من 80 في المئة من سكان البلاد، بمن فيهم الأطفال، من سوء التغذية الحاد ووفق تلك التقارير فقد قُتل نحو 5700 طفل في هذه الحرب وهناك نحو 2 مليون طفل تركوا المدرسة. وأكدت تلك التقارير إلى أن هذه ليست سوى بعض تداعيات الأعمال الإجرامية لـ”آل سعود” الشريرة في اليمن وفي المنطقة.
وحول هذا السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قبل عدة أيام، أن 233 ألف شخص قتلوا جراء الجرائم الوحشية التي قام بها تحالف العدوان السعودي في اليمن، حتى الآن، أو توفوا بسبب المسائل الأخرى ذات الصلة بالحرب، من أمراض وأوبئة وجوع. وقال المكتب الأممي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن “هذا العدد المذهل من الضحايا غير مقبول”، مشيرا إلى أن “اليمن وصل إلى نقطة تحول، وبات في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى وقف لإطلاق النار”. كما لفت إلى أن الأوضاع الصحية والمعيشية الصعبة التي يواجهها اليمنيون بلغت مستويات كارثية، مجددا تحذيراته من وجود خطر حقيقي لمجابهة جزء كبير من سكان اليمن لمجاعة إذا لم تتحرك الجهات المانحة والمنظمات الدولية لتقديم الدعم الانساني والاغاثي اللازمين.
وهنا يرى العديد من المراقبين أن تحالف العدوان السعودي دمّر خلال السنوات الماضية مقومات الحياة والبنى التحتية للشعب اليمني من منشآت مدنية، ومصالح حكومية، وممتلكات ثقافية، وموروث حضاري، وتراث انساني ، كما استخدم العدوان أسلحة محرمة دولياً في غاراته الجوية والصاروخية على مبان سكنية ومنشآت تجارية وصناعية مدنية، وفرض العدوان الحصار الظالم والتجويع للشعب اليمني، وقتل الأطفال والنساء، واستهدف صالات العزاء وقاعات الأفراح والمدارس والمستشفيات، وارتكب ما يزيد على ألف مجزرة من مجازر الإبادة الجماعية وتسبب في نزوح وتهجير جماعي لعشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني.
ووفقاً للقانون الدولي الإنساني ولميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، فإن تلك الجرائم التي ارتكبها تحالف دول العدوان بحق اليمن أرضاً وإنساناً تعتبر جرائم دولية ضد الإنسانية لا تسقط. كما أن منظمة الأمم المتحدة تُعتبر مسؤولة مسؤولية دولية وقانونية عن جميع تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وتلك المسؤولية منبثقة من ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية المحددة لمهام والتزامات الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين؛ ولكن نفط وأموال الخليج قد أغرى الأمم المتحدة التي تقاعست خلال السنوات الماضية عن القيام بدورها الدولي وتواطئها مع تحالف دول العدوان الذي ارتكب ومازال حتى الآن يرتكب أبشع الجرائم الجنائية الدولية في حق الشعب اليمني ولم تقم بواجبها الدولي بإيقاف العدوان، أو اتخاذ أي إجراءات رادعة، أو حماية أرواح وحياة الشعب اليمني من جرائم تحالف العدوان. إن أموال الخليج، جعلت الأمم المتحدة تتخلى عن واجبها الانساني وتمر على آلاف الجثث وآلاف الجرائم غير عابئة بكل ذلك، مفضلة للمال بكل وضوح، وصراحة.
إن أبناء الشعب اليمني يرون أن أمريكا شريكة في الحرب بل هي من تقودها وأن إعلان العدوان على بلادهم جاء من قبل السعوديين من داخل واشنطن عام 2015 ولن يتوقف العدوان الا من داخل واشنطن غير أن العديد من القوى السياسية وعلى راسهم “انصارالله” لا يثقون بالامريكان والمفاوضات معهم باعتبار واشنطن طرفا مهما ضمن الدول المشاركة بالعدوان كما ان واشنطن عملت طول الخمس السنوات الماضية على المراوغة السياسية والعمل على تشديد الحرب والحصار على اليمن لما لهذه الحرب من فؤائد اقتصادية وعسكرية لواشنطن من اجل تحقيق المزيد من الصفقات التجارية والاقتصادية مع السعودية والامارات. أمريكا تقتل الشعب اليمني، تلك هي الحقيقة التي لم تجد لها مكاناً في الافئدة، ولم يعد بالإمكان إنكارها أو تجاهلها، لاسيما وأن تصريحات الإدارة الأمريكية بمشاركتها العسكرية في العدوان على اليمن منذ أكثر من خمسة أعوام لم تكشف لنا شيئا جديداً، وإنما أكدت ووضحت بجلاء ما كان بإمكان أي عاقل أن يستنبطه من جملة مؤشرات سياسية وقرائن مادية لا حصر لها تؤكد المشاركة العسكرية الأمريكية المباشرة في هذا العدوان على اليمن.
وفي الختام ينبغي على أبناء الشعب اليمني الذين لا يزالون مخدوعين بتحالف العدوان السعودي الأمريكي، أن يدركوا جيدا بأن هذا التحالف الغاشم لم يأتِ إلى اليمن من أجل اعادة تحسين الاوضاع المعيشية لأنباء الشعب اليمني وبناء الدول اليمنية الحديثة وإنما جاء من أجل احتلال الأماكن والمواقع الاستراتيجية ونهب الثروات النفطية والغازية الموجودة في العديد من المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية ولهذا يجب على أنباء الشعب اليمني الوقوف في صف واحد لطرد قوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي واستعادة كل الأراضي اليمنية التي لا تزال قابعة تحت سيطرة تلك القوات الغازية.