أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون افريقيةشؤون امريكيةشؤون اوروبييةشؤون حربيةفلسطينلبنان

امريكا وطوفان الاقصى

ابراهيم المهاجر

العصر -هناك تساؤولات تثار من قبل وسائل اعلام عربيه وعالمية تتسائل هل ستدخل امريكا الحرب الى جانب اسرائيل اذا ما اشتعلت جبهة شمال فلسطين بين اسرائيل وقوات محور المقاومة التي يقودها حزب الله. اذ ليس خفي على جيل من الاجيال منذ ايجاد دولة اسرائيل عام ١٩٤٨ ان امريكا لم تكن ضد اسرائيل في كل الحروب التي شنتها على دول الجوار منذ تأسيسها وحتى طوفان الاقصى. فما ان تندلع حربا مع اسرائيلية وقبل اول اطلاقة بندقية من احد الجانبين ترى الجسر الجوي الامريكي الى اسرائيل قد عبر الاطلسي ليوصل المساعدات اليها. فامريكا لاتتواني عن نصرة اسرائيل مثلما يتخاذل أصحاب الجلالة والفخامة من العرب عن نصرة فلسطين. فهي(امريكا) جعلت من اسرائيل دولة فوق القانون كما صرح المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة. فليس غريبا هذا التواني للموقف العربي الرسمي في نصرة فلسطين فهم لم يحدثوا انفسهم يوما ان يخرجوا من وحل الخذلان الى كرامة النصر التى سحقتها امريكا باحذية قديمة تليق بمقامهم كعبيد يسوقون شعوبا تكمن مصلحة امريكا وحلفائها في ضعفهم.

وعودة للاجابة على التساؤلات التي تثيرها الفضائيات فان امريكا لم تك بالامس غائبة عسكريا عن المشهد في منطقة الصراع العربي الاسرائيلي كي تتواجد اليوم حين اندلعت معارك طوفان الاقصى. فهي تعتبر إسرائيل الدرع الجنوبي الشرقي للاطلسي كما ان تركيا العلمانية الدرع الشمالي الشرقي. اما سياسيا فأمريكا حاضرة في كل قرار اقليمي تتخذه دول المنطقة من اجل ان لاتمس نصرة اسرائيل. فأمريكيا وحليفها الاوربي يرون ان الغرب الاطلسي ينظر الى صراعه في الشرق الاوسط هو جزء من صراعه مع الصين وروسيا في السيطرة على العالم. فكل بقعة من العالم تتخلى عنها امريكا وحلفائها لابد ان تشغلها الصين او روسيا لتعززا مجتمعة امنهما الاقتصادي والقومي وبالاخص في الشرق الاوسط حلبة صراع الجبابرة.

فالدعم العسكري الامريكي اذا كان قد اقتصر على التسليح في الحروب السابقة ففي طوفان الاقصى فان الدعم شمل هذه المرة الأفراد والمعدات والذخيرة والتمويل.كما جاء في تقرير مجلة مليتري ووج Militery Watch العسكرية ويضيف التقرير ان البنتاغون ارسل الفريق جيمس غلين من مشاة البحرية الأمريكية المتخصص في العمليات الخاصة، لتقديم المشورة لقوات الاحتلال الإسرائيلي. كذلك اوضحت نفس المجلة ان الولايات المتحدة زادت من وجودها العسكري بشكل كبير في منطقة البحر الابيض المتوسط بما في ذلك نشر حاملات الطائرات ووحدة كبيرة من مشاة البحرية مع حاملة طائرات خاصة بها. كما عززت امريكا من الدفاعات الجوية بزيادة أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت وثاد، وتوفير ذخيرة جديدة لها. وكأن في حساباتها ان الحرب سوف لن تكون محدودة جغرافيا جنوب فلسطين مع الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد الاسلامي وشمالا مع حزب الله الذي صمته وصمت ايران عن احداث غزة جعلت العالم في نهاية كل يوم يطويه يستجد هناك تحليلا جديدا . فالتحليلات السياسية لهذ اليوم لاتتطابق مع امس وتحليلات غد ربما لاتصلح لليوم. ولكن يبقى السؤال اذا ما توسعت الحرب وشملت شمال وجنوب اسرائيل هل ستشارك امريكا وحلفائها الاوربيون فيها؟. الجواب منذ حرب تموز ٢٠٠٦ بات واضحا لدى القيادة العسكرية الأمريكية ان سقف القوة القتالية الاسرائيلية هو دون مواجهة حزب الله ليس اكثر من ذلك. لذا اذا بقيت مشاركة حزب الله ظمن قوائد الاشتباك فسوف تبقى أمريكا تستخدم نفوذها في المحافل الدولية وترفض وقف إطلاق النّار مع تبرير أعمال التدمير والقتل الجماعي في غزة. واحتفاظها بامتلاك احتياطي القوة لمهمة أصعب. فأمريكا متعهدة بحماية إسرائيل بكل ماعندها من قوة. فهي وظفت إمكانياتها وإمكانات الدول الغربية لهذا الغرض. والمبدأ الأول لسياسة الولايات المتحدة الخارجية يظل دعم أمن إسرائيل اولا. اما مشاركة حزب الله خارج قواعد الاشتباك فهذا يعني دخول محور

المقاومة بأكمله. او بكلام أخر دخول سوريا وايران والحشد الشعبي العراقي الحرب ضد إسرائيل. عندها تكون حينذاك ساحة الحرب من مقدسات المسيحية اليمنية التي تحكم امريكا وتعتبر المحافظة على وجود اسرائيل من أولويات المقدسات، سواء امتلكت احتياطي القوة او لم تمتلكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى