أحدث الأخبارالإسلاميةالعراقايرانشؤون آسيويةشؤون افريقيةشؤون امريكيةشؤون اوروبيية

اهم الأبعاد في بيان الامام القائد الخامنئي(دام ظله) حول جريمة حرق نسخة من القران الكريم في السويد

العصر-قال الله في محكم كتابه العزيز: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا).
ذكر لنا القران الكريم حادثة حصلت مع ثمود قوم صالح, وفي هذه الحادثة يصور الباري عزّ وجل كيف انه انزل العذاب على قومٍ وباعدادٍ كبيرةٍ كونهم ذبحوا الناقة .
والسؤال المطروح هنا؟, الناقة خلقت للذبح, فإذا اخطأ التقدير قوم صالح وذبحوها هل هذا يستوجب من الباري عز وجل ان يعذب قوماً من اجل ناقة؟
الجواب: إن الغضب الالهي لم ياتي من جراء ذبح الناقة, ولكن جاء بسبب التعدي عليها وهي معروفة لديهم انها اية من ايات الله (ناقة الله) فهي لم تكن مجرد ناقة, بل كانت ناقة الله وآيته التي انزلها عليهم بطلب منهم. اذن نزل العذاب لان القوم اعتدوا على حرمة من حرم الله. والقران الكريم يوضح ان القائم بعملية عقر الناقة ليس شخصاً واحداً (فَعَقَرُوهَا) رغم ان القائم بالعمل شخص واحد هو عاقر الناقة كما تنقله الروايات.



من الواضح ان القران يريد ان يبين نقطة مهمة, وهذه النقطة هي: ان القيام بعمل فردي قد يكون وراءه جهة اوعدة جهات هدفها له علاقة بالذات الالهية لا بالناقة نفسها.
من هنا يتبين لنا ان القيام بعملية حرق القران لم تكن بفعل ذلك الرجس الزنيم, بل هي من فعل مؤسسات مخابراتية عالمية هدفها هتك حرمة الاسلام واهانة كل مسلمي العالم.
إن دس هذا الرجس الزنيم وسط الاحزاب الاسلامية العراقية والتقاطه صور مع بعض قادتها, دليل على ان ورائه جهات كانت تخطط لهذه الفعلة الشنيعة في الوقت الذي تراه مناسباً.
وكعادته في التصدي لمثل هذه المؤامرات الخطيرة التي تريد النيل من الاسلام والمسلمين انبرى قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي(دام ظله) واصدر بياناً وضح فيه ابعاد هذه الاعتداء الاثيم على القران الكريم.
لقد اكد السيد القائد في بيانه الموقر على: (ان التطاول على حرمة القران في السويد حادثة خطيرة, أي انها تهدف الى اهانة واحد من اهم مقدسات المسلمين.. وهي بمثابة حرب على المسلمين كافة).
وهنا بين سماحته نقطة مهمة وهي وحدة المسلمين ونبذهم للطائفية في شجبهم واسنكارهم لهذه الفعلة الدنيئة. وهذا ان دل على شئ انما يدل على إن اعداء الاسلام يستهدفون الاسلام بذاته ومعتقداته, ولا يستهدفون طائفة دون اخرى او مذهب دون اخر. حيث اشار في بيانه الى هذه المفردة المهمة: (ان اشد العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة موضع اجماع علماء المسلمين كافة).
واشار سماحة السيد القائد الخامنئي(دام ظله) الى مفردة مهمة فيها تاكيد على حرمة وقداسة القران وماذا يعنيه لجميع المسلمين وهي: (على الحكومة السويدية ان تعلم ايضاً انها بمساندتها المجرم اتخذت اصطفافا حربيا تجاه العالم الاسلامي وجذبت نحوها الكراهية والعداوة من الشعوب الاسلامية وكثير من حكوماتهم).
هذه المفردة لوحدها تعبر عن برنامج متكامل لمعرفة العدو ومواجهته, فعندما يذكر السيد القائد حكومة السويد هو يعني جميع من يقف وراء هذه المؤامرة, وعندما يذكر عبارة الاصطفاف انما يبعث برسالتين مهمتين:
الرسالة الاولى: الى دوائر التآمر التي تستهدف الاسلام والمسلمين, وتحذيرهم من مغبة الاصطفاف ضد المسلمين، واعتبر هذا الاصطفاف حرباً غير معلنة على الاسلام, وحذرهم من التورط بمثل هذه حرب, وبين ان مخرجاتها ستكون كراهية الشعوب الاسلامية ووقوفها صفاً واحداً للدفاع عن قرءانها, وهناك التفاتة جميلة جداً في صياغة عبارات هذا البيان حيث قال سماحته: (وكثير من حكوماتهم) أي ان القليل من الحكومات قد تقف صامتة امام هذا الانتهاك الخطير, لكن الشعوب وكثير من الحكومات ستكون في خندق واحد وفيها اشارة واضحة الى الذين تعاملوا مع الحادثة بموقف خجول من بعض الحكومات.



الرسالة الثانية: على الشعوب الاسلامية وحكوماتها الحذر من الحرب الناعمة التي يشنها الاعداء ضد الاسلام والمسلمين, والسلاح القوي الذي يجتمع حوله المسلمين هو القران الكريم, ودوائر الاستكبار العالمي تريد من استهدافها للقران بهذه الطريقة ضرب وحدة المسلمين وتوهين عقائدهم فإذا لم يكن لهم موقف حازم تجاه هذه القضية الخطرة سينفذون مخططهم البغيض لضرب قيم ومعتقدات الشعوب الاسلامية, لتكون ادواتهم سهلة لضرب الاسلام بالكامل في المستقبل.
واشار سماحته الى تسليم الجاني الى القضاء الاسلامي لينال عقوبته لان القضاء العرفي لا يمكنه ان يحكم بمثل هكذا قضية, وهو عدم اعتراف ضمني بالقضاء الوضعي امام القضاء الاسلامي.

ومن اهم الرسائل التي بعثها السيد القائد الى المتآمرين من اعداء الاسلام قوله(مد ظله):(كما ان على المتامرين وراء الكواليس ان يعلموا ان حرمة القران الكريم شوكته ستزداد يوما بعد يوم, وستغدوا انوار هدايته اكثر سطوعا, فأمثال هذه المؤامرة وكذلك مرتكبيها احقر من ان يستطيعوا منع هذا السطوع المتزايد يوما بعد يوم). حيث اشار سماحته الى: (تحذير), (وبشرى), رسالة تحذير للمتآمرين على الاسلام جميعاً ممن يخططون الى طمس مبادئ واهداف الرسالة المحمدية الاصيلة وهم جنود الشيطان من الانس، ان الاسلام ستزداد شوكته يوماً بعد يوم لان المسلمين يستمدون قوتهم ووحدتهم ومنهجهم القويم من القران الكريم. وقد وردت ايات كثير تبشر المسلمين بالنصر والظفر في نهاية المطاف, وهذه الحقيقة يعرفها اعداء الاسلام, الا انهم يكابرون ويحاولوا ان يظهروا انفسهم مظهر القوي المقتدر.
ورسالة بشرى للمسلمين ان شوكتهم ستزداد يوما بعد يوم وسينتصرون على عدوهم, وعدوهم ليس له القدرة على مواجهتهم اذا كان سلاحهم, الثقة بالله, والسير على نهجه القويم الذي نزل على صدر رسولنا الكريم (ص).
وختم سماحته البيان بعبارة تهز عروش الظالمين حيث قال: (والله غالب على امره), نعم ان الله قادر على هؤلاء الضعفاء الذين هم احقر خلق الله, وهو الذي بيده الخير, وهوعلى كل شئ قدير. انظروا ماذا يقول الباري عز وجل في مضمون قول السيد القائد: (والله غالب على امره)..
• (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا).
• (وَلاَيَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ). ال عمران -78
• (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). الحجر – 9
هذا هو الاسلام, وهذا هو القران, وهذه هي القيادة الاسلامية الرشيدة .. وذلك هو عدو الاسلام, قال جل من قائل: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ * مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ).الانعام 181-186



ومما يثير الاهتمام ويبعث السرور هو موقف المرجعية الدينية المتمثلة بالولي الفقيه(دام ظله) في ايران, وكذلك موقف المرجعية الدينية في العراق المتمثلة بالسيد السيستاني(دام ظله) وبيانها المهم الذي بعثت به الى امين عام الامم المتحدة, وتضامن الشعب العراقي مع الموقفين الحكيمين للمرجعية الدينية حيث صدرت بيانات الشجب والمظاهرات العارمة في العراق تندد بالجريمة النكراء.
ان وجود محور المقاومة الاسلامية وحضوره الميداني في الدفاع عن حرية الشعوب واستقلالها, وهو العقبة الكؤود في طريق مخططات الاعداء الرامية الى استهداف المعتقدات الاسلامية, (وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم).

كاظم الجابري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى