أحدث الأخبارالعراق

ايران بين الحصار وشبكات التجسس

ابراهيم المهاجر

العصر-منذ ما يقرب من ٤٣ سنة تواجه ايران حصارا قد يتعذر لراصده ان يجد اين أشده تأثيرا. أعلى الاقتصاد ام في العلوم والتكنولوجيا ام في معايش الناس. الحصار لم يمنع ايران من التقدم  لذا فان المثل القائل رب ضارة نافعة  هو خير مايمكن وصف تقدم ايران تحت هذا الحصار. فلولاه ماوصلت ايران الى هذا المستوى في الصناعات والعلوم والطب والفضاء، الى مالا يحصى من المجالات، وكلها تتسارع في التقدم بوتيرة واحدة. ورغم ان بدايته هو الاستنساخ للالة المصنعة وخصوصا في المجال الصناعي. الا انه حقق الاكتفاء الذاتي للمنتج الوطني وزاد على ذلك ان بدأ هذا المنتج ينافس المنتجات العالمية، سواء كانت صناعية او غذائية، في دول كالعراق وسورية ودول خليجية وشرقي اسيا.

هذا التقدم العلمي والاستنساخ للالة المصنعة  يقابله محاولات المخابرات العالمية لاستنساخ الربيع العربي وجعله ايرانيا، تحت ذريعة حرية الرأي، للاطاحة بالنظام وإيقاف عجلة التقدم المطردة ومن ثم وتقسيم الدولة الى اجزاء يسهل السيطرة عليها. خلايا التجسس التي وظفت لصناعة ربيع ايراني لم يأتي بها الغرب فجأة ووضعها في مسرح المواجهة. بل اعدها واعد معها سيناريوهات لعملها باشهر لاستثمار حدث ما وتحويله الى اعمال شغب. الملاحظ ان تعامل الغرب مع مفردات الاحتجاجات في دول العالم تختلف من بلد لآخر حسب ازدواجية الموقف والنفاق العالمي الساند له من جانب ومن جانب اخر فان ديمقراطية الغرب في غير دولها وحرية الرأي تعمل من حيث تكون مصالحه. فمثلا ايران يكون الاحتجاج تعبيرا عن حرية الراى وان كان دمويا او فيه اعتداء على ابرياء وقتل لرجال الامن والشرطة. اما الفوضى الاخيرة التي اجتاحت برازيليا اكبر مدن البرازيل باحتجاجات من قبل مؤيدي جافيير بولسينارو الرئيس البرازيلي السابق والتي كادت ان تكون  انقلاب دموي بعد فوز لولا دي سلفيا اليساري في انتخابات الرئاسة فلا بد من ادانتها تحت غطاء مايسمى الاعتداء على الديمقراطية. وان كان السبب الحقيقي وراء هذه الادانة هو تخلي امريكا عن بولسينارو بعد ان احترقت ورقته كاي عميل ولم يعد رجلها الذي يحمي مصالحها في البرازيل، اكبر اقتصاد في امريكا اللاتينية. فآثرت التعامل مع الرئيس لولا دي سلفيا لحين ظهور بديل لبولسينارو.



ايران على العكس من العراق، الذي تراجع واصبح بلدا محتلا منقوص السيادة تعبث فيه المحاصصة العنصرية والطائفية وينخر فيه الفساد،  فبعد حرب دامت ثمانية سنوات استفادت ايران من تجربة هذه الحرب الظالمة التي تعاون فيها الشرق مع الغرب على منع توريدها ولو اطلاقة بندقية. خرجت من هذه الحرب لتوظف اسلوب القهر الاقتصادي في تطوير القدرات العلمية والعسكرية وتكون دولة مكتفية ذاتيا. فقد وصل ٨٥% من اقتصادها غير معتمدا على العائدات النفطية. ووصل ٩٥% من تسليحها وتجهيزاتها العسكرية من تصنيع محلي. كذلك فان دخول ايران في اتفاقيات استراتيجية مع الصين وروسيا القوتان الصاعدتان عالميا، عسكريا واقتصاديا، جعلها دولة وازنة في القرار الاقليمي. هذه الطفرة في العلم والقوة العسكرية والاقتصاد جعلتها الهاجس المقلق لاسرائيل وامريكا. فامريكا منذ ان أصبحت تدير العالم كقطب واحد ارادت من كل دول العالم ان تكون منحنية امامها او تحلق على ارتفاع اعلاه هو منخفض جدا. لذا قسمت دول العالم الى ثلاث دوائر. وضعت الحلفاء الاوربيون وأستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية في دائرة الضبط، والصين وروسيا والهند في دائرة السيطرة والاحتواء اما باقي دول العالم فهم في دائرة التدمير، حتى اقرب حلفائها في منطقة الشرق الاوسط كالسعودية ودول الخليج اذا ارادت هذه الدول ان تفلت من اللجام الامريكي الذي يحد سيرها. من هذا التقسيم الدوائري للعالم بات معلوما ان موقع ايران بالنسبة لامريكا هي دائرة التدمير. بتساقط احجار دومينو شبكات التجسس التى تعمل لصالح اسرائيل ودول المنطقة وكردستان العراق على يد استخبارات الحرس الثوري ركدت موجات الاحتجاج في الشارع الايراني التي كانت تحركه شبكات التجسس. شبكات التجسس هذه كانت تعمل في ايران محددة بثلاثه اهداف هي: زعزعة الامن، اغتيال العلماء ورجال الشرطة، ونقل المعلومات العسكرية. الاهداف المرسومة لهذه الشبكات كلها فشلت بعد ان وقع الجواسيس في شراك الامن الايراني فقد تم فعلا محاكمة الكثير من أعضاءها وتم الحكم على البعض منهم بالإعدام. القول الاخير هو تبقى ستراتيجيات ايران في المنظور السياسي أشباح امام القوى الكبرى لايمكن رويئتها وطلسمات لا يمكن حل رموزها. لذا فهي امنع من تسقط بحصار او تخريب شبكات تجسس تمولها دول عربية مشاركة مع امريكا واسرائيل ومساعدة كردستان العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى