مقابلة تلفزيزنية أجرتها قناة العراقية الفضائية مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي أثارت ضجّة سياسية ولغطا عن تواطئ حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي في عملية اغتيال الشهيدين أبومهدي المهندس والحاج قاسم سليماني .. العبادي قال في هذه المقابلة أنّ الحكومة العراقية قد أعطت الموافقة إلى الطائرات الأمريكية التي نفذّت عملية اغتيال الشهيدين المهندس وسليماني للتحليق فوق أجواء بغداد .. ومما زاد في هذا اللغط والبلبلة تسريب كتاب رسمي صادر من قيادة الدفاع الجوي يحمل العدد ( دج / م ع / 3 / 1 / 5 ) في 3 / 1 / 2020 موّجه إلى رئاسة أركان الجيش .. والكتاب هو تقرير عن الطائرات الأمريكية المسيّرة الثلاث غير المسلّحة التي حلّقت بعد ظهر يوم الثاني من كانون الثاني فوق المنطقة المحرّمة ( بغداد ) لحين مغادرتها الأراضي العراقية باتجاه الأردن بعد تنفيذ جريمة اغتيال الشهداء على طريق مطار بغداد الدولي .. حيث غادرت الطائرة الأولى الأراضي العراقية في الساعة ( 0058 ) والثانية في تمام الساعة ( 0100 ) والثالثة في تمام الساعة ( 0108 ) .. وهذه الوثيقة موّقعة من قبل الفريق جبار عبيد كاظم قائد الدفاع الجوي .. من يقرأ هذا الكتاب عن سير ووقت ومنطقة تحليق هذه الطائرات وما تضمنه من وجود موافقات مسبقة للتحليق من قبل قيادة العمليات المشتركة , سيصل إلى نتيجة أنّ الطائرات التي نفذّت عملية الاغتيال قد دخلت المنطقة المحرّمة بغداد بعلم وموافقة الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلّحة عادل عبد المهدي .. ويبدو أن هذه الوثيقة هي التي أعتمد عليها العبادي رأيه الخاطئ بأن الحكومة العراقية كانت على علم بدخول هذه الطائرات وهي التي أعطت الموافقة لها ..
وكان الأجدر بالسيد العبادي باعتباره رئيسا سابقا لمجلس الوزراء وقائدا عاما للقوات المسلّحة أن يتريّث قبل اطلاقه هذا التصريح الخطير الذي وجّه فيه هذا الاتهام المباشر لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي الذي كان يشغل منصب قائد العمليات المشتركة وإلى نائب القائد العام للعمليات المشتركة الفريق الأول عبد الأمير يارالله , بالتواطئ مع الأمريكان بقتل الشهيدين أبومهدي المهندس وقاسم سليماني .. والسؤال الأول الموّجه للفريق جبار عبيد كاظم قائد الدفاع الجوي هو .. إذا كانت هذه الطائرات الثلاث المسيّرة غير مسلّحة كما جاء في تقرير قيادة الدفاع الجوي إلى رئاسة أركان الجيش بعد تنفيذ الجريمة , فمن الذي استهدف القادة في فجر الثالث من كانون الثاني ؟ والسؤال الآخر الأهم هو إذا كانت هنالك موافقات مسبقة لدخول هذا النوع من الطائرات فوق المنطقة المحرّمة , فلماذا لم يذكر التقرير تاريخ هذه الموافقات وأرقامها لرئاسة أركان الجيش ؟ وهل يصّح توجيه مثل هذا الاتهام لعادل عبد المهدي أو لعبد الأمير يارالله الذي قاتل مع المهندس جنبا إلى جنب الإرهاب الداعشي ؟ وهل تحتاج أمريكا وإدارة الرئيس ترامب إلى موافقة الحكومة العراقية لتنفيذ مثل هذه الجريمة ؟ وهل كانت الباكستان على علم بالإنزال الجوّي الأمريكي الذي قتلت فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ؟ وهل يعلم حيدر العبادي أن قيادة العمليات المشتركة قد أصدرت أوامر بتاريخ 30 / 12 / 2019 منعت بموجبها تحليق أي طائرة فوق بغداد والمناطق المحرّمة سواء كانت بطيار أو بدون طيار ؟ .. وهل كنت فعلا يا جناب القائد الكذوب تدّقق في مئات الطائرات العسكرية وغير العسكرية التي تدخل الأجواء العراقية ؟ .. ولعلمك يا جناب القائد الكذوب أنا من أشدّ المعارضين لحكومة عادل عبد المهدي وكان لقلمي دور في تأليب الرأي العام عليه , لكنّ خصومتي معه كانت بالحق ومن أجل بلدي وشعبي وليس لأحقاد وضغائن شخصية مريضة , وليكن في علمك وهذا ليس دفاعا عن أحد .. أنّ الحكومة العراقية لم تعط أي موافقة في التحليق فوق أجواء بغداد والمناطق المحرّمة لأي طائرة , بل أنّ الحكومة لا تعرف حتى هذه اللحظة من اين انطلقت هذه الطائرات , والموافقات التي تحدّث عنها قائد الدفاع الجوي كانت قديمة ومنعت في الثلاثين من شهر كانون الأول 2019 أي قبل تنفيذ جريمة اغتيال الشهيدين بأربعة أيام .. كفاك هلوسة وهذيان أيها القائد الكذوب …
أياد السماوي
في 12 / 12 / 2020