باختصار شديد…حول العراق والاحتكام للشارع

السيد أبو جواد التونسي
حبيب مقدم
العصر-نعم الخروج للتظاهر في الشوارع أو إقامة الإعتصامات في مكان ما، هو وجه من وجوه التعبير عن موقف الرفض لسياسة ما أو قرار ما…
ولكن، انتهاج هذا الخيار ليس بفعل حكيم في بلد كالعراق، وذالك لأسباب كثيرة، منها:
– أن السواد الأعظم من المكونات السياسية تنقسم فيما بينها على أسس دينية ومذهبية وعرقية، وهذا أمر في غاية الحساسية والخطورة .
– غياب مركزية الدولة واقتدارها على التحكم وتسيير الواقع حين اشتداد التدافع بين مكونات الشعب العراقي، فالدولة ستنقسم وتتفتت بمجرد انقسام وتخندق المكونات…
– أن الشعب العراقي يعدُّ من الشعوب المسلحة، هذا فضلا على التسليح الثقيل لجملة من المكونات السياسية، وهذا يجعل الأمر في غاية التعقيد….
– حضور قوي لجملة من الدول في الشأن الداخلي، وعلى رأسهم دول الإحتلال الأمريكي، وهذا يجعل المصالح والمطالب لدى المكونات متقابلة ومتضادة…
*الخلاصة:*
أي دولة يتحقَّق فيها ما ذكرنا، سيكون التوجه للإحتكام للشارع هو عبارة عن محاولة ليس للَّعب بالنار فقط، بل هو لعب بالمتفجرات…
وبالتالي فهو قرار ليس بحكيم، ولا خير فيه لأي طرف، إلاَّ إذا كانت من مصلحة الطرف أن تقوم وتتحقَّق إثارة الإقتتال وسفك الدماء، واسقاط الدولة كما نجده لدى بعض المكونات العراقية الإرهابية…
*وعليه:*
فمن التَّعقل والحكمة إدراك الخصوصية في تشكل الواقع العراقي، وعدم الانخداع ببعض مفردات المنظومة الديمقراطية…
*الله يستر ويحفظ العراق…*
*وأحرار العراق ويفرج عن شعبه…*