بادية النجف.. الحلم السعودي المفخخ!
مجلة تحليلات العصر - حيدر العامري
هكذا تبدو السياسات السعودية التي دوما ما تحاول ان تحقق سياسات الدول الاستكبارية التي تدين لها ببقاء ال سعود على كرسي الحكم وتحاول ان تبسط نفوذها بعصاها الاقتصادية على الكثير من الدول العربية.. كما هي في تجارب عديدة..
اليوم ومن جديد تعاود الحكومة السعودية مساعيها من اجل كسب مشاريع بعنوان استثمارات في بادية النجف الاشرف!! وهي تحاول من خلال استغلال الواقع السياسي المتذبذب في العراق.
وربما يتسائل البعض كما تسائل بعض القادة السياسيين عن تشكيك الجمهور العراقي من النوايا السعودية مهما كانت، والجواب واضح بوضوح تام، هو ان السعودية ولم تثبت حسن نواياها مع العراق كيف لنا ان نعبر لها عن قبولنا لما تريد ان تقدم عليها في حين ان السعودية لا تفهم الا سياسة التفخيخ..
والساحة العراقية شاهدة على جرائم ال سعود منذ سقوط النظام البعثي عام 2003م الى هذا اليوم فلو تتبعا الدور السعودي في الساحة العراقية سنجد انها اججت الحرب الطائفية ودعمت الارهاب ومنصات التظاهرات وكانت مواقفها طوال فترة التغيير عن مواقف سلبية تجاه النظام السياسي الجديد في العراق ولم تقدم اي موقف داعم على المستوى الاقليمي لدعم العراق الجديد.
وهكذا لو اردنا ان نسلم جدلا بان تتوافق العربية السعودية مع الحكومة العراقية القائمة التي هي بمثاية حكومة مؤقتة ومكلفة بمهام محدودة او من خلال نفوذ بعض القادة السياسيين كما تحدثوا علنا ، واجرت معها توافقا من اجل استثمار بادية النجف فمن يضمن موقف الرأي العام العراقي الذي عبر عن غضبه ورفضه لمجرد طرح اسم السعودية في هذا الملف.
ان المملكة العربية السعودية اليوم اذا ما ارادت ان تفتح صفحة جديدة مع العراق فان عليها ان تثبت حسن نواياها مع الشعب والنظام السياسي الجديد وهذا لا يمكن ان يكون الا من خلال سياسات تتبعها تنصب في سياق عدم استفزاز المكون الشيعي خارج نطاق ارضها وداخلها فالشيعة كيان متماسك مترابط فكيف تثبت حسن نواياها مع اضطهادها للشيعة في السعودية ؟! وتمارس بحقهم الاعتقال القتل والتشريد! وهكذا فتاواها التي تغذي الارهاب الذي يفتك بالشيعة والوطنيين في بلدان عديدة وبالخصوص في العراق. كما يتوجب عليها ان تعبر وتعترف بسياستها الخاطئة في العراق طيلة هذه الفترة وتعويض ضحايا الارهاب السعودي الذي فتك بالمجتمع العراقي والشيعي بصورة خاصة.
وبدون ذلك فلا يمكن قبول اي سياسة سعودية في الاراضي العراقية.
كما يتوجب على الحكومة العراقية ان تكون شفافة في بيان حقيقة استغلال بادية النجف والسماوة بالاستثمارات السعودية والتي يجب توضح مخاطر هذه المشاريع اقتصاديا وسياسيا وبيئيا، فالشكوك تدور في عدة اتجاها حول هذه المشاريع الغامضة والتي ستنعكس اثارها على المدى القريب والبعيد، ومن ان يطرح هذا التساؤل: الا تمتلك السعودية الاراضي والصحراء الواسعة لتستثمر على ارضها؟ ولماذا تترك اراضيها وتتجه نحو الاراضي العراقي؟
نعم. فنفسها السعودية لم تتمكن من ان تحقق هذه المشاريع حتى على ارض مملكتها فقد رفضت هذه المشاريع من اتقام على ارض عسير ونجران وأبها لما لها من اثار كبيرة على التربة ومخاطر الجفاف التي ستخلفه هذه المشاريع!!
وهناك ابعاد مهمة ربما تنقلنا الى ابعد من ذلك -دينية وسياسية- والتي تندرج ضمن دعم مشروع التطبيع مع اسرائيل والذي سنتعرض له في مقال اخر.
ان ما يجب ان تعرفه السعودية عن العراق هو انه يختلف عن غيره بوعي جمهوره وقدرة شعبه على ان يسقط مشاريع دولية وعالمية وليست فقط استثمارات سعودية واثبت للعالم قدرته الكبيرة بالنزول للساحة والحضور الفاعل وطرد داعش دليل واضح وجلي على ذلك.
ان العراق اليوم يجب ان يكافئ من وقف معه في ازمته واذا كانت ثمة مشاريع واستثمارات تدر على العراق الارباح فالامر مرحب به لكن يجب ان يتم التعاقد مع الدول الصديقة والداعمة لعراق مابعد التغيير ومن ثبتت حسن نواياه مع العراق، وليس العكس.
ومقابل ذلك الحكومة العراقية اليوم يجب ان تتجه صوب المحاكم والمنظمات الدولية لتطالب بتجريم السعودية على ما ارتكبته في العراق من اراقة دماء الابرياء وادخالها المفخخات.