بعد إعلان التطبيع مع الإمارات.. مسؤول إسرائيلي يكشف عن دولة عربية أخرى وواشنطن: وقف الضم مؤقت.
مجلة تحليلات العصر الدولية
قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي إنه يوجد “احتمال كبير جدا، أن تعلن إسرائيل ودولة عربية أخرى تطبيع العلاقات، في حين كشف مسؤول إسرائيلي عن أن البحرين ستكون هي التالية، وسط تأكيد أميركي أن خطة تعليق ضم أراض فلسطينية مؤقتة.
بدوره، توقع مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين حصول اتفاقات مماثلة بين إسرائيل ودول عربية، وقال “نعتقد أنه توجد دول أخرى مستعدة” لخطوة من هذا النوع.
وأوضح أوبراين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان أو من ينوب عنه مدعوان إلى “حفل توقيع رسمي في البيت الأبيض”.
لكن مسؤولا إسرائيليا رجح أن توقع دولة البحرين اتفاقية سلام مع إسرائيل في المستقبل القريب.
ولم يذكر المسؤول الإسرائيلي -الذي رفض الكشف عن اسمه لقناة كان الإسرائيلية- أي تفاصيل عن الجهود أو المساعي لتوقيع اتفاقية سلام بين المنامة وتل أبيب، في حين لم تصدر أي بيانات رسمية من الدولتين بهذا الخصوص.
يشار إلى أن البحرين رحبت بالاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس، واصفا إياه بالتاريخي.
وعبرت البحرين عن تهانيها لدولة الإمارات وقيادتها “الحكيمة” على الاتفاق واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.
وقال بيان نقلته وكالة أنبائها الرسمية “تشيد المملكة بالجهود الدبلوماسية المخلصة التي بذلتها دولة الإمارات، مؤكدة أن هذه الخطوة التاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أمس الخميس عن توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق سلام وصفه بالتاريخي. وقال ترامب في كلمة إن إسرائيل والإمارات ستطبعان علاقاتهما الدبلوماسية بالكامل وستتبادلان السفراء والبعثات الدبلوماسية وستبدآن تعاونا في شتى المجالات. واعتبر ترامب الاتفاق أهم إنجاز منذ ربع قرن.
تعليق مؤقت
وفي حين برر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الخميس، قرار بلاده تطبيع العلاقات مع إسرائيل بأنه جاء للحفاظ على فرص حل الدولتين عبر تجميد إسرائيل مخطط ضم أراضي فلسطينية بالضفة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لم يوافق على إزالة السيادة على الضفة الغربية من جدول أعماله مقابل التوصل إلى اتفاق مع الإمارات. وأوضح أن ما طُلب منه هو التريث في بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ولم يطلب منه شطب ذلك.
من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن خطة الضم الإسرائيلية ليست على الطاولة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الحديث عما إذا كانت إسرائيل ستنفذها مستقبلاً أم لا.
وأيده في ذلك السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي قال إن تجميد ضم أراضي الضفة الغربية يعني وقفه مؤقتاً، وإن ذلك التجميد لن يدوم.
وفي هذا السياق قال جاريد كوشنر إن إسرائيل لن تقدم على تنفيذ خطة ضم أراض فلسطينية إلا إذا توصلت إلى تفاهم بينها وبين الولايات المتحدة. وكشف كوشنر في مؤتمر صحفي أنه كانت هناك محادثات مقررة في الأشهر المقبلة بين واشنطن وتل أبيب بهذا الشأن، لكنها عُلقت في الوقت الحالي بسبب اتفاق السلام مع الإمارات.
وقد وصف مبعوث الولايات المتحدة السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي بأنه مذهل وتاريخي. وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن القيادة الفلسطينية ليس لديها الحق في رفض الاتفاق.
بدوره رحب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري جيم ريتش بالاتفاق الذي وصفه بالتاريخي لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وأعرب عن أمله في أن يرى دولا أخرى في العالم العربي والإسلامي تحذو حذو الإمارات.
وقال ريتش في بيان إنه يتطلع إلى تعاون أكبر بين اثنين من الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة في جميع أنحاء المنطقة.
واعتبر ريتش أن الرئيس دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنر عملا على هذه القضية لفترة طويلة من الوقت مما يستحق الثناء على قيادتهما للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي وصفه بالشامل، لافتا إلى أن الاتفاق يتضمن التزام إسرائيل بتعليق ضم الضفة الغربية.
لكن النائبة الديمقراطية رشيدة طليب انتقدت الاتفاق وقالت إن هذه الصفقة لن تخفف من معاناة الفلسطينيين بل ستزيد من تطبيعها.
ووصفت طليب -في تغريدة على تويتر- الاتفاق بأنه صفقة جديدة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعتبرت أن لب المسألة لم يكن يتعلق بضم للأراضي، وإنما بالفصل العنصري المتواصل والمدمر.
دعوة محمد بن زايد
وفي هذا السياق، دعا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى زيارة إسرائيل، وذلك عقب الإعلان عن اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات.
ونقل موقع صحيفة معاريف الإلكتروني عن ريفلين قوله إن الاتفاقية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة منعطف هام وإستراتيجي لعمليات جديدة في المنطقة.
وهنأ ريفلين رئيس الولايات المتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي عهد إمارة أبو ظبي على توقيع الاتفاقية، واصفا إياها بالإنجاز المهم والمثير للإعجاب.
وفي إطار الترحيب الدولي، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على تويتر إن “قرار الإمارات وإسرائيل تطبيع العلاقات نبأ سار للغاية”.
وأضاف “كنت أتمنى بشدة ألا يمضي الضم في الضفة الغربية قدما واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط خطوة محل ترحيب على الطريق نحو شرق أوسط أكثر سلاما”.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن “الوقت حان لمحادثات مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، (فهي) السبيل الوحيد إلى سلام دائم”.
من جهته رحب وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الخميس بالاتفاق، وقال إن فرنسا ترحب بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات.
وقال الوزير في بيان إن قرار إسرائيل تعليق الضم المزمع لمناطق بالضفة الغربية بناء على الاتفاق التاريخي “خطوة إيجابية”، مضيفا أن التعليق يجب أن يصبح إجراء نهائيا.
وأضاف لو دريان أن “الاتفاق مهد الطريق لاستئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تأسيس دولتين”، واصفا ذلك بأنه “الخيار الوحيد” لتحقيق السلام بالمنطقة.
مواقف عربية وأممية
وعربيا، أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق، وقال في تغريدة “تابعت باهتمام و تقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية”، معتبرا أنها خطوات “من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط”.
من جهته أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الاتفاق “سيكون مرتبطا بما ستقوم به إسرائيل. فإن تعاملت معه حافزًا لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، ستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل، لكن إن لم تقم إسرائيل بذلك ستعمق الصراع الذي سينفجر تهديدا لأمن المنطقة برمتها”.
وفي هذا السياق رحب متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، وأعرب عن أمله في “أن يتيح فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدداً في مفاوضات جادة تحقق حل الدولتين بما يتّفق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية”.
وجاء الإعلان الرسمي عن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بعد سنوات من أحاديث وتقارير عن علاقاتٍ إماراتية وإسرائيلية في المجالات التقنية والعسكرية. وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قد أعلن في وقت سابق استعداد اَلإمارات للعمل مع إسرائيل في مجالات عدة.
وفي ليبيا، اعتبر عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني محمد عماري اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل خيانة غير مستغربة.
المصدر: متابعات
الجمعة 14 آب , 2020