“بن سلمان”…سلسلة من الخيبات
مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزوني
عام 1995 أصدر الكاتب حمدان حمدان كتابا عن دار بيسان للنشر والتوزيع في بيروت، بعنوان “عقود من الخيبات” ،تضمن بعض جرائم وفضائح الملك فيصل بن سعود ،ومنها رسالة مقيتة موجهة إلى الراحل الملك حسين عام 1969،يهدده بإسم مجلس العائلة أنه في حال إستمر في رفضه القضاء على المقاومة الفلسطينية في الأردن ،فإن السعودية ستشعل ثورة في الأردن تطيح بجلالته وبالمقاومة الفلسطينية معا ،لأنها لا تستطيع تحمل ثورتين ضدها في الشمال والجنوب”اليمن والأردن”،وتعهد بطبيعة الحال بدفع كافة تكاليف القضاء على المقاومة الفلسطينية في الأردن والتي وصفها ب”غير الشريفة”.
ومن ضمن الفضائح التي تضمنها الكتاب ،رسالة أخرى من الملك فيصل بن سعود إلى الرئيس الأمريكي جونسون قبل حرب عام 1967 ،يطالبه فيها بتسريع القضاء على الرئيس المصري جمال عبد الناصر لأنه عدو لأمريكا وللسعودية على حد سواء،وليس غريبا على الملك فيصل ذلك لأنه من سلالة يهودية تعود إلى مردخاي بن أبراهام بن موشيه بنو القنينقاع،ويسيرون على خطى الملك عبد العزيز الذي تنازل عن فلسطين لليهود مقابل تسليمه حكم الجزيرة ،وكان يقول للمندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس “أنت صديقي وأخي وأمي وأبي وعمي وخالي ولن أعصي لك أمرا”.
ما أشبه الليلة بالبارحة فها هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ،يسير على خطى جده عبد العزيز ويبيع نفسه وقرار المملكة للمقاول المودع ترمب،الأمر الذي أثار حنق الديمقراطيين القادمين إلى البيت الأبيض،ويهددون بإعادة آل رشيد إلى الحكم على أنقاض بني سعود،وتنصيب إمرأة ملكة على السعودية،وبدأ عهده غير الميمون بالتطبيع الرسمي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،وإرتمى في أحضان الرئيس ترمب وصهره الصهيوني كوشنير ،ظنا منه أنهما سيضمنان له تولي عرش السعودية ،ولم يخطر بباله أن الصهاينة أنفسهم لا يثقون به ولا يطمئنون له ،وقد دعت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا لقتله ،كي لا يخسروا السعودية بشكل نهائي.
أجرم بن سلمان كثيرا بحق أهل الحجاز الذين أجبر الكثيرين منهم على التطبيع مع الصهاينة وزيارة القدس المحتلة والترويج لمستدمرة الخزر في فلسطين ،وتبني الرواية الصهيونية بخصوص أحقية اليهود في فلسطين ،بشكل أذهل الصهاينة أنفسهم ،وهم الذين يقتنعون بأنهم يروجون لأساطير خيالية من صنع بنات أفكار حاخامات بابل الذين كتبوا التلمود الذي يعد نبع الإرهاب العالمي.
ما أن إستقبل بن سلمان الرئيس ترمب في الرياض صيف العام 2017،وإحتفوا به بأن جمعوا له الخليجيين والعرب والمسلمين ما عدا الرئيسين الإيراني والتركي في قمم الرياض المعروفة ،بهدف الترويج أنهم سادة العالم ،ولتنفيذ صفقة القرن ،فرض بن سلمان ومن هم على شاكلته في الخليج والسيسي الحصار على دولة قطر ،على طريق غزوها عسكريا لاحقا وتقاسم ثرواتها ،ولكن الله سلم وصمدت دولة قطر وها هي أقوى وأكثر منعة مما كانت عليه قبل الحصار،بمعنى أن خطة بن سلمان لاقت فشلا ذريعا ،وبدلا من التخلص من سمو الأمير تميم ،إلتف حوله شعبه في صورة من صور الوحدة الوطنية ولا أبهى ،في حين أن أهل الحجاز يتربصون ببن سلمان ،حتى ان أبناء عمومته يتحينون الفرصة للقضاء عليه ،وها هو يقضي ليله في البحر تحت حراسة المرتزقة الأمريكيين والصهاينة.
بعد فرضه الحصار الجائر على قطر حاول بن سلمان إغراء البعض بقطع العلاقات مع قطر ومنهم الأردن بطبيعة الحال ،لكن جلالة الملك عبد الله الثاني لم يصدع بما يؤمر ،لأنه في حقيقة الأمر هو الذي يأمر فيطاع ولا يؤمر فيطيع ،وأبقى على العلاقات مع قطر ،فقام بن سلمان بحصار الأردن ماليا ،وحاول إغتيال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،بإرسال 45 ضابط مخابرات سعوديا تحت غطاء أنهم مستثمرين في التكتولوجيا،لكن أجهزتنا اليقظة إكتشفتهم ووضعتهم في السجن ،وبعد التحقيق معهم تبين أنهم ينسقون من “كيس النجاسة “الصهيوني النتن ياهو الذي زودهم بأجندة الحركة اليومية لجلالته ،وإستنجد بن سلمان ببن زايد والسيسي وترمب ،لإطلاق سراحهم خشية إعدامهم ،وإستجاب جلالته للنداءات وسلمهم للسيسي مقابل تعهد خطي قدمه بن سلمان بعدم تكرار المحاولة.
من ضمن خيبات بن سلمان هو إستعداؤه للكويت التي آوت جده عبد العزيز ذات يوم هزم فيه ،وأبدى عداوة بغضاء للكويت مشوبة بالتهديد المكشوف،وقد رفض تناول طعام العشاء الذي أعده على شرفه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد،ورد عليه بجهل ما بعده جهل،عندما أعاد قطع اللحم المفسخة التي وضعها الشيخ صباح أمامه إكراما له ،تعبير عن لؤمه ومكره وعداوته للكويت،ولكن الشيخ صباح وبعد ان أبلغه الشيخ نواف رئيس الوفد الكويتي المفاوض ،بنوايا بن سلمان بخصوص الأرض المتنازع عليها ،أمر بإنهاء المفاوضات وطرد بن سلمان ،وهكذا كان.
يقول المثل أن الولد سر أبيه ،والأب هنا ليس الإسم الثاني بل أي رقم في سلسلة العائلة ،ولذلك فإن بن سلمان إستحوذ على جينات جده المجرم عبد العزيز المشهور بالملك الدموي،وقام بن سلمان بجريمة مكشوفة وهي إقدامه على قتل صنيعتهم الكاتب السعودي جمال خاشوقجي في القنصلية السعودية في إستانبول،وناله من الفضائح العالمية ما نله ،لكنه لم يتعظ.
وآخر خيباته التي أصبحت حديث صالونات العالم المبهر ،هي تجسسه على هاتف مالك صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية وشركة أمازون جيف- بيزوس،من خلال قرصنته بعد ان أرسل له رسالة إخترقت هاتفه ،بعد لقائهما في واشنطن ،وكان الهدف كما قيل إشاعة الخوف والذعر في قلب خاشوقجي قبل مقتله على أيدي قطاريز بن سلمان.
لن يتوقف الأمر هنا بل سيتعداه إلى فضائح بجلاجل ستطال الأمير المدمن ،فهناك شكوك بأنه تجسس على رئيس الوزراء البريطاني جونسون ،إضافة إلى تجسسه على كوشنير بذات الطريقة،فتحقيقات ال”FBI”مستمرة.