بيان المرجع السيستاني

مع التحليل
ترجمة البيان الصّادِر من مكتبِ سَمَاحَة المَرجِع الأَعلَى:
العصر-بسم الل همه الرحمن الرحیم
استقبل اية الله السيستاني قبل ظهر يوم الاحد(۸ جمادي الثانية ١٤٤٤) وفد مجلس علماء الشيعة في أفغانستان حيث قدم رئيس الوفد لسماحته تقريرا عن الأوضاع الراهنة في بلاده وأداء المجلس.
وعبر سماحته عن اسفه الشديد لما عانى منه الشعب الافغاني الشريف على مدى العقود الأخيرة مشيرا بذلك الى الفظائع التي يتعرض لها جميع أبناء الشعب لاسيما النساء في أفغانستان مؤكدا على ان المسلمين والمجتمع العالمي يجب الا يتركوا الشعب الافغاني لوحده في مثل هذه الظروف والايدخروا جهدا للتقليل من معاناته.
وأشار سماحته في اللقاء الى ضرورة الحفاظ على الوحدة والتضامن الوطني والتماسك الداخلي ومراعاة التعايش السلمي مع جميع القوميات والفئات وشدد على اجتناب العنف في التعامل مع الحكام الحاليين مؤكدا على ان يقوم المجلس كل ما بوسعه من اجل أستيفاء حقوق الشعب الافغاني العظيم.
۱۰ جمادی الثانیة ١٤٤٤
مكتب السيد السيستاني- النجف الاشرف.
من البيانات المهمة ذات الدلالة السياسية والاجتماعية الكبيرة ،تحدث عن معاناة الشعب الافغاني وعن الوحدة الوطنية والتضامن الوطني والتعايش السلمي ،ولم يفرد الشيعة وحدهم في حديثه مع ان المناسبة هي استقبال وفد يمثل الاقلية الشيعية ،وفي ذات الوقت منع من الدخول في صراع عنيف مع طالبان دون ان يسمها ،وفي ذلك وعي كبير للتعقيدات السياسية والاجتماعية وحكمة كبيرة في ادارة الصراع السياسي لاستحصال الحقوق ،حقا منهجية عظيمة في الدفاع عن الحقوق بدون استثارة الهواجس الطائفية وفي ذات الوقت استجرار تعاطف ودعم الشعوب والدول لصالح قضية الافغان عموما والهزارة منهم ،باعتبارها قضية حقوقية وقضية مواطنة في اطار اندماج مجتمعي وليس تشظي هوياتي لافائدة من ورائه سوى الانقسام واتساع خطوط الانفصال والعزلة بين الجماعات والمكونات الافغانية .رؤية متقدمة جدا في وعي ملابسات الصراعات في البلدان الاسلامية .
ولعل الأذكى هو فهم السيد للقادم، فطالبان تأكل نفسها بنفسها، فالمجتمع الدولي عموما ومعه حتى الدول والنخب السنية شنوا ضدها حملات قاسية جدا بالخصوص بعد قرار ايقاف النساء من التعليم الجامعي، وهي في حالة شبه حرب مع المجتمع الدولي والسني، وبالتالي دخول الاقلية الشيعية على خط المواجهة – رغم المظالم – خطأ قد يعطي طالبان سببا تبريريا في قمع الشيعة باعتبارهم خطر سياسي يهدد حكمهم طائفيا، وعليه فترك طالبان تواجه المجتمع العالمي لوحدها كفيل بان يضعضعها او يجبرها على التغيير في مجالات كثيرة.