تجاهل لافروف سوء تقدير موقف
العصر-السياسة كلها تمتاز باللعب على المتناقضات وتطويع الاحداث لخدمة الفاعل الذي يرغب بالنجاح ، لافروف وزير خارجية دولة عظمى يتحدى امريكا واوربا وصواريخه في اوكرانيا تدك جدار حلف الناتو ، وهي دولة عظمى تتمنى دول العالم التعاون معها، ونحن في العراق تحت الضغط الامريكي الظالم ونبحث عن متنفس لكي نحرج الادارة الامريكة المتغطرسة ، وان تجاهل الوفد الروسي الذي يتزعمه احد صقور الكرملين وهو وزير الخارجية سوء تقدير
موقف للوضع الذي تمر به المنطقة! ان فرصة التلويح بالاستعانة بالروس وحده يكفي ان تعيد امريكا حساباتها وتقلل ان لم اقل تلغي سعيها لاحراج حكومة السيد السوداني ، واذا افترضنا اننا نميل للموقف الروسي الذي يتناغم مع الموقف الايراني والصيني ، كان علينا ان ننفتح على المبادرة الروسية التي جاءت في الوقت الصح , لو استثمرناها تكتيكيا للتلويح للامريكان بأننا قادرين على الانعتاق من القيدالامربكي الذي تحول من تعاون استراتيجي الى استعمارمفضوح ، واذا كان الكرد يحسبون ان حصتهم وزارة الخارجية فلا يعني هذا اننا سلمنا كل مقادير بلدنا بيدهم ، ان استقبال لافروف بهذه الصفاقة وسوء التقدير هو نهج مخزي وغير مقبول دوليا ، ولايتماشى مع العرف السياسي ولا حتى العرف الشعبي والديني الذي يؤكد على اكرام الضيف مهما كان موقفنا منه، لقد اثبتت الدبلوماسية العراقية فشلها وتخبطها في هذا السلوك !
ان ربط مصير القرار العراقي بيد الاقليم وتحالفاته نسف لكرامة وسيادة البلاد وحكومته التي تتألف من عدة اطياف واحزاب اجتمعت تحت مسمى ائتلاف الدوله ، ولم نسمع اي رد فعل يحافظ على ماء الوجه الذي اراقته الخارجية العراقية بقياد فؤادالكردي.
ان روسيا تناطح الكبار وتتحدى امريكا وعنجهيتها ، فما الذي يدعونا ان نخذلها وهي تحمل الينا خيارا سياسيا واقتصاديا ربما سيكون فاعلا في الصراع مع ادارة بايدن التي تتلاعب بمصير شعبنا وقوته و مستقبله !
مانع الزاملي