بقلم: مصطفى الصواف
كثيرة التحليلات وكثيرة الكتابات حول قرار السلطة بالتحلل من الاتفاقات مع الاحتلال وهو تحلل فقط لمنظمة التحرير وهي المرة قد تكون العاشرة من القرارات التي يدور مضمونها مع القرار الاخير.
المشكلة ليست بالقرار وتشابهه بالقرارات السابقة التي تدور حول نفس المضمون ولكن بقي الحال على ما هو عليه ولم يتغير شيء في الموضوع ولم تكن تلك القرارات ذات طابع جدي من قبل محمود عباس وهذا القرار الاخير لن يكون جديا اذا بقي كما هو دون تحرك على الأرض يؤكد صدق النوايا وهذا يتطلب مجموعة إجراءات كان يجب ان يتخذها عباس مع الشعب الفلسطيني وقواه الحية لان قرار بالانسحاب من اوسلو ووقف التعامل بمقضياته وملحقاته وما ترتب عليه من تعاون امني ووقف الاعتراف بالكيان الصهيوني واعتبار ان فلسطين كل فلسطين هى للشعب الفلسطيني وان المقاومة للمحتل باتت هي استراتيجية الشعب في التحرير بعد فشل المشروع السياسي الذي انتهجه محمود عباس على مدى السنوات الماضية والذي بات واضحا فشله بسبب الاحتلال الذي لا يعترف بدولة فلسطينية رغم اعتراف السلطة أسف منظمة التحرير بالكيان وحقه في الوجود على ارض مغتصبة والاعتراف به وفق اتفاق اوسلو.
جدية عباس بقراراته الاخيرة ستكون نتائجها كبيرة لن يستطيع محمود عباس وشقه من حركة فتح تحمل نتائجه وحدهم وهذا يتطلب وحده موقف فلسطيني يتحمل بموجبه الكل الفلسطيني نتائجه بعد ان نحقق وحدة فلسطينية على ارض الواقع يتحمل كل من خلاله نصيبة بعد بناء استراتيجية فلسطينية قادرة على المواجهة والتحدي.
ما لم يحدث هذا الامر سيكون حديث عباس كلام اعلامي لن يحقق اي نتائج ويصبح الموقف الفلسطيني ضعيف ولن يتقدم خطوة واحدة هدفه تسهيل الضم من قبل الاحتلال واستكمال المشروع الصهيوني في الاستيلاء على الارض وتصبح معاناة الفلسطيني كبيرة جدا وقد نشهد في نهايتها ترانسفير لكل فلسطيني وسيكون طوعي بعد ان تتخذ سلطات الاحتلال كل ما يؤدي الى خنق الفلسطيني في الضفة ويكون اما خيارين إما الموت او الرحيل.
وإذا لم يتحرك الفلسطيني موحدا وفق رؤية شاملة فلن يتحرك احد من عرب او عجم وستبقى المواقف العربية تنتظر الموقف الفلسطيني وفي نفس الوقت لا رهان علىالموقف الاوروبي.
إذا كنا كفلسطينيين نراهن على الموقف العربي والدولي دون تحرك جاد وحقيقي منا نحن فهذا ما ينتظره الكيان لانه لا يخشى موقفا عربيا ولا دوليا لانه تعود على هذه المواقف التي تصب في نهايتها لصالحه.
نعتقد ان تحركا فلسطينيا قادما متجاوزا كل قياداته وسينحاز الى من يقف الى جواره لتحقيق اهدافه في مواجة الاحتلال معتمدا اولا على نفسه بعد الله وسيواجه المحتل ومن يقف معه ولديه الاستعداد لدفع ثمن ذلك وعندها سيتحرك العرب اولا في داخل بلدانهم للقضاء على انظمة عميلة مصنوعه لخدم الاحتلال وسينضم بعد ذلك للفلسطينيين ويكون له الشرف في تحقيق العدل والنصر والتحرير وهو قادم لا محاله ويسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا.