أحدث الأخبارالعراق

تحليل خطاب السيد مقتدى الصدر الأخير.

🖊️ هادي بدر الكعبي.

بعد أيام قليلة من دعوة السيد مقتدى الصدر نواب كتلته لتقديم استقالاتهم، أعلن السيد مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، الانسحاب من العملية السياسية، مشيرًا إلى أنه لن يشارك في الانتخابات المقبلة بوجود من وصفهم بـالفاسدين.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بنواب الكتلة الصدرية في النجف الأشرف،حيث قال السيد مقتدى الصدر: ((وبعد الترحيب بكم وقبل الوداع بيننا وبعد شكركم على مواقفكم ووحدتكم، أود أن اخبركم شيئًا واحدًا، أني قررت الانسحاب من العملية السياسية كي لا اشترك مع الفاسدين بأي صورة من الصور لا في الدنيا ولا في الآخرة).
وأضاف:( وهذا عهد بيني وبين الله وبيني وبينكم ومع شعبي، إلا إذا فرج الله وأزيح الفاسدين وكل من نهب العراق وسرقه وأباح الدماء).
وتابع مخاطبًا نواب الكتلة الصدرية المستقيلين أنه (في حال اشتركنا في الانتخابات المقابلة فأبقوا نساءً ورجالًا على أهبة الاستعداد، ولا تتفرقوا وتكاملوا سياسيًا وعقائديًا وبرلمانيًا وقانونيًا وتواصلوا مع الشعب العراقي).
هذا الخطاب دون أدنى شك يتضمن إشارات وايحاءات متعددة جاءت على النحو الآتي وهو:
1/ الأخبار عن الوداع الأخير بين السيد وبقية الحضور من نواب الكتلة الصدرية المستقيلين ينم عن وجود نية لدى السيد في مغادرة البلد خلال هذه الفترة أو الايحاء الى ثمة وجود تهديد يستدعي المغادرة أو ربما التصريح جاء ضمن سياق أو غرض تحفيز القواعد الشعبية التابعة له إلى مالآت المرحلة المقبلة.
2/التأكيد على استقالة نواب الكتلة الصدرية هو لأجل الإعلان عن انتهاء أي إمكانية للوصول إلى تسوية سياسية من خلال المؤسسات الدستورية والانتقال إلى مستويات أخرى تصل إلى انهاء الوجود السياسي للمنافسين وتضعيف تاثيرهم السياسي من خلال تأثير خارجي أو داخلي.
3/الإيحاء بأن التأثير السياسي للسيد مقتدى الصدر لا ينحسر في مجلس النواب وإنما يعتمد على عناصر أخرى ومنها القدرة على استخدام الشارع وبالتالي فإن التخلي عن مجلس النواب ومغادرة العملية السياسية لا يعني التخلي عن مصادر التأثير الأخرى وهذا ما كشف عنه خطاب اليوم الذي يوحي بوجود دعوة إلى جمهور التيار الصدري بتحمل مسؤوليتهم في التصدي للفساد والاختلالات التي تشوب العملية السياسية في العراق.


4/الابهام في طريقة ازاحة الفاسدين ولكن القدر المتيقن بانه سيكون عن طريق القاعدة الجماهيرية المتماسكة نسبيا في تنفيس الاحتقانات داخل المنظومة السياسية من خلال عنوان محاربة الفساد والفاسدين.
5/المراهنة على تغيير سلوك منافسيه عبر الإصرار والتأكيد على الانسحاب من مجلس النواب والعملية السياسية.
6/الخطاب فيه دعوة ضمنية إلى تفعيل الوساطات لأجل إقناع السيد مقتدى الصدر بالعودة عن قراره مقابل تقديم تنازلات تسهم في الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
7/ الإشارة بأن الاشتراك في الانتخابات المقابلة مرهون بازاحة الفاسدين وهذا الشرط فيه مصادرة لعمل مؤسسات دستورية في البلد فضلا عن الإيحاء بأن ثمة انتخابات برلمانية وشيكة تلوح في الأفق وأن البرلمان الحالي لن يستمر طويلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى