أحدث الأخبارشؤون حربية

تحليل دولي: الولايات المتحدة تشن حروبا تحت ستار “مكافحة الإرهاب” لتعطيل العالم

العصر-إن الولايات   المتحدة التي تشن الحروب تحت ستار “مكافحة الإرهاب” في أنحاء العالم   منذ أحداث “١١ سبتمبر” في عام   2001 تجبر العالم على دفع ثمن باهظ. يعتقد محللون من الدول المختلفة أن ما يسمى   بـ”الحرب على الإرهاب” من قبل الولايات المتحدة لم تفشل في القضاء على   الإرهاب فحسب، بل تسبب في سلسلة من   العواقب مثل سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء وكوارث إنسانية ضخمة واضطرابات   اجتماعية لا نهاية لها والتخريب البيئية.
ثمن الحروب باهظ
في السنوات الـ21   الماضية، انتشرت الحروب والعمليات العسكرية التي شنتها   الولايات المتحدة باسم ما يسمى بـ “مكافحة الإرهاب” من أفغانستان إلى العراق   وباكستان وسوريا واليمن، وغيرها من الدول. في أغسطس الماضي، أنهى الجيش الأمريكي   “أطول حرب له” في التاريخ بانسحاب متسرع من أفغانستان. ومع ذلك، قال الرئيس   الأمريكي جو بايدن في أغسطس من هذا العام إن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ   “عمليات مكافحة الإرهاب” في أماكن مثل أفغانستان.



لقد كلفت “الحرب   على الإرهاب” من قبل الولايات المتحدة العالم ثمنا باهظا. تُظهر بيانات من مشروع   “تكلفة الحروب” لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة التابع لجامعة براون   أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة بعد “١١ سبتمبر” قتلت بشكل   مباشر ما يقرب من 930 ألف شخص، ومات الكثير من الأشخاص بسبب سوء   التغذية وتدمير البنية التحتية وتدهور البيئة التي سببته الحروب؛ بالإضافة إلى   ذلك، تسببت في نزوح 38 مليون شخص من أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وغيرها من الدول. وقالت نيتا كروفورد، أستاذ   العلوم السياسية في جامعة بوسطن، إن عدد الضحايا الفعلي   أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.
يتحمل الشعب   الأمريكي عواقب الحروب أيضا. بعد حادثة “١١ سبتمبر”، تواجه الحكومة   الفيدرالية الأمريكية عجزا ماليا بسبب ارتفاع النفقات العسكرية بشكل مستمر، ومن   الطبيعي أن تقلل الحكومة ميزانيتها في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والنقل وغيرها   من المجالات المعيشية، الأمر الذى يؤدى إلى تفاقم الظلم الاقتصادي مع زيادة   الاستقطاب السياسي والانقسام الاجتماعي الحاصل داخل الولايات   المتحدة.
الحرب تؤثر على الأمن وتخلق الفوضى
بالرغم من أن   الحكومة الأمريكية أعلنت أن بعض قادة القاعدة قد تم القبض عليهم أو قتلهم، فإن   ما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب”
لم يفشل في تحقيق   الأمن للدول المعينة فحسب، بل أدى الى الفوضى والخوف.
يقول بعض المحللون   إن الولايات المتحدة نفذت عمليات انتقائية لمكافحة الإرهاب من أجل تحقيق أهدافها   الجيوسياسية، الأمر الذي أدى إلى تضاعف عدد المنظمات الإرهابية في أفغانستان. لقد   أثر هذا الحادث بشكل كبير على الشعب الأفغاني كما عرض أمن الدول المجاورة للخطر.   يعتقد نجيب الله جامي، الباحث في جامعة كابول في أفغانستان، أن الولايات المتحدة   تحدد دائما المنظمات الإرهابية بناء على مصالحها الخاصة، وأن الحرب على الإرهاب التي   تشنها ضد أفغانستان هي مجرد ذريعة لتوسعها المهيمن.
في حرب العراق التي   بدأت عام 2003، استخدمت الولايات المتحدة “الحرب على الإرهاب” كستار لتبرير   غزوها. قامت الولايات المتحدة بتخريب نظام صدام حسين بالقوة، مما تسبب في اضطرابات   سياسية واقتصادية واجتماعية في العراق، ووفر ظروفا لتوسع القوى الإرهابية من   ضمنها “تنظيم الدولة الإسلامية”، وأصبحت تحديا كبيرا يهدد أمن المنطقة.



أشار نجيب الجبري،   الأستاذ بكلية الحقوق في جامعة العراق، إلى أن الولايات المتحدة خلقت الإرهاب   والفوضى تحت ستار “مكافحة الإرهاب” و”الديمقراطية” من أجل   الحفاظ على هيمنتها العالمية.
قالت اللجنة التشريعية   الوطنية المستقلة لمنظمة خدمات الأصدقاء الأمريكية في تقرير أصدرته مؤخرا إن   مكافحة الإرهاب بالقوة العسكرية ساهمت في مزيد من الصراعات العنيفة. وقالت هيذر   براندون سميث، المديرة التشريعية المعنية بالشؤون العسكرية  وحقوق الإنسان في هذه المنظمة، إن طرق مكافحة   الإرهاب القائمة على أساس الحرب والأولوية العسكرية لن تكون لها فائدة أبدا.
تجني مجموعات المصالح   الكثير من الثروات من الحرب
لقد أسفرت ذريعة “مكافحة الإرهاب على الطريقة الأمريكية” عن عواقب وخيمة، وبالعكس،   أصبح عدد قليل من مجموعات المصالح “الفائزة” في “الحرب على الإرهاب”.
أظهر تقرير أصدره   ويليام هارتون، مدير برنامج الأسلحة والأمن في مركز الدراسات السياسية الدولية   للولايات الأمريكية، في العام الماضي، أنه منذ بداية “الحرب على   الإرهاب” في عام 2001، تجاوزت النفقات العسكرية الأمريكية 14 تريليون دولار   أمريكي، وإن ثلث إلى نصف منها دخل في جيوب مقاولي الدفاع الوطني.
مع ذلك، قد تزداد   النفقات العسكرية للولايات المتحدة مدفوعة بمصالح الصناعة العسكرية الضخمة. وقال   تشارمس جونسون، الباحث السياسي الأمريكي، إن الحروب ستكون أكثر فأكثر عندما تصبح وسيلة لجني الثروات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى