ترامب يخطِّط للانتقام من جمهوريين “خانوه” ورفضوا تأييد مزاعمه حول الانتخابات
مجلة تحليلات العصر / المصدر : عربي بوست
قالت صحيفة The Washington Post، الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2021، إن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، يخطط للانتقام من الجمهوريين الذين “خانوه”، وذلك مع اقتراب محاكمته في مجلس الشيوخ، على خلفية اقتحام أنصار له لمبنى الكونغرس.
ترامب يريد معاقبة جمهوريين
كان ترامب قد أمضى عطلة نهاية الأسبوع في منتجعه مارالاغو في فلوريدا، بين لعب مباريات غولف ومناقشة الحفاظ على أهميته وتأثيره، والإطاحة بالجمهوريين الذين يعتقد أنهم خانوه.
من بين الجمهوريين الذين يستهدفهم ترامب، ليز تشيني، الجمهورية رقم 3 في مجلس النواب، وحاكم جورجيا براين كيمب، وآخرون ممن رفضوا دعم مزاعمه الكاذبة بتزوير الانتخابات، أو اتهموه بالتحريض على أعمال الشغب في الكونغرس.
ترامب يريد معاقبة جمهوريين بعدما ثار خلاف بين عدد من كبار الجمهوريين الآخرين حول محاكمة ترامب ومستقبل الحزب، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
ميت رومني، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية يوتا، والمرشح الرئاسي السابق والمنتقد الشرس لترامب، والجمهوري الوحيد الذي صوت لصالح مساءلة ترامب الأولى وعزله العام الماضي، قال إن الرئيس السابق حاول “بصفة مستمرة” إفساد الانتخابات، معتبراً أيضاً أن محاكمة رئيس ترك منصبه دستورية.
لكن رومني قال إنه لا يدعم اتخاذ إجراء بحق تيد كروز وجوش هاولي، عضوي مجلس الشيوخ اللذين أيدا مزاعم ترامب المتعلقة بتزوير الانتخابات واعترضا على النتائج.
انقسام بين الجمهوريين
من المتوقع أن يصوت جمهوريون آخرون، منهم ليزا موركوفسكي من ألاسكا، وسوزان كولينز من ولاية مين، وبن ساسي من نبراسكا، لصالح الإدانة.
إلا أن الحزب منقسم انقساماً حاداً، ومن الضروري أن يصوت 17 جمهورياً مع الـ50 ديمقراطياً لتأييد الإدانة، لكن ليس واضحاً إن كان يمكن الوصول إلى هذا الرقم، رغم تأكيدات زعيم الأقلية ميتش ماكونيل أن هؤلاء الغوغاء “غذتهم أكاذيب” ترامب، بحسب تعبيرها.
على الجهة المقابلة، يتمسك جمهوريون بقوة بموقفهم الداعم لترامب، من بينهم، ماركو روبيو من ولاية فلوريدا، الذي قال إنه يعتقد أن هذه المحاكمة “غبية وتأتي بنتائج عكسية”، مضيفاً في تصريح لشبكة Fox News أمس الأحد: “لدينا بالفعل نيران مستعرة في هذا البلد وهذا يشبه صب كمية من البنزين على النار”.
بدوره هدد جون كورنين من تكساس بالانتقام، وغرد بالقول: “إذا كانت فكرة عزل ومحاكمة الرؤساء السابقين فكرة جيدة، فماذا عن الرؤساء الديمقراطيين السابقين حين يحصل الجمهوريون على الأغلبية عام 2022؟ فكروا في الأمر ودعونا نفعل ما هو الأفضل للبلد”، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
من جانبه، رأى مايك راوندز، من ولاية داكوتا الجنوبية، أن هذه المحاكمة غير دستورية، وقال لبرنامج Meet The Press على شبكة NBC: “أشار دستور الولايات المتحدة تحديداً إلى أنه يمكن عزل الرئيس ولا يشير إلى أنه يمكن عزل أحد خارج المنصب. لذلك أعتقد أنها نقطة خلافية”.
في مؤشر آخر على الانقسام بين الجمهوريين، صوت الحزب الجمهوري في ولاية أريزونا يوم السبت الفائت على توجيه اللوم لسيندي ماكين، أرملة السيناتور السابق والمرشح الرئاسي جون ماكين، واثنين من أعضاء الحزب البارزين الآخرين ممن عارضوا ترامب.
ثم ما لبث أن أعرب ترامب عن إشادته بهذا الإجراء، ودعمه لكيلي وارد، رئيسة الحزب في الولاية ومهندسة إجراء توجيه اللوم لسيندي ماكين، والفائزة مؤخراً بجولة ثانية من الانتخابات بفارق ضئيل.
وذكرت صحيفة The Washington Post أن ترامب اتصل بكيلي ليعرب عن “تأييده الكامل والشامل” لها.
تراجع عن فكرة الحزب
من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب قال إن تهديده بإنشاء حزب Maga (فلنجعل أمريكا عظيمة مجدداً) أو حزب Patriot، وفر له ورقة ضغط، يمنع بها أعضاء مجلس الشيوخ من التصويت على إدانته، التي قد تحول دون إمكانية ترشحه لمنصب الرئاسة مرة أخرى.
من جانبها، نقلت ماغي هابرمان، مراسلة صحيفة The New York Times، أمس الأحد، عن مصادر “مطلعة”، قولها إن “ترامب تراجع عن تهديده بإنشاء حزب جديد، بعد تنبيهه بلطف، إلى أن التهديد بإنشاء حزب ثالث والتهديد في الوقت نفسه بخوض الانتخابات التمهيدية لا معنى له”.
ذكرت ماغي أيضاً أن ترامب “بدأ يقتنع بأن أعداد الأصوات اللازمة للإدانة أقل مما كان يمكن أن تكون لو تم التصويت على الفور بعد 6 يناير/كانون الثاني”.
كان ترامب قد ناقش فكرة الحزب مع بعض مساعديه وأشخاص مقربين منه، وقالت مصادر لصحيفة وول ستريت جورنال إنه يريد أن يسمي الحزب الجديد “Patriot Party” أو “الحزب الوطني” أو حزب “المُحب لوطنه”.
والمعروف أن أمريكا يحكمها نظام سياسي ثنائي الحزبية في ظل وجود الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، ولا توجد تقريباً أحزاب أخرى تحظى بوجود سياسي، وإن كان جورج والاس، حاكم ولاية ألاباما الجمهوري، قد سبق ترامب إلى الانشقاق عن الحزب عام 1968، وأسس بالفعل “الحزب الأمريكي المستقل” الذي فاز بترشيح خمس ولايات بالفعل في رحلته للترشح للرئاسة.
يقول محللون إنه من المتوقع أن تواجَه محاولة ترامب تأسيس حزب جديد بمقاومة عنيفة من جانب زعماء الحزب الجمهوري، لأن ذلك يمثل خطورة كبيرة على الحزب، إذ سينسلخ الجناح الترامبي وينضم إلى “الحزب الوطني” الجديد؛ وهو ما قد يؤدي إلى بداية النهاية للحزب الجمهوري.