أحدث الأخبارسوريا

تركيا تحت «كارثة القرن»: حِداد… تلاوُم… ودعواتُ وحدة

محمد نور الدين*
 

العصر-أعلن إردوغان تفعيل حالة الطوارئ في المناطق المتضرّرة لمدّة ثلاثة أشهر (أ ف ب)

اتّشحت تركيا بالسواد، معلِنةً الحداد سبعة أيام. وكاد عنوان واحد يطغى على جميع الصحف: «انهرْنا» أو «تدمّرْنا». لم يكن زلزال السادس من شباط حدثاً عاديّاً، فهو لم يقتصر على منطقة أو مدينة، بل شمل عشر محافظات وعشرات المدن والقرى، حاصداً حتى الآن ما يزيد على أربعة آلاف قتيل وعشرين ألف جريح، فيما لا يزال كثيرون تحت أنقاض المباني المدمّرة التي يتعدّى عددها عشرات الآلاف، وربّما أكثر بكثير. ولأن الكارثة الإنسانية التي حلّت بتركيا أكبر من قدرات الدولة على مواجهتها، أعلنت نداء الاستغاثة طلباً لمساعدة الدول الخارجية، وإنْ كان أيضاً «يتوجّب» على أنقرة مواجهة ما حلَّ بالمناطق السورية الخاضعة لسيطرتها، والتي تُركت لقَدَرها عاريةً من أيّ قدرة على الإنقاذ. وعلى رغم الكارثة المهولة، أبى «حزب العدالة والتنمية» إلّا أنْ يُدخِل المأساة في دهاليز السياسة المحلّية الضيّقة.



وفي اليوم التالي لكارثة الزلزال، صدرت الصحف التركية، وقد صبغت أسماءها باللون الأسود؛ وجاء في بعض عناوينها: «كارثة القرن» («جمهورييات» و«أقشام»)؛ «كارثة العصر» («صباح»)؛ «مِثل القيامة («يني شفق» و«تركيا» و«ميللييات»)؛ «لقد انهرْنا يا تركيا» («قرار»)؛ «انهرْنا» («يني تشاغ» و«مللي غازيتيه» و«يني برلك»)؛ «مَدَد يا رب» («ميلاد»). وفي كلمة متلفزة، أمس، وصف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الزلزال بأنه «من الأكبر في تاريخ الزلازل في العالم»، معلناً عن «رصْد مبلغ مئة مليار ليرة تركية (حوالى خمسة مليارات دولار)» لهذا الغرض. ولفت أيضاً إلى أن أكثر من 50 ألف شخص من فرق الإنقاذ التركية، يعملون في المناطق المتضررّة، التي سيصلها 50 ألف خيمة ومئة ألف سرير. وفي خطوة من شأن طريقة تطبيقها أن تثير بعض التساؤلات، أعلن إردوغان تفعيل حالة الطوارئ في المناطق المتضرّرة لمدّة ثلاثة أشهر، شاكراً الدول الخارجية على المساعدات التي قدّمتها، وداعياً إلى استمرار الدعم بمعزل عن الوضع السياسي في تركيا.

ومع أن الزلزال عمّ بأضراره كلّ المناطق التي اهتزّت، برز انطباع بأن منطقة هاتاي (الإسكندرون) كانت الأكثر تعرّضاً للإهمال مِن بين المناطق الأخرى المتضرّرة،…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى