تركيا واليونان، أعداء الأمس، أصدقاء اليوم
سجاد الدخيني
العصر-كارثة إنسانية صدمت العقول أدهشت الجميع واستقطبت الاضواء العالمية ، من حرب عالمية قائمة بين اوكرانيا وخلفها الناتو وامريكا وبين روسيا الاتحادية، من اختلافات وتشنجات بين دول الاتحاد الأوروبي, ومن خلاف حاد كاد ان يكون حربا قاب قوسين او ادنى ، اليونان وتركيا الساعية لأستعادة أمجاد العثمانية الى حيث منطقة الشمال الشرقي للفرات حيث حصلت الكارثة الإنسانية.
حصاد في الارواح يفوق الخيال، فبساعة واحدة, توفي ما يصل الى 40٪ من قتلى الحرب السورية المستعرة منذ إحدى عشر عاماً،هذا فضلا عن الارقام التي ما زالت تحت الانقاض تنتظر من يأتي ليرفع عنها اطنان الانقاض التي وقعت فوق رؤوسهم وهم نائمون.
رغم ان الكارثة الإنسانية قد ضربت شعبين مسلمين، وما كان يتأمل ان تتناسى وتترك الخلافات السياسية بين بعض البلدان العربية وبين الجمهوريةالعربية السورية والتوحد من أجل مساعدة الشعب المظلوم، الذي ذاق الويلات والآهات بسبب العقوبات الغربية، التي لم تستثني أحدا من الشعب العربي السوري, وليست عقوبات امريكا على العراق وايران ببعيدة عن الاذهان لكي نعرف حجم الويلات التي يعانيها شعب سورية الحبيبة بسبب عقوبات قيصر .
الخلاف بين اليونان وتركيا ليس اقل من الخلاف بين النظام السوري والنظام السعودي بل هي حرب باردة مشتعلة بين الطرفين ، وهي نار تكبر شيئاً فشيئا ، ولكن عندما ضرب الزلزال الشعب التركي رأينا ان وزير الخارجية اليوناني مع فرق الانقاذ التابع لبلده يسارعون في نجدة الشعب التركي ، في المناطق المنكوبة، متناسين كل ماكان بينهم من خلاف وتشنجات وحالة حرب باردة ، لان ما حصل هو كارثة انسانية بحق.
وبعيدا عن الاتحاد القلبي بين تركيا واليونان، دعونا لا نهمل دور بعضاً من الدول العربية التي لم تتوانا لحظة في كسر الحصار الأمريكي المفروض على الشعب العربي السوري ، ولكن..
كان المؤمل ان نرى اتحاداً عربيا في المسارعة والتسابق لمساعدة المظلومين.
كان المؤمل ان نرى المملكة العربية السعودية تقف كتفا على كتف مع الحكومة المحلية والمركزية وهم يرفعون الركام عمن هم تحته من الاطفال والنساء..
كان المؤمل من العرب يكونوا خير مصداق لقول الله تعالى بحقهم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} .