أحدث الأخبارشؤون آسيويةشمال أفريقيامصر

تركيا ومصر مثالان عمليان للدولة المدنية والدولة العلمانية

مجلة تحليلات العصر الدولية

لتوضيح الفرق أكثر بين الدولة المدنية والدولة العلمانية ، فإن الدولة المدنية هي الأرضية التي تنطلق منها إدارة الدولة ، ولكن نوع هذه الإدارة وأيديولوجيتها يعتمد على ثقافة الشعب وتوجهه الفكري .
فمثلاً الدولة المدنية كما عرّفناها هي الدولة التي تعتمد في تشريعاتها وقوانينها على ممثلي الشعب الذين انتخبهم أفراد الشعب بانتخابات حرة ونزيهة ، لحد الآن نوع النظام يمكن أن يكون علماني ويمكن ان يكون إسلامي .
فإذا كان توجه الشعب توجهاً علمانياً ولا يريد تدخل الدين في الدولة سيصوّت للأحزاب والقوى العلمانية التي يراها تحقق توجهه من دون منع التوجهات الفكرية الأخرى ، والأمر يحدث بالضبط اذا كان توجه الشعب إسلامياً .
أما الدولة العلمانية غير المدنية فتقصي الإسلاميين حتى لو كانوا يمثلون رقماً مهماً في الدولة ، والدولة الإسلامية غير المدنية تقصي بالعلمانيين حتى لو كانوا يمثلون رقماً مهماً في الدولة .
لذا فالدولة المدنية مطلب الجميع علمانيين وإسلاميين ، ولكن كل طرف يراهن على أتباعه ومريديه في تلك الدولة لتكون التشريعات والقوانين تناسب توجهاته الفكرية .
خذ مثلاً تركيا التي تعتبر دولة علمانية منذ سقوط الدولة العثمانية ، إلا أنها تمتلك مؤسسات دستورية رصينة وثابتة رغم عدة محاولات انقلابية ، فاستثمر حزب العدالة والتنمية ذو الأصول الإسلامية والذي لم يكن يستطع أن يصرّح بذلك علناً استثمر مؤسسات وأسس الدولة المدنية فوسّع قاعدته الجماهيرية وأستولى على رئاسة الجمهورية والوزراء والنواب إضافة الى المؤسسة العسكرية التي كانت تعتبر حامية النظام العلماني ، وبذلك تحوّل النظام السياسي من علماني الى إسلامي بدرجة من الدرجات .
بينما لو أخذنا مصر التي تعتبر أيضاً دولة علمانية ولكننا لا يمكن اعتبارها دولة مدنية ، فرغم وجود الإخوان المسلمين بنسبة كبيرة ومنذ حوالي ثمانية عقود في المجتمع المصري إلا أنه لم يمثل في الحياة السياسية إلا بعد الإطاحة بحسني مبارك .
أتمنى أن الفرق قد اتضح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى