عندما نستعرض قائمة رؤساء أمريكا السابقين أمثل جورج واشنطن وآدمز وجيفرسون وماديسون وهاريسون ولينكولن وروزفيلت وترومان وجونسون،فإننا نجد أن غالبيتهم تركوا بصمة في التاريخ الأمريكي ،فمنهم من أقر الدستور والحياة السياسية في أمريكا ،وآخر شطب تعبير “إسرائيل دولة يهودية” وكتب بخط يده “دولة إسرائيل “بدلا منها وهو ترومان ،أما فرانكلين فحذر في خطاب وجهه للأمة قبل اكثر من 100 عام ،من مواصلة إعطاء الحبل على الغارب لليهود في أمريكا ،وطالب بإبعادهم أوالحد من تأثيرهم على الأقل،وإلا فإن الأمريكيين سيتحولون إلى عبيد عند اليهود وهذا ما حصل فعلا،بينما لا نجد من تركة الرئيس ترمب سوى كلمة”FAKE”أي كذب ومزور.
معروف أن ترمب جاء رئيسا للولايات المتحدة من خارج المجمعات العسكرية أوالسياسية ،كما أنه لم يعمل في القطاع العام الأمريكي ليأخذ فكرة عن العمل الإداري ومشاكله ،بل تم فرضه من قبل جهات خارجية قيل أنها المخابرات الروسية ،كي يستخدمونه أداة لتفكيك الولايات المتحدة ،إنتقاما منها لقيامها بتفكيك الإتحاد السوفييتي السابق على يد كل من الجاسوسين غورباتشوف ويلتسين.
كان ترمب عديم الخبرة في المجالات السياسية والعسكرية والدبلوماسية،وتصرف في البيت الأبيض كمقامر يحسن عقد الصفقات ،وكان يتصرف أيضا وفق هواياته السابقة كممثل ومصارع،إذ كان يهيج ويموج على الصحفيين في البيت الأبيض ،ويهزئهم ويطردهم،كما أنه كان إستعراضيا لا يحسن تقدير ردات فعل إستعراضه ،إذ كان يهدد حكام السعودية عن بعد ويقول لهم إدفعوا وإلا…
لقد إكتشفه الأمريكيون بعد أن ظهر متخبطا في البيت الأبيض يعين المسؤولين صباحا ويطلب منهم الولاء الشخصي له ،وعندما يرفضون يطردهم مساء وهكذا دواليك،ما جعل العديد من المقربين منه الذين طردهم من البيت الأبيض يفضحونه في كتب ،إلى درجة أن إبنة أخيه ألّفت فيه كتابا أمعنت في فضحه،كما أن عتاة الجمهوريين غادروا الحزب لأجله ،ووقف غالبيتهم ضده في الإنتخابات الأخيرة ،إلى درجة أن فلسطينيا جمهوريا إسمه جوستين عمّاش ،إنشق عن الحزب الجمهوري وشكّل حزبا خاصا به ،وجه له طعنة نجلاء في الإنتخابات الأخيرة.
إنفضح وضع ترمب في الحزب الجمهوري بعد فشله في الإنتخابات الأخيرة ،وتصدى له البعض أمثال المدعي العام الجمهوري في ولاية أريزونا ،وقال أنه لا توجد أي دلائل على التزوير في الإنتخابات ،ووقف ضده أيضا 16 مدع عام فيدرالي وحكام ولايات جمهويون أمثال حاكم جورجيا الذي وقع على نتائج الإنتخابات ،وكذلك حاكم نيويورك الذي ناصبه العداء،وأعلن ترمب حرمان نيويورك من لقاح الكورونا،كما أن مستشاريه الجمهوريين بطبيعة الحال نصحوه بعدم التعنت في رأيه والإدعاء بوجود تزوير في الإنتخابات،ولا نذيع سرا إن قلنا أن فريقه الإنتخابي هش وضعيف ويفتقد للرؤية الصائبة ولا يمتلك تصورا لإدارة الأزمة،كما العديد من عتاة الجمهوريين يتصلون خفية بالديمقراطيين ويباركون فوز بايدن،ووصف بعضهم الإنتخابات بأنها الأكثر شفافية في التاريخ الأمريكي،في حين أن وزارة الأمن الداخلي وصفت الإنتخابات بانها الأكثر أمنا في التاريخ ولا دليل على ضياع أصوات أو تزوير.