تغلغل إسرائيل في أفريقيا وتداعياته على القضية

أ.محمد عوده الأغا*
العصر-إن كيان الاحتلال الإسرائيلي المغتصب للأرض العربية، منقطع الصلات والروابط عن المنطقة الجغرافية التي أَوجد نفسه فيها، كان يتوجب عليه بل ومن أحد أهم أولويات هذا الكيان والتي شغلت مفكريه الأوائل هو ترسيخ الوجود وتدعيمه بمزيد من الصلات والدعم الإقليمي.
لكن عندما نظر هذا الكيان في بداية تكوينه لجواره القريب وجد الدول العربية التي تحاربها وتعتبره عدوها الأول، ومن ثّم بحث على من يقويه ويدعمه في وجه محيطه الإقليمي الذي ينبذه بل ويعمل على اقتلاعه من جواره، لم يبحث الكيان فقط عن الدعم وشرعنة التواجد بل بحث عن تأمين أمنه وعمقه الاستراتيجي من أي تهديد محتمل.
🔹إن إفريقيا بما تحويه من موارد، وبموقعها الإستراتيجي السياسي، إضافة إلى أنها تشكل إحدى ساحات الصراع العربي-“الإسرائيلي”، لما تمثله من عمق استراتيجي وأمني وثقافي وحضاري للوطن العربي؛ جعلها محط اهتمام الدول العظمى وحلفائها. وقد تنبهت إسرائيل منذ البداية لذلك، وعملت من هذا المنطلق على التغلغل فيها، في شتى الميادين، وعلى كل الصعد.
🔹تناقش الورقة الموسومة (التغلغل الصهيوني في القارة الافريقية وتداعياته على القضية الفلسطينية) هذا الموضوع من خلال ثلاث مباحث،
▪️ يتناول الأول منها الأهمية الجيوستراتيجية لإفريقيا،
▪️ والمبحث الثاني يستعرض السياسة الخارجية “الإسرائيلية” تجاه إفريقيا،
▪️أما المبحث الثالث فيناقش تداعيات التغلغل “الإسرائيلي” في إفريقيا على القضية الفلسطينية.
وقد خلصت الورقة إلى أن الغزو والسيطرة التي كان يعتمدهم كيان الاحتلال الإسرائيلي قد تغير معناهم عن الماضي، فالمعركة الآن ليست معركة الدبابات و الصواريخ بل هي معركة السياسة والاقتصاد، ومعركة الفكر والحضارة.
فالاحتلال تطور معناه لأن أصبح احتلال وسيطرة على الاقتصاد والسياسة والفكر الثقافة، وهذا المعنى لا ينفي وجود معنى الاحتلال التقليدي ولكنه ينحيه جانبًا ليحتل الاحتلال التقليدي باستخدام القوة الصلبة المراتب الأدنى ليكون تحت المعركة السياسية و الاقتصادية و الثقافية.
ومما أوصت به الورقة لمواجهة هذه التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية، بأن تولي الديبلوماسية الفلسطينية المقاومة العلاقة مع القوى التحررية الإفريقية اهتماماً أكبر، خصوصاً أن هناك قاعدة مجتمعية إفريقية مهيأة للتعاون مع الديبلوماسية الفلسطينية الرسمية والشعبية.