ثنائية السلطة والمقاومة
العصر-ثنائية السلطة والمقاومة في العراق تحتاج الى اعادة تقييم لكل البنية النفسية والعقائدية التي تشكلت بموجبها حركات المقاومة وحتى الاحزاب الاسلامية الشيعية، لان فهم واستيعاب تجربة حركات المقاومة الاسلامية شابها الكثير من الملاحظات، فعلى صعيد القيادة والاتباع، كانت المقاومة مزيج من توجهات مختلفة ومتفاوتة في مسارها التقليدي والاتباعي، ومن جهة تكونت وتشكلت قياداتها في ظروف مختلفة، فقد تفاوتت النشأة والتجارب الشخصية في انتاج زعامات المقاومة الاسلامية والاحزاب الاسلامية الشيعية، كما أن الخلفيات المعرفية والثقافية والعقائدية والنفسية كان لها الاثر ايضا في بلورة شخصيات هذه الزعامات.
فهل من الممكن تقييم جميع الزعامات بمعيار واحد، وهل من الانصاف معاملة الجميع في سلة واحدة؟
لاننا وعبر عملية استقراء حركات المقاومة وبنائها الفكري والعقائدي. يمكن أن نستشرف حركتها المستقبلية ومصيرها وعمرها الميداني والسياسي .
فقد كان للتحولات والانعطافات التي عاشها العراق الدور الكبير في تشكيل ذهنية هذه الحركات وتوجهاتها، لان العراق بات حبيس هذه الحركات والاحزاب ورؤيتها وفلسفتها الحزبية والادارية، وحبيس افكارها وايدلوجياتها وادراكها لمفهوم القيادة وادارة الدولة، وحبيس فهمها للنظام السياسي والعملية السياسية
وفهمها للسلطة، وحبيس اهدافها وتطلعاتها الحزبية، وحبيس مدى مقاربتها وثباتها على المباديء والقيم الاسلامية.
والتاريخ شاهد على تحولات وانقلابات فكرية عاشتها كثير من الحركات.
مما يجعل مسألة المراجعة للحركات الاسلامية في العقدين الاخيرين غاية في الاهمية، لا على الاقل لتخفيف افق التوقعات، والتعامل بالواقعية التحليلية الفكرية، بعيدا عن الشعارات الفضفاضة.
كما نجد أن هذه الحركات افرزت شخصيات تصدت للمشهد السياسي والاداري للدولة العراقية، وعملت هذه الشخصيات على تكوين فلسفة هذه الحركات وباتت تؤثر في قراراتها وتوجهاتها.
والسؤال هنا ما هو عمق هذه الشخصيات وثقافتها، ومدى اتزانها النفسي والعقلي، وما هو مدى امتزاجها واستيعابها للمشروع الاسلامي وثوابت حركتها التي تنتمي لها؟
فالاشكاليات الكثيرة تدعونا الى محاولة سبر اغوار البنى التحتية لهذه الحركات، ولكي نبحث عن منظري هذه الحركات ونخبتها وصناع القرار فيها، وبما يتأثرون من المفكرين أن وجدوا، وكيف يفكرون وما هي الاولويات لديهم، وكيف يوازنون بين المصالح والمباديء، وما هي مرجعياتهم المعرفية والثقافية.
أسئلة كثيرة وجابات قليلة، وغموض يلتف حول حركاتنا التي تدور في افق ضيق..