بقلم: سليم المنتصر
الثورة التي قام بها الأمريكيون ضد العنصرية وضد العنف ضد السود تحديدا جعلت العرب والمسلمين في خانه ضيقة جدا وحرج شديد لإنه من العار أن يقتل أهلنا في فلسطين كل يوم ومنذ عشرات السنين على يد محتلين وغاصبين والعرب والمسلمين لم يشعلوها ثورة على رؤوس الصهاينة، الأمريكيون ثاروا على أبناء جلدتهم ومسؤوليهم بسبب المعاملة السيئة والإجرام في حق شريحة من الشعب أما نحن العرب والمسلمين فقد جاءنا عدو من خلف البحار ليحتل أرضنا و يغتصب مقدساتنا وينتهك أعراضنا ونحن ساكتين وفي سبات عميق.
بعد أن رأينا ما يحدث من ثورة وحمية وغيره لدى المظلومين في أمريكا صار مخجلا فعلا الإنتماء لهؤلاء العرب والمسلمين الأذلاء المهزومين والصاغرين، برغم التعداد البشري الكبير للمسلمين في كل أنحاء العالم إلا أن تأثيرهم يكاد يكون صفرا.. فالأمريكي البغيض الذي ثار على عنصريته وإجرامه المظلومين في أمريكا هو نفسه الأمريكي الذي يدعم كيان الإحتلال الصهيوني وهو نفسه الذي يقتل الأبرياء ويحتل أرض المسلمين في أفغانستان و سوريا والعراق وهو نفسه الذي يدعم الحروب بالوكالة لصالح كيان الإحتلال الصهيوني في اليمن وهو نفسه الذي يدعم حكومات البحرين و بورما وغيرها من الحكومات الديكتاتورية والمجرمة وهو نفسه الذي أشعل الحروب و ارتكب المجازر في كثير من بقاع الأرض.
كما أن عدم قيام العرب والمسلمين بثورة ضد حكوماتهم الخائنة و العميلة للأمريكي المجرم و التي لا تغار على مقدسات الإسلام ولا تتحرك ضد سفك دماء المسلمين يعد بحد ذاته جبن و وصمة عار ستلاحقهم إلى الأبد.
أستثني من العرب والمسلمين طبعا محور المقاومة الذي يتصدى للإرهاب الأمريكي والذي وقف سدا منيعا بعزة وشموخ ضد المشاريع الإستعمارية والمخططات التخريبية ولعل هذا الوقوف يعيد للأمة العربية والإسلامية شرفها ويشعل روح الحمية والنخوة والحماسة في نفوس الأحرار الذين لايرضون بالذل والإستكانة والإستسلام.