ثورة 26 سبتمبر منذ القيام حتى ثورة تصحيح المسار.. حقائق ومتغيرات!!

كتب/عبدالجبار الغراب
العصر-كانت لنتائج الحرب العالمية الثانية حقائقها الواضحة لجعلها باكورة إرتكاز يتموضع عليها قوى الشر والإستكبار ، وحصادها في أعادة ترتيب الأوضاع التى عصفت بالعديد من دول العالم وبفعل نتائج الإنتصارات التى حققها الأمريكان ومن معهم من الغرب ومعهم الروس والصينيون كان لفرضهم للعديد من المتغيرات الجديدة التى إحدثت تأثيراتها الكبيرة على الوطن العربي والإسلامي بشكل متسارع ومدروس ، وبإعداد وترتيب وتخطيط وأفعال وضعتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ليتم إدخالها على أشكال وصور وأوضاع مختلفة عن بعضها البعض لهذه الدولة العربية او تلك!!
هذا الحدث العالمي الكبير والمتمثل بإعلان إنتهاء الحرب العالمية الثانية وضع العالم في شكل مغاير وجديد إنتقل من وضعيه الاحتلال الدائم والتسميات القديمة المعروفة بالبقاء والإستمرار لأكثر من عقود الى إيجاد الأسباب والمسببات لصناعة هذا الحدث او ذاك لجعل والوصاية والقرار بأيادي دول الغرب والشر والإستكبار، ومن خلال تغير الأنظمة واستبدالها بنظام جديد ومسمى مختلف بما يواكب الأحداث والمتغيرات العالمية ، فكان لإختيار مدنية نيويورك في أمريكا مقر دائم لإنشاء منظمة الأمم المتحدة أسسها المنتصرون عام 1945 ليضعوا مختلف الطرق والمسالك والدروب لتحقيق أهدافهم واطماعهم بشكل سهل وبصورة فيها نوع من الرغوب ، فكان لهم تأسيس الأمم المتحدة وتحديدها بآليات ثابته للاستمرار في مواصلة استكبارهم العالمي ، ولدول أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين آنذاك كدول دائمة العضوية ولها امتلاك القرار وعندها حق النقض لكل مشروع او قرار يتقدم به هذا او ذاك , لا
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
يتم تمريره الا بموافقه الخمسة الكبار الذين غيروا خارطة العالم بعد الحرب العالمية الثانية حتى من تم اضافتهم بالتناوب والاإستبدال كل عام وهن عشر دول غير دائمة العضوية ليس لهم قرار الا صورة لعنوان تحت مسمى إستبداد أسسه الأمريكان واللوبي الصهيوني وراء كل إفتعال !! لتبدأ سيناريوهات عديدة لوضع الترتيبات التى تخدم مصالح الدول الدائمة العضويه , ليكون لنفس العام إنشائهم لجامعة الدول العربية بقرار بريطاني بحت وتنفيذ عربي سريع وجعل عاصمة مصر القاهرة مقر دائم لجامعة الدول العربية !!ومن بوابه الصراع العربي مع الكيان الصهيوني وحربهم الاولى عام 1948 إخراجها لنتائج ومتغيرات عصفت بالأنظمة العربية آنذاك ، وبإستمرار الاحتلال الأجنبي الفرنسي و البريطاني الواسع والمتواجد في أغلب الدول العربية والإيطالي بشكل محدود !! أشتعلت الثورات في عدة بلدان عربيه من أجل وضعها في خارطة جديدة قد يكون لقادم السنوات جعلها أوراق من خلال دعم شخصيات محددة وجعلهم على راس السلطة في بعض الدول العربية ، وجعل الإستقلال لبعض الدول التى لم يكون للثورات تغيرها لوضع جديد لا يختلف عن سابقة كما حصل في منطقة الخليج وإعلان الأمم المتحدة الإستقلال كما حدث في عمان والكويت والبحرين والإمارات أواخر العام 1977 ، ومن بوابه المقدسات أستوطن الغرب و الأمريكان داخل أراضي نجد والحجاز لتكون لهم الخاصرة والحضن للإنطلاق منها لتحقيق أطماعهم.
فكانت اليمن موضوعه ضمن خارطة التنفيذ لتغير نظام الحكم فيها بما يواكب المرحلة الجديدة لأجل ضمها ضمن محور تقوده جمهورية مصر العربيه والتي دعمت الثوار في اليمن وتدخلت عسكريآ ، فكان لصباح يوم 26 سبتمبر عام 1962 يومآ لإعلان الجمهورية ، وها نحن نحتفل في عيدها الواحد والستين من إنطلاقة شعب ثآر للانتقال في حينها من وضع كان للحكم الملكي واقع موجود في الكثير من البلدان العربية ، وللأوضاع السائدة ومجريات الوقائع المشتعلة جراء المتغيرات التى أحدثتها الحرب العالمية الثانية نصيبها في رسوخ الأذهان ومواكبة التطورات في التقارب والظهور بالمواقف التي تجعل للتغير مسار في أعادة بلورة الأوضاع ، فتنامت الشعور بالقومية العربية لد أغلب الشعوب العربيه ، وبالدعم المصري في ذلك الحين تم إحداث العديد من المتغيرات ليس في اليمن فقط وإنما في عدة دول عربية تحت شعار تغير الأنظمة الملكية حينها ونقلها الى أنظمة جمهورية ، والذي كان لتحققه وضوح وبروز في الكثير من البلدان العربيه ومنها اليمن الشمالي سابقآ وبدعم ثوري قومي متمثل بمصر وزعيمها الراحل جمال عبدالناصر.
فمنذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والأمال والتطلعات والأحلام رافقت مخيلات الشعب اليمني جيلآ بعد جيل لتحقيق الأهداف التى قامت عليها ثورة 26 سبتمبر : والذي تعرضت للكثير من العراقيل المصاحبة لتحقيق كامل الأهداف ، فالأدوار تعددت في الخروج والايضاح ، واللعب على الكثير من الأوراق ، فالسعوديه سابقآ وما زالت حاليآ : لها أكثر الأدوار في وضع الكثير من العراقيل التى تؤخر عمليات الانطلاق والبناء لليمن ، وتخلق المسببات وتضع كامل أمانيها في جعل اليمن متخلفا غير متقدم وبعيد عن مواكبة التطورات وليس من حقه البناء والتأسيس لوطن يمني كبير مثله مثل سائر الشعوب في العالم ، وساعدها في ذلك العملاء والخونه من ابناء اليمن ، وعلى مدى عقود سارت أوضاع اليمن حسب أماني وتطلعات أسرة بني سعود بالتحديد.
61 عاما من إنطلاق ثورة ال 26 سبتمبر كان لها المسار في السير وفق منهج وأهداف صنعها شعب قادته المتغيرات العالمية حينها إدخاله في معتركات وأماني وأحلام لتحقيق الآمن والتقدم والحرية والإستقلال ، فقد سارت الأحداث وطالت السنوات وكل أماني الشعب اليمني لتحقيق الأهداف السبتمبرية ، ليكون للبروز لإظهار التحقيق لاي هدف أدواره لبعث الأمل وإسعاد الشعب ، صحيح انه كان لإعلان الجمهورية ابرازها للكثير من المعالم المنظورة لكافة الجوانب التي اختلفت عن الحكم الملكي من عدة جوانب بحسب مقتضيات المرحلة للانتقال الى نظام حكم جديد وهي ما كانت الا صور شكليه فقط رسمتها قوى النفوذ المنقادة تحت الولاء و الإنصياع والخضوع لدول الشر والإستكبار ومنها جارة السوء السعودية ، وللجميع بامكانهم ملاحظة ومتابعة ومعرفة كل ذلك , فالرسم للخطة الخمسيه أيام حكم الشهيد ابراهيم الحمدي حقها في السعادة والتبشير لكل اليمنيين ، وما دامت في عهده تحقق واقع جديد الا وأمتدت يد الغدر والخيانة لتحطيم تلك المخططات التنمويه في حقبتها الجديدة.
لتمتد أيادي الولاء والطاعة والخضوع الى قوى الشر والإستكبار وتقع اليمن ضمن الإرتهان الذي ليس لشعبها قرار بفعل حقائق وأحداث ومتغيرات تداخلت طيلة عقود ، لتبقى ذكرى ال 26 من سبتمبر خالدة في التاريخ كثورة قادها الشعب اليمني بمساعدة قوى عربية ساندت الشعب بالسلاح وهي جمهورية مصر العربية والتي تختلف عن ثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة بقيامها من الداخل اليمني ليثور شعب بأكمله محققا وبدون مساعدة ولا إسناد لا دولي او إقليمي أهدافه ومنجازاته ومقاومته لقوى الشر والإستكبار التي عدت عدتها وجيشت الجيوش لإخماد الثورة ، وما قامت ثورة ال 21 من سبتمبر الا لمواصلة السير والتصحيح لتحقيق أمانى وأحلام الشعب اليمني المفقودة منذ عقود ، لتشتعل ثورة مباركة وضعت ملامح الحرية والإستقلال هدف لتصحيح المسار ، وبناء وطن بعيدآ عن التسلط والهيمنة السعودية والأمريكية ، والتي شكلت واقعآ مغايرآ وأنطلقت في السير على كافة الجوانب التي تحقق للشعب أهدافه ومبتغاة.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
فاليمنييون يحتفلون بذكرى ثوارته العظيمة السبتمبرية والتى كان لها أثرها البالغ في رسم العديد من الملامح الجديدة ، ورتبت لوقائع عديدة وقادت الى إحداث الكثير من المتغيرات ، فكان لثورة 21 سبتمبر نقلتها النوعية في تصيحيح الكثير من المسارات التي كان للركودها سابقآ منذ إنطلاق ثورة 26 سبتمبر أفعال وأسباب ولتأخيرها أحداث كان وراءها قوى الشر والإستكبار بعضها إنكشف والبعض الأخر في طريقه للإنكشاف ، وهذا منطلق اكيد لتحقيق وتصحيح مسارات أهداف ثورة 26 سبتمبر ، وما إنكشف وبان أخرجته بالحقائق والدلائل ثورة 21 من سبتمبر العظيمة وحققت الإنجازات في زمن قياسي والإعجاز رغم الحرب المفروضة على اليمن واليمنيين منذ اكثر من ثمانية أعوام والحصار ، لكن كان لثوار ال 21 من سبتمبر اظهارهم لعظمة الشعب وإخراجهم لقوة جيش ولجان شعبيه قاومت العدوان وحققت الحرية والإستقلال ورسمت واقع جديد مفروض بإرادة اليمنيين ، فالبناء مسار والحماية والدفاع حقق الأماني والأحلام ، وهم في قادم الأيام في إضافات متتالية لحصاد كبير من الإنتاج والتطور والنهوض باليمن وشعبها الى مصاف الدول الكبيرة المتقدمة ، وما تم عرضه موخرآ في ميدان السبعين احتفالا بالعيد التاسع لثورة ال 21 من سبتمبر وبعرض عسكري مهيب وبأنواع متعددة من الأسلحة الجوية بالطائرات الحربية والمروحية ولأول مره والبرية بالإنتاج للعديد من المدرعات والعربات وبعشرات الالاف من الجنود وبالصورايخ المتطورة المتعددة والجديدة لادخالها للخدمة كصاروخ طوفان القادر على زلزلة الكيان الإسرائيلي والبحرية بمختلف تشكيلات الإنتاج من الزوارق والالغام واللادارات الا لتأكيد لحماية الوطن وبناء جيش وطني عظيم في زمن قياسي رغم الحرب والعدوان ولائه لله والوطن والشعب غير منقسم ولا مجزء تبعيته لليمنيين واوامره جهوزية مباشرة للدفاع عن كل شبر في أرض الجمهورية اليمنية من شمالها للجنوب ومن شرقها حتى الغروب والقادم أعظم وأكبر بفضل الله وبفضل كافةالشرفاء والمخلصين.
والعاقبة للمتقين.