حاملة طائرات أمريكية تدخل الخليج الفارسي.. شكراً ترامب
مجلة تحليلات العصر الدولية
صفعة جديدة وقوية وجهتها المانيا وبريطانيا وفرنسا يوم أمس الجمعة لمحاولات الرئيس الامريكي دونالد ترامب و وزير خارجيته مايك بومبيو، لإعادة فرض كل العقوبات الاممية على إيران، وذلك عندما وجهت هذه الدول رسالة الى مجلس الامن أكدت فيها ان “أي قرار أو إجراء لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على ايران سيكون بلا أي أثر
الرسالة التي وجهها الثلاثي الاوروربي، والمعروف تاريخيا بانه من حلفاء امريكا التقليديين، جاءت قبل يوم واحد فقط من الموعد الذي حدده بومبيو، وهو العشرين من ايلول سبتمبر، لإعادة فرض العقوبات على ايران، الامر الذي سيجرد امريكا من اي غطاء دولي وقانوني في مواجهتها مع ايران.
الموقف الاوروبي الواضح والحازم جاء تعضيدا للموقفين الروسي والصيني، الرافضين لسياسة الاستفراد الامريكي بالقرار الدولي ، حيث اعتبرت روسيا نهج الإدارة الأمريكية المناهض لإيران بأنه عديم الجدوى، و أن اجراءات الحظر الامريكية ضد طهران لن تؤتي ثمارها، بينما لم تنفك الصين عن التأكيد على ان محاولات امريكا العقيمة لفرض الحظر على ايران تتعارض مع رغبة مجلس الامن الدولي.
انصياع ترامب الكامل لصهره كوشنير، الذي يعتبر رجل “اسرائيل” القوي في ادارة عمه، هو الذي جعل ترامب يندفع بشكل أهوج ويقرر الانسحاب من الاتفاق النووي حتى من دون ان يقرأه، اعتمادا على نفوذ امريكا وهيمنتها على المحافل الدولية، واتكالا على الموقف الاوروبي والغربي المساند دوما للسياسة الامريكية، وثقته بالعقوبات القصوى وتأثيرها على ايران والتي ستدفع طهران في الاخير للرضوخ لإرادة الثلاثي نتنياهو كوشنير ترامب.
مرت قرابة ثلاث سنوات على الفعل الاحمق لترامب، فلم تقف اوروبا الى جانب امريكا، ومازالت روسيا والصين على موقفهما الرافض من سياسة ترامب ازاء ايران، واخذ العالم يشهد تمردا للمحافل الدولية على هيمنة امريكا، التي لم تجد في مجلس الامن الدولي من يقف الى جانبها سوى الدومنيكان! فباتت تعاني من عزلة لم تمر بها منذ الحرب العالمية الثانية، وقبل كل هذا وذاك لم ترضخ ايران للحظر الامريكي الظالم ، وبقيت تقاوم الارهاب الاقتصادي الامريكي الذي كان ومازال يهدف الى تجويع الشعب الايراني عبر حرمانه حتى من الغذاء والدواء.
ان الموقف الاوروبي والموقفين الروسي والصيني وتمرد المحافل الدولية على هيمنة امريكا، والعزلة البائسة والذليلة التي تعيشها الاخيرة، كلها تعود الى سبب واحد، وهذا السبب يتلخص بالسياسة الايرانية الحكيمة والمسؤولة والتي نجحت في اظهار الوجه القبيح لامريكا في تعاملها مع الشعوب، واستخدامها للمحافل الدولية ونفوذها الاقتصادي والسياسي لشرعنة سياستها الاحادية الجانب، في تجاهل صارخ لمصالح دول وشعوب العالم.
لم يعد يفصل العالم عن تهديد بومبيو الا يوم واحد، فمن المقرر ان يضغط بومبيو على “الزناد” يوم غد الاحد، الا اننا نعتقد جازمين ان لا رصاصة ستنطلق من سلاحه الصدىء، فالعالم والسياسة الايرانية الذكية جردته من اي سلاح، فلم يعد امام بومبيو الا ان يمارس سيده ترامب هوايته المفضلة في الانسحاب من الامم المتحدة او قطع التمويل الامريكي عنها، او الكشف عن وجه البلطجي بابشع صوره، عبر التهديد بارساله حاملة طائرت وبوارج حربية الى الخليج الفارسي لتهديد العالم من “مغبة” التعامل مع ايران، ولكن فات ترامب وبومبيو ان هناك في ايران رجال يتدربون منذ عقود على كيفية قنص حاملات الطائرات الامريكية “رمز” البلطجة الامريكية، فشكرا لترامب على منحه هؤلاء الرجال فرصة تنفيذ عملية قنص حاملات طائراته وليست مجسماتها.