حزب البعث يتنفس! ؟
عباس خالد.
العصر-تنفس حزب البعث الصعداء وحقق مكاسب مكنه منها من كانوا ضحاياه بالأمس !
ان الصراعات والانشقاقات وتشرذم التحالف الشيعي جزء كبير منها مكنت عودة حزب البعث في إنقلاب ناعم .
وطوال هذه الفترة وهذا الحزب ومنذ أن صدر قرار حله واجتثاثه دستوريا تغلغل أولادهم في وسط بعض التيارات الإسلامية والعلمانية والسنية منها بالخصوص ،وأصبحوا مدافعين سياسيا عن مجاميعهم التي قادت الإرهاب في العراق بكل تفاصيله، من قتل وتفجيرات وتخريب وتسقيط وتكوين عصابات منظمه وإشاعة الفوضى والقتل والسلب والنهب وانتموا إلى تيارات ولاذوا تحت غطاءها وعاثوا في الأرض فسادا ومن خلال اجنحتهم السياسية تمكنوا التغلغل في أجهزة الدولة الحساسة والمهمة منها الأمنية والدبلوماسية وعملوا خلال هذه الفترة بالتجذر من جديد مستثمرين انشغال الساسة من الشيعة وغيرهم بمكاسبهم الحزبية والشخصية والعائلية .
وعمل البعث على تعميق هذه الانقسامات و معرفتهم بنقاط الضعف للسياسين ثم أصبحوا لهم سماسرة في الصفقات في الدول العربية من خلال خبرتهم، واستثمروا سذاجة بعض الساسة وزينوا لهم أخطائهم حتى سيطروا على عقول البعض من القادة وتم الاستقواء بهم في الصراعات السياسية فيما بينهم واسقطتهم واحد تلو الآخر.
ان هذا الحزب لم ينفك ساسة السنة في الدفاع عنه طوال هذه الخمسة عشر عاما والتفوا على الدستور من خلال طرح المصالحة الوطنية التي كانت الباب الكبير لعودتهم بشكل قانوني بكامل حقوقهم وامتيازاتهم وبرواتب تقاعدية بأثر رجعي.
كل هذه المعطيات جعلت لهم قوة في العودة وأصبح لهم وجود في الدول العربية والغربية وأسسوا مؤسسات وجمعيات ونقابات وصحف وفضائيات مدعومة من هذه الدول وتم تدويرهم من جديد واستثمارهم لمواجهة الأحزاب الإسلامية وتدميرها واستفراغ شعاراتها وأهدافها من محتواها.
وتم بلورة شتات البعث في كل الدول وصياغتهم على شكل أحزاب ديمقراطية وعلمانية مدافعة عن حقوق المواطن العراقي والبلد من الهيمنة الإيرانية والمد الفارسي الصفوي كما يدعون في مؤتمراتهم الإعلامية مستثمرين هذا الشعار القومي على منصات التواصل الإجتماعي والفضائيات التي اسسوها بدعم أمريكي وخليجي وإسرائيلي مجندين كل الطاقات البعثية التي لها تجربة طويلة بالاشاعة والحرب النفسية والكتابة والثقافة وعلم النفس والإعلام والإجرام .
وكان حزب البعث له دور في الإعتصامات في المناطق الغربية ودخول داعش فيها وأقدم على نفس الأساليب في المظاهرات التي حدثت وتطورت في المحافظات الجنوبية البصرة والناصرية وميسان مستغلين ومستثمرين أزمات البلد من خلال مواجهته الإرهاب .
يحتاج إلى حسن إبن صباح الإسماعيلي ،في معاقبة ومتابعة هولاء في محل اقامتهم بالدول العربية والغربية أين ما حلوا ورحلوا و حزب البعث هو السرطان والجرب أين مايحل يترك بصمة الفوضى والإجرام والخراب والإرهاب.
وكل تشكيل حكومة جديدة ينفذ هولاء بكابينتها من لهم تاريخ حافل بالنشاطات مع الأجهزة الأمنية والحزبية الصدامية وكما تناقلته وسائل الإعلام واعترضت مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس النواب على أسماء الوزراء الجدد بسبب تاريخهم البعثي. …إذا حزب البعث يتنفس. والضمان الوحيد هو تطبيق قانون الاجتثاث ودعم الحشد الشعبي التشكيل الوطني الحريص بالتصدي للإرهاب وتشكيلاته الصلبة والناعمة وإيجاد إطار وصيغة جديدة للتحالف الوطني وتحديد التحديات ودراستها التي تستهدف الشيعة والدولة وعناصر قوتهم في الحاضر والمستقبل.