لا تزال قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي تلاحق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى جانب قضايا أخرى تورط بها الأخير مثل العدوان على اليمن.
وعلى الرغم من كل التنازلات والهبات التي قدمها ولي العهد السعودي على حساب شعب المملكة فإنه لم يستطيع أن يغلق هذا الملف بشكل نهائي بعد، ولعل آخرة ما يتعلق بهذا الملف هو الأمر الذي اصدرته محكمة فدرالية في نيويورك والذي أمرت من خلاله وكالة المخابرات المركزية ومكتب مدير المخابرات الوطنية بتفسير لحجبهما تسجيلا صوتيا يوثق اللحظات الأخيرة من حياة ل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقال القاضي في نص الحكم الذي صدر الثلاثاء إن التصريحات العلنية للمسؤولين الأميركيين بمن فيهم ترامب وبنس ورئيسة وكالة المخابرات المركزية هاسبل تؤكد وجود التسجيل الصوتي وتقرير المخابرات، المشار إليهما.
ولا شك أن هذا الموضوع راح يؤرق ولي العهد محمد بن سلمان بشكل أكبر مع اقتراب وصول بايدن إلى البيت الأبيض حيث اعتبرت قناة “بي بي سي” في تقرير لها أن الأيام الحالية غير مريحة لمحمد بن سلمان، فهو لم يستطيع التخلص من اتهامات بتورطه بجريمة خاشقجي، إلى جانب العدوان على اليمن الذي قتل فيه آلاف اليمنيين دون أي جدوى كما أشارت الوكالة البريطانية.
وإلى جانب الملفين السابقين فإن هناك ملفات أخرى تلاحق الأمير الشاب من ضمنها موضوع إرساله فريق اغتيال لقتل سعد الجبري الضابط السابق في المخابرات السعودية في كندا، التي لجأ إليها قبل ثلاث سنوات، إضافة إلى قضايا حقوق الإنسان وقضية النساء المعتقلات حيث اعتقلت 13 امرأة معروفة في مجال العمل العام وتم تعذيب بعضهن بشكل مروع مثل لجين الهذلول حيث يدعي المسؤولون السعوديون أن الهذلول متهمة بالتجسس و”أخذ الأموال من القوى الأجنبية” لكنهم لم يقدموا أي دليل، وتقول عائلتها إنها ضربت وعذبت وهددت بالاغتصاب وتعرضت للضربات الكهربائية.
إذا فالأمير الشاب الطامح بالوصول إلى سدة حكم المملكة يقبل على لقاء الرئيس الأمريكي الجديد وهو محمل بمجموعة كبيرة من الملفات الثقيلة والمتعثرة، فهل سيكتفي بايدن باستنزاف أموال السعوديين أم أن هناك سيناريوهات اخرى؟