
لم يحدث بلبلة رئيس أميركا السابق دونالد ترامب في خروجه من البيت الأبيض، لم يخرج محملاً بالتابوت كما توقع الكارتون ”سيمبسون”، ولم يخرج قبل يوم او يومين حسب التحليلات و التكهنات، بل خرج في 20 من الشهر، عندما انتهت صلاحيته.
خرج الرجل الذي قتل القادة في العراق، من لم يعترف بضربة القاعدة الأميركية في عين الأسد و الخسارة التي ألمت بهم، من فتكت كورونا في عهده أجسام المواطنين الاميركيين، من نشر الفساد و العنصرية و زاد الفقر في أميركا، من كان الوسيط للتطبيع بين دول عربية و إسرائيل، من كان تاريخه حافلاً بالمذلات و الفضائح، من دعا إلى الثورة و الفوضى و بعدها خاطب المناصرين بفيديو مسجل بالخروج من الشارع، من دون أن يكلف نفسه و يخرج لهم على العلن او مباشر، من فصل الشارع الأميركي في الآونة الأخيرة حتى أنهم صاحوا ”we can’t breath”.
طار و ميلينا و إيفانكا و كلمة thank you تصدح في السماء مع عبرات قد حبسها كي لا ينفضح أمام الإعلام، خرج دونالد الترامب الذي نعتته أمه بالمريض النفسي، و الذي اثبت ذلك خلال ولايته لكنه توعّد بأنه سيعود.
فهل سَيَفي بوعده لمناصريه؟ و في حال عاد مجنون الرئاسة، هل سيعود إلى البيت الأبيض جثة كاملة أم محمولاً على الأكتاف؟
هذا بشأن ترامب، أما جو بايدن، الرئيس السادس و الأربعين، خليفة باراك أوباما، نُصِّب اليوم رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، بعد عناءٍ طويلٍ مع ترامب، و صرف أموال رهيبة على الحملات الإنتخابية، ففي إحتفالٍ صغير بسبب جائحة كورونا و بخطاب يستعين فيه كلمات من الإنجيل و كلام المحبة و السلام و الصلاة و كأنه المسيح المنقذ، خطاب يسجل في تاريخ أميركا بعد المنعطف الذي وصلت اليه، نُصب جو بايدن بعد طموح كبير ليصبح رئيساً يدير البلاد، متوعداً بإصلاحات على الصعيد الأميركي و الإقليمي، إصلاح ما خرب ترامب.
أتى الرئيس الأميركي المنتخب، و اصطحب معه النائبة كامالا هاريس، أول إمرأة من بشرة سوداء و جذور آسيوية تنصب في هذا المنصب، الأمر الذي شكل قاعدة شعبية كبيرة من ذوي البشرة السوداء أيضاً بعد أن فتك بهم ترامب العنصري. كل هذا و ما زاد الطين بلة، مجيئ الليدي غاغا لتغني في حفل تنصيب بايدن، الأمر الذي مما لا شك فيه كسر قلب ترامب. و اليوم، أميركا في عهد رئيس جديد قد يغير كل الأمور رأساً على عقب ليتأثر به كل بلاد العالم، فعقوبات أميركا سترفع عن إيران على ذمة بايدن، و أميركا ستعيد إزدهارها و ستحارب كورونا.
هذا هو جو بايدن كلمحة سريعة، نقيض ترامب تماماً، و هذا ما صار قبله. فما الذي ينتظر أميركا في الأيام القادمة، و هل فعلاً سترفع العقوبات لتعود إيران إلى حركتها الطبيعية، أم سيأتي يوم و تتحسر أميركا على أيام ترامب؟