أحدث الأخبار

خمس سنوات عجاف

العصر-حتى أزيل الغموض انها السنوات الخمس الأخيرة المتبقية من عقد الثمانينات التي ذكرته الروايات اليهودية والتاريخ لمملكة داوود؛وهي الإشارة التي
“أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين”.
وفي حديث ليهود باراك يشرح خطورة البيئة والمحيط بيانه في تخويف من سيطرة اليمن علة الكيان وطموح نتنياهو “إن إسرائيل تقع في محيط صعب لا رحمة فيه للضعفاء”، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد، قائلا “بعد مرور 74 عاما على قيام إسرائيل أصبح من الواجب حساب النفس”، منبّها إلى أن “إسرائيل أبدت قدرة ناقصة في الوجود السيادي السياسي”
التاريخ يشهد



الانقسام السياسي في مملكة داوود إلى مملكتين بعد نزاع مرير دموي داخلي ؛ أن ما يجري اليوم تكرار للتاريخ و لنفس المسار في العقد الثمانين للملكة داود والتي انتهت في عقدها الأخير الثمانين.
إن الصراع على الحكم و الانقلاب على صلاحيات السلطات، والانقلاب على ركائز الدولة التي أسست عليها في توازن بين السلطات الثلاث وسيادتها ؛ اليوم على ايدي اليمين وزعيمهم نتنياهو تتعرض الدولة إلى زلزال عبر عنه رئيس الدولة هرتسوغ انه يوم صعب مظلم، ورئيس المعارضة لبيد في تصريحه ؛ نتنياهو سوف يحاكمكم التاريخ على ما صنعتم للشعب اليهودي ودولته وما تسببتم به من ضرر.
صراع على استقلال القضاء وسيفه القوي لإعادة التوازن بين السلطات في النظام السياسي الديمقراطي؛ لكن بعد صراع طويل داخل النظام السياسي؛ ولما أصابه من عفن بسبب فساد زعماء الأحزاب، وحتى يتم تقليص صلاحية القضاء التي تمنع مرور وزراء للحكومة متهمين بالفساد، ووقف محاكمة رئيس الحكومة؛ يسعون اليوم للتغلب على صلاحيات القضاء، وسيادته لصالح الكنيست القوة التشريعية، و صلاحيات السلطة التنفيذية للحكومة؛ لتمرير قرارات تتعارض مع موقف القضاء منها قانون التغلب على قرارات المحكمة العليا لصالح الكنيست أو الحكومة، باغلبية الشارع اعتمادا على نظرية الانتخابات ورأي الأكثرية الشعبية المنتخبة .

رغبة الناخب وقوت الصوت
السؤال هل تعني رغبة الناخب الذي يجهل الكثير في السياسية، ومصالح الدولة انه تمنح حزب الأكثرية تجاوز السلطات والتوازنات بينها؟
إن الناخب لايمنح المنتخبين تمرير قوانين أو تجاوز القانون الأساس؛ لأنه منتخب من الشارع بأكثرية محدودة ، وهذا يطرح هل أي زيادة تسمح بتغيير قوانين سيادية أساسية تغييرها تعارض مع المصالح القومية أو تتجاوز طبيعة النظام والتوازن بين السلطات ؟.
إن ما يحدث من صراع على النظام وتعديل القوانين وتحول كبير في ه.طبيعة النظام يمنح القول أن الصراع على هوية الدولة هو العنوان الصحيح، والذي يعني أن الدولة لم تنجح بعد خمسة وسبعين من صهر ودمج الأعراق والاثنيات والثقافات المتعددة داخل الدولة، وان الصراع بين الهوية العلمانية و الهوية الدينية يشتد اليوم؛ الصراع على الحكم يدخل إلى مرحلة خطيرة؛ قد تسبب بحرب أهلية اذا ترك الصراع دون تدخل اللوبي اليهودي في الخارج، وتحذير الحلفاء خاصة الولايات المتحدة لنتنياهو وحلفائه من اليمين حتى تبقى دولة وظيفية للاستعمار لتفتيت العالم العربي وتقزيمه؛ من الركض في اتجاه هدم أسس نظام الكيان العلمانية لحساب المسيانية اليهودية، والتطرف الذي لا يدرك لعبة السياسية، والمحاذير السياسية والأمنية والتوزنات في المنطقة، والصراع الاقليمي والتداخلات السياسية الدولية.

شعب الدولة
لقد احتفل الكيان بالعام خمس وسبعين على قيامها؛ في طقوس وأجواء مشحونة، وصراعات وتفكك داخلي، واتهامات و قلق من المستقبل .
شعب الدولة أو دولة الشعب أو الدولة اليهودية الديمقراطية أو دولة الشعب الواحد .



يبدو لي أن الدولة تاهت بين هذه المفاهيم و هذه التطلعات المستحيلة بحكم التاريخ اليهودي ؛ أن التنافر واضح جدا؛ أن هذه الأحزاب الصهيونية في النهاية لم تنجح في بناء قومية يهودية علمانية مختلطة؛ لصعوبة الدمج بين التباينات الثقافية والفكرية والاجتماعية والمرجعية الدينية والإرادة الفلسطينية والمقاومة.
تصدع السقف الإسرائيلي
أن الذي يحدث اليوم نتيجة صراع طويل؛ بدأ مع فوز الليكود في السبعينات بعد حرب 73 غول مائير زعيمة حزب العمل في الانتخابات على يد مناحيم بيغن؛ بعد صراع طويل بينه وبين بن غوريون؛ الذي لم يتوقف عن التقليل والتصغير منه في كل المواجهات؛ واليوم في عقد الثمانين في الخمس والسبعين من عمر الدولة تظهر على السطح مع آخر ملك -كما يسمي نفسه نتنياهو_ الثمار المرة ؛ في غياب مستقبلي واضح لزعامة قوية تقود هذا الكيان الصهيوني دون أن تنفجر عجلة القيادة في الطرق المتعرجة و التهديدات الخارجية والداخلية.
لكن وهي ضرورية هل نتنياهو سوف يخاطر في ركب الموجة حتى النهاية ويذهب بعيدا في الانقلاب على القضاء وتقليص صلاحياته لصالح السلطة التنفيذية بناء على قوة الشارع والناخب؟.
إنه باب خطير جدا يسمح للأحزاب تلعب بالنظام حسب اهواءها ومن يضمن الانتخابات القادمة استمرار اليمين في الحكم وفي حال فشل وفازت المعارضة هل تنقلب هي الأخرى على النظام ؟.
الخلاصة



ان القادم صعب والمستقبل تتقاذفه الأهواء الحزبية والصراعات الداخلية على الحكم وهوية الكيان الصهيوني.
هل سيترك الكيان لهذا المصير ؟ سؤال مهم جدا الأيام القادمة سوف تجيب عليه .
لكن الصورة المرسومة أمامنا أننا أمام كيان تتداعى فيه الجدران والسقف يتشقق.
والسؤال الأخير هل يحافظ نتنياهو بانهيار البنيان والتخلي عن مواجهة الملف الإيراني وما يصدر عنه من استعداده للهجوم على إيران دون الاكتراث للنتائج على الصعيد الإقليمي ؟.
د. محمد خليل مصلح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى