دراسة سويدية؛-الحزب الجمهوري الأمريكي في عهد ترامب يدفع باتجاه العنف والاستبداد !
مجلة تحليلات العصر - إبراهيم درويش
لندن –كشفت دراسة سويدية أن الحزب الجمهوري الأمريكي لم يعد يختلف عن الأحزاب في هنغاريا وتركيا والهند وبولندا. ووجدت الدراسة أن الحزب الجمهوري في ظل الرئيس دونالد ترامب تحول من الدفاع عن الأعراف الديمقراطية إلى تشجيع العنف.
الحزب الجمهوري فقد صفته الليبرالية في العقدين الماضيين وبات يشبه الأحزاب في المجتمعات المستبدة في أوروبا وأكثر تشددا من أحزاب يمين- الوسط المشابهة له في القارة الأوروبية.
وفي تقرير أعده جوليان بورغر بصحيفة “الغارديان” قال إن الحزب الجمهوري فقد صفته الليبرالية في العقدين الماضيين وبات يشبه الأحزاب في المجتمعات المستبدة في أوروبا وأكثر تشددا من أحزاب يمين- الوسط المشابهة له في القارة الأوروبية.
وترى الدراسة التي أعدها معهد في- ديم في جامعة غوتنبرغ بالسويد أن التحول في الحزب الجمهوري بدأ مطلع القرن الحالي حيث تبنى شيطنة وتشجيع العنف ضد معارضيه وتبنى أساليب ومواقف مشابهة للأحزاب القومية في هنغاريا وبولندا والهند وتركيا وأصبح التحول أكثر بروزا في ظل الرئيس دونالد ترامب.
وبالمقارنة لم يتغير الحزب الديمقراطي في تمسكه بالقيم الديمقراطية وظل قريبا من أحزاب يمين- الوسط ويسار- الوسط في أوروبا ولكنه يختلف عنها بموقفه من الاقتصاد. واستخدمت الدراسة وهي الأولى من نوعها أساليب تم تطويرها حديثا لقياس وتحديد صحة الديمقراطية حول العالم في وقت تتصاعد فيه النزعات الشمولية حول العالم. وقالت آنا ليرمان، نائبة مديرة المعهد، إن التحول في الحزب الجمهوري هو “أكبر تحول درامي في ديمقراطية متجذرة”. ولدى المعهد مؤشر نقص الليبرالية الذي يفحص الأوضاع الديمقراطية للحزب قبل الانتخابات ويعتبره المجال الذي يفحص من خلاله حدود ولاء الحزب للديمقراطية.
وبحسب الدراسة التي صدرت يوم الإثنين فقد حدث نفس التغير على الحزب الجمهوري كما في حزب الرئيس الهنغاري فيكتور اربان (فيدز) الذي انتقل من حركة شباب ليبرالية إلى حزب استبدادي وجعل هنغاريا أول دولة غير ديمقراطية في أوروبا.
وحصلت نفس التحولات على حزب بهارتيا جاناتا الهندي وفي ظل ناريندرا مودي وكذا حزب العدالة والتنمية في ظل رجب طيب أردوغان. ومثل هذا حصل على حزب القانون والعدالة البولندي.
وحاولت إدارة ترامب تقوية العلاقات مع قادة الأحزاب في هذه الدول. ورغم التزام الحزب الجمهوري النسبي بالتعددية لكنه قطع شوطا طويلا في التخلي عن الأعراف الديمقراطية الأخرى وأصبح ميالا لتجاهل المعارضين وتشجيع العنف. وقالت ليرمان: “شاهدنا نفس التحول في الدول الأخرى تراجعت فيها المعايير الديمقراطية وتدهورت”. وقالت إن التحليل “يتناسب جيدا مع الأحزاب التي تتخلى عن الديمقراطية عندما تصل إلى السلطة”، مضيفة أن “شيطنة المعارضين – وهي عامل مهم في التغيير الذي حصل على الحزب الجمهوري وكذا تشجيع العنف السياسي”. وأكدت أن التغيرات شجعت عليها القيادة في معظم الأحيان. وقالت: “لدينا العديد من الاستشهادات وتظهر كيف شجع أنصاره على استخدام العنف ضد الصحافيين والمعارضين السياسيين”.
وفي أوروبا الغربية التزمت أحزاب يمين- الوسط بالأعراف الديمقراطية. وهذا حال الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا وحزب الشعب في إسبانيا. وتحرك حزب المحافظين في بريطانيا باتجاه المنظور الليبرالي- اللا ليبرالي ولكنه لم يمض بشكل متطرف كما في الحزب الجمهوري. وورد في دراسة المعهد السويدي: “تظهر البيانات أن الحزب الجمهوري في 2018 أصبح غير ليبرالي أكثر من الأحزاب الديمقراطية الحاكمة في أوروبا”. و”هناك نسبة قليلة من الأحزاب في الدول الديمقراطية في هذه الألفية بدت أقل ليبرالية (15%) من الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة”.
ولاحظت دراسة المعهد أن التراجع في السمات الديمقراطية حول العالم لأول مرة هذا القرن وبشكل أصبحت في الأنظمة المستبدة غالبية وتحكم 92 دولة ويعيش فيها نسبة 54% من سكان العالم. وبحسب مقياس معهد في- ديم فنسبة 35% من سكان العالم، أي 2.6 مليار نسمة يعيشون في دول أصبحت مستبدة .