دولة الامارات تسرع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي: قلق الاوضاع الداخلية والدولية والفشل السياسي والامني يدفع ابو ظبي نحو تل ابيب
مجلة تحليلات العصر الدولية
تقرير خاص / المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع
في الأشهر القليلة الماضية تسارعت الخطوات التطبيعية بين سلطات دولة الامارات العربية المتحدة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وسجل في هذا الاطار ازدياد التعاون السياسي والتواصل الديبلوماسي وتبادل زيارات الوفود المتخصصة .
وارسلت الامارات كميات ضخمة من المستلزمات الطبية المخصصة لمكافحة وباء كورونا لحكومة نتنياهو..وحطت طائرات ( الاتحاد ) في مطار اللد اكثر من مرة محملة بالمساعدات..
وأعلن مسؤولون من الموساد انهم حصلوا على معدات طبية من حكومة ابو ظبي.
وزادت الامارات من شراء معدات عسكرية وأمنية من شركات اسرائيلية..
وكتب السفير الاماراتي في واشنطن يوسف العتيبة مقالا في صحيفة ( يديعوت احرنوت ) الاسرائيلية حض على التعاون بين بلاده وحكومة نتنياهو..كما نشرت مقالات وتغريدات لمسؤولين او نشطاء امارتيون يدعون لمزيد من التعاون بين ابو ظبي وتل ابيب.
ولم يكن التقارب الإماراتي الإسرائيلي حدثا جديدا فهو يعود لعقود طويلة من التواصل والتعاون السري والعلني.
غير ان تسارع الخطوات الاماراتية نحو الحكومة الاسرائيلية يعود الى الظروف الاماراتية الداخلية والدولية.
فهناك ازدياد في حالة الرفض الشعبي داخل المجتمع الاماراتي لسياسات ولي العهد محمد بن زايد التي استخدمت في السنوات الاخيرة ووترت علاقة الامارات بمحيطها واخرجتها من دورها التاريخي المتوازن.
ولا تزال سياسة حكام الامارات في الداخل تقوم على القمع والعنف وتقييد الحريات والتشدد في الاعتقالات.
وزادت صعوبة الاوضاع الاقتصادية وتراجع اسعار النفط غضب المجتمع الاماراتي بسبب الاثار السلبية على الاقتصاد المحلي.
ولقيت سياسة الامارات التصعيدية في الاقليم الكثير من الفشل خاصة تجاه محاصرة دولة قطر.
و اضطرت ابو ظبي الى اعادة تصحيح العلاقة مع ايران ..ولم تحقق الامارات الاهداف المرسومة في اليمن والبحر الاحمر والسودان وافريقيا.
وخسرت الامارات العربية رهانها على سحق الحركات الاسلامية في العالم العربي حيث لا تزال هذه الحركة رغم كل ما لقيته من اضطهاد وملاحقة قادرة على النهوض والمنافسة.
وتعتقد جهات لبنانية ان الامارات تلعب دورا تخريبيا في الداخل اللبناني من خلال تغذية التوترات الطائفية والاجتماعية وفي التحريض ضد حزب الله.
وكان الاخفاق الاكبر للامارات في ليبيا حيث هزمت السلطات الشرعية المدعومة من تركيا اللواء المنشق خليفة حفتر وتحولت المعدات العسكرية الإماراتية الى غنائم للحكومة الليبية واهدرت مليارات الدولارات التي انفقتها الامارات في ليبيا.
واهتز الوضع السياسي والداخلي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحليف الاول للامارات و هذا يؤثر على دور واستقرار السياسة الاماراتية وطموحات بن زايد.
واليوم تخشى سلطات الامارات من خسارة دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الامريكية الذي وفر غطاءا دوليا لكل المغامرات الاماراتية.
هذه العوامل وغيرها دفعت سلطات الامارات العربية لتسريع خطواتها التطبيعية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لبناء علاقة اوثق تساعد حكام الامارات في توفير غطاء دولي يخفف من النتائج الكارثية المتوقعة على المستويات الاقليمية والدولية.
لكن لا يبدو ان الامارات قادرة اليوم على الخروج من هذه الازمات التي ادخلت نفسها بها..
ولن تنفع حكومة نتنياهو حكام الامارات في ايجاد مخارج طوارئ عاجلة للسياسة الاماراتية ..
وافضل ما تفعله سلطات الامارات حاليا هو التوقف عن المغامرات وبناء علاقات متوازنة وتحقيق انفراجة داخلية.