ردع “حزب الله” وإيران
العصر-يمتلك “حزب الله” أكثر من 150 ألف صاروخ ومدفع هاون وقذيفة يمكن أن تلحق أضراراً جسيمة بالمراكز السكانية والبنية التحتية الحيوية في إسرائيل، وسيشكّل دخوله الحرب تطوراً مزعزعاً للاستقرار بشكل كبير، مما يجعل ردعه أولوية قصوى – كما يتجلى في الرسائل الواضحة لإدارة بايدن حول هذه القضية، بدعم من عمليات الانتشار العسكري الأمريكي. وحتى الآن، يبدو أن كلاً من إيران و”حزب الله” عازمان – على الأقل في الوقت الحالي – على الحدّ من مخاطر حدوث تصعيد كبير أو غير مقصود قد يضر بمصالحهما الحيوية. وبعد أن نجحا ربما في تعطيل التطبيع السعودي الإسرائيلي (وربما ظهور تحالف عسكري أمريكي سعودي)، واستدراج إسرائيل إلى حرب مدمرة جديدة في غزة، قد لا يرغبان في التمادي أكثر من ذلك. ولكن النجاح وتصوّر حدوث “معركة حاسمة” ينتصرون فيها على إسرائيل ربما يغريهما على القيام بذلك.
ويمكن لأحداث كثيرة أن تغير حسابات “حزب الله” أو إيران، من بينها وقوع انتكاسة عسكرية إسرائيلية في غزة، أو حدوث تصعيد عرضي أو تدريجي يولّد الضغط على “حزب الله” أو إيران للرد، أو حصول تراجع محلوظ في الدعم الأمريكي أو الأوروبي لإسرائيل. ويشير ذلك إلى ضرورة الاستمرار في تعديل الرسائل الرادعة الموجهة إلى “حزب الله” وإيران وطبيعة الدعم الأمريكي لإسرائيل. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على الولايات المتحدة:
توجيه طائرات من “مجموعة الناقلات الضاربة” (حاملة الطائرات الهجومية) “يو إس إس جيرالد آر فورد” الراسية حالياً في شرق البحر الأبيض المتوسط، للتدرب على مهمات القصف والقيام بطلعات استطلاعية قبالة السواحل اللبنانية، برفقة طواقم إخبارية تقدم التقارير من مقصورة القيادة في الحاملة.
إرسال إشارة ضمنية إلى أن مقاتلات الشبح الأمريكية من طراز “إف-35” تعمل في محيط المجال الجوي اللبناني.
توجيه المدمرات والطرادات من حاملة الطائرات الهجومية “فورد” إلى التدرّب على إجراءات مشتركة مع الدفاعات الصاروخية الاستراتيجية الإسرائيلية – التي لا تشارك حالياً – لتوجيه رسالة ردع إلى “حزب الله” وإيران.
نشر قاذفات قنابل ثقيلة في منطقة الخليج (بما في ذلك قاذفات الشبح “ب -2″، وهذه ستكون سابقة) لتذكير طهران بأن بنيتها التحتية الحيوية – من بينها صناعتها النفطية – يمكن أن تتعرض للقصف إذا دخل “حزب الله” أو إيران الحرب.
الإعلان عن أن “مجموعة الناقلات الضاربة” (حاملة الطائرات الهجومية) “دوايت دي أيزنهاور” – التي ستغادر إلى البحر الأبيض المتوسط في الأيام القادمة – ستزور بحر العرب أثناء انتشارها.