رفضت الولايات المتحدة الأمريكية التوقيع على اتفاقية سيداو المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة

العصر-▪️رفضت الولايات المتحدة الأمريكية التوقيع على اتفاقية سيداو المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، حيث يوجد في الكونجرس الأمريكي تقرير يرفض فرض أي تشريعات خاصة بالأحوال الشخصية ويعتبر ذلك نوعا من التدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة.
▪️ألا يحق للدول الاسلامية والعربية، أن ترفض ذلك لنفس السبب ولسبب آخر أهم وهو مخالفة ينود من الاتفاقية مع صريح القرآن وما جاء به نبي الرحمة محمد ص؟
هذا فضلا عن أن في الكويت أيضا دستور يعتبر أحد مصادر التشريع هو الاسلام، وفرض أي توجيهات خارجية لتقنين ما يخالف أحد مصادر التشريع،يعتبر تدخل صريح في شؤون الدولة، ومخالفة صريحة للدستور.
▪️الكويت من الدول التي وقعت على اتفاقية سيداو ولكن أبدت تحفظات على المواد التالية:
المادة ٧، وتتعلق بحظر التمييز في الحياة السياسية والعامة.
المادة ٩، وتتعلق بحظر التمييز في قوانين الجنسية.
المادة ١٦ وتتعلق بحظر التمييز في الزواج والعلاقات الأسرية، وهي من أخطر المواد مخالفة لقوانين الله.
المادة ٢٩ وتتعلق بالتحكيم بين الدول الاطراف في حال نشوب خلاف خلال تفسير الاتفاقية أو تطبيقها.
▪️ هل يمكن للدول الموقعة على الاتفاقية بعد هذه الحملة الشرسة على الهوية ومحاولة الترويج للجندرية ومتعلقاتها أن تنسحب من هذه الاتفاقية؟
▪️نعم يمكنها ذلك كما ورد في المادة ٢٦ والتي جاء فيها: لأية دولة طرف، في أي وقت، أن تطلب إعادة النظر في هذه الاتفاقية، وذلك عن طريق إشعار خطي يوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
▪️هل يعني ذلك عدم وجود ظلم واقع على المرأة ؟
▪️لا بالعكس مازالت المرأة منتقصة الحقوق في مجال التطبيق العملي، ومازالت كثير من التشريعات الوضعية لا تنصف المرأة من باب العدالة لا المساواة، ولكن لا يمكن أن يكون الحل لتحقيق العدالة بحق المرأة بالوقوع في ظلم آخر يسلبها وجودها الأنثوي وحقيقتها كامرأة، بل بنضال المرأة لتحقيق العدالة بما يتناسب مع الهوية وقوانين الله الثابته شرعا، واحترام الاختلافات الشرعية الموجودة بين المذاهب والأديان، واحترام التعدد واختلاف الثقافات، فاتفاقية سيداو وضعت من بيئة واشكاليات الغرب التي تعاني منها المرأة في الغرب، قد نلتقي في بعض المعاناة، ولكن لا ننطلق من نفس القواعد، ولا من نفس الثوابت، لذلك لكم دينكم ولنا ديننا، ولتستمر المرأة في محاولات انتزاع تحقيق العدالة بعدل وليس بظلم.
▪️وهذا يتطلب تغيير ذهنية التنازع مع الرجل، والانطلاق من ذهنية التكامل وتوزيع الادوار، دون أن يتسلط أحد على الآخر، ولا اعتقد الأمم المتحدة عالمة بحقيقة مصلحة الانسان كالخالق الله تعالى الذي وضح قوانينه في القرآن الكريم وفي سنة النبي ص وأوليائه، وسوء تطبيق تشريعات الله، لا يعني أبدا إلغاءها بل النضال لترشيدها وتطبيقها بشكل سليم.
▪️المحافظة على الثوابت لا تعني الجمود والتخلف، بل تعني ثبات القيم والمبادئ وتحرك وتطور الآليات والأدوات، بل تطور قراءة هذه القيم والمبادئ في ظل تغير الزمان والمكان.
▪️أي هو مزيج عقلاني من التقاليد والابتكار.
▪️وثبات القيم والمبادئ يكون على المستوى النظري، ولكن على مستوى التطبيق والفعل فهي نسبية، وهو ما يتطلب فهم عميق ونظر أهل التخصص حين التقنين والتشريع حتى لا يقع الظلم.
🖋️ إيمان شمس الدين