زلزال سوريا وتركيا.. والتجزئة الإنسانية!!
كتب/عبدالجبار الغراب
العصر-الإنسانية وإرتباطها بالمصالح العالمية هذا هو الشعار المخفي لد قوى الشر والظلال والتي استخدمته معظم الدول العالمية وبالخصوص الأمريكان والغرب وجعلوها سلم للصعود وبديل لتحقيق ماعجزوا عن تحقيقه من اهداف عبر إستخدامهم للقوة والإفراط العسكري ، وهنا تشابهت كل الصور والمخرجات في كشفها لمغظم نتائج الحروب التي قادتها قوى الشر والإستكبار على معظم الدول ، وكمثال اليمن وسوريا ولبنان وإيران وفلسطين والعراق كدول إسلامية ، فيكون لهم فرض الحصار وبمستويات عالية من الشدة والقساوة اسلوب بديل لواقع في الأصل موجود وهو خسائرهم العسكرية ، فما يشاهده الجميع في اليمن من حصار همجي لتحالف العدوان وفي سوريا ولبنان والكم الهائل من فرض أمريكا والغرب للعقوبات على ايران والحصار الصهيوني على الشعب الفلسطيني ما هو إلا بوضوح ولكل العالم بممارسات وأساليب الأمريكية والغربية الخبيثة لإستخدامهم الإنسانية أوراق مصالح لتحقيق مكاسب اوتعويض خسائر.
وانه ومع كل ما حدث في سوريا من أحداث دامية فضيعة هي في الأساس مخططة ومدروسة، وحروب عسكرية طويلة منظمة عبر جماعات ومدعومة قد أكلت الاخضر واليابس ودمرت كل مقومات الدولة السورية ، ولأكثر من عقد ونيف من الزمان دمروا الأرض والإنسان السوري ، وبحصار بربري مخيف على كامل ابناء الشعب السوري فرضته قوى الشر والإستكبار من الأمريكان والصهاينة وحلفاؤهم الغربيين لخسارتهم الحرب امام الجيش السوري الأبطال ، ليضافوا المأساة والمعاناة الكبيرة فوق كامل الشعب السوري بالحصار.
فما كان لحدوث الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وبعض المدن في تركيا وما ألحقه من دمار شديد هو هائل وغير مسبوق ، لكن في سوريا كان لإضافتة للكارثة والمصائب وتفاقم للاوضاع والمعاناة السابقة والموجودة في سوريا قبل حدوث الزلزال ، والتي بفعل النزاعات والحروب العسكرية التي أفتعلتها قوى الإجرام الأمريكي ، فمئات الألاف من المباني والمنشات والمصانع والمدارس والمستشفيات والمحلات التجارية ، وقتل وجرح لمئات الألاف من المواطنين والتهجير لملايين الناس من المدن والقرى السورية ، وإنعدام كامل للحياة المعيشية هي من صنع وتدابير الإنسان وبهمجية وعنصرية مقيتة افرطوا في التدمير والقتل والتهجير ، لتفوق كوارث الحرب على سوريا والحصار على شعبها والمأساة الإجرامية بفعل الخبث والحقد الانساني لدول امريكا وبعض دول الغرب ومعها الصهاينة كوارث الزلزال الطبيعي الذي ضرب الشمال السوري قبل عدة ايام لما لسابق الاجرام البشري وبقوة القتل المباشر والحصار لدول الاستكبار أثاره البالغة على كل الشعب السوري.
فالإنسان السوري المغيب منذ أعوام والذي يعيش أوضاعآ مأساوية أدخلتها عليه قوى الإستكبار العالمي عن طريق مخططاتها وتأمراتها الإستعمارية على منطقة الشرق الأوسط ، وهم من صنعوا الأحداث ووفروا مختلف الوسائل والإمكانيات لتحقيق الأهداف ، ليكون لفشلهم وجوده السريع والذي بدواعي الثورات أعدوا وجهزوا مختلف السيناريوهات ، فلا تحققت آمالهم بالمظاهرات وبدعمهم لها بألآلاف المليارات من الدولارات ، فكانت لهم خيار إشعال الحرب والقوة العسكرية وبأحدث العتاد والدعم والاسناد وتجنيدهم لعشرات الألاف من الجماعات الإرهابية كبديل لتحقيق الأهداف ، فلا نجاح لهم تحقق ولا إستطاعوا إخضاع الشعب السوري ، ليتركوا الدمار الكبير في كل المدن والقرى السورية ويخلفوا مئات الألاف من القتلى والجرحى والتي كان لها آثارها السلبية على واقع الإنسانية ككل ، فالكوارث فضيعة وانتهاكات لحقوق الإنسان متواصلة وبشكل مستمر حتى الآن ، وحصار جائر مفروض وبقانون أمريكي أسموه قيصر بديل لخسارتهم العسكرية وآملا منهم لإخضاع الشعب السوري.
فالكل وفي مختلف أنحاء العالم لاحظ وشاهد وبوضوح ما فضحته الطبيعة وقدرة الله في حدوث الزلزال بسوريا وتركيا لظهور الخبث والحقد والكراهية الأمريكية على الشعب السوري بالذات ، وهم ينادون جميع الدول بمساعدة الاتراك متناسين إجرامهم الفعلي وقتلهم المباشر وحصارهم الدائم على الشعب السوري والذي بفعل الزلزال إضافتة لنكبات كبيرة في كل جوانب الحياة المعيشية للانسان السوري ، صورة واضحة مباشرة كيف يكون لهم تجزئة الإنسانية في دولتين ضربهم الزلازل في سوريا المنكوبة وللاعوام طويلة عان شعبها ويلات الحروب والصرعات والحصار المفروض عليها من قبل الامريكان بقانون إنتقام اسموه بقانون قيصر لحصار الشعب السوري.
فنشاهد لا تعاون ولا إمداد ليد العون والمساعدة في سوريا لما تعرضوا له من زلزال مدمر ، بالمقارنة مع دولة تركيا الدولة المستقرة بشكل كامل والتي تهاوت عليها المساعدات من اغلب دول العالم وصل عدد الدول في اول يوم ضربها الزلزال الى سبعين دولة ، بينما ينتظر السوريين ما تقوم به الأمم المتحدة وبحسب قول منسق الشوون الإنسانية في إيجاد طرق لإيصال المساعدات الى سوريا ، حتى ان الحكومة السورية في دمشق طلبت المساعدة العاجلة لما لفضاعة الكارثة الطبيعة اضافتها لتراكمات خلفتها الحروب وعززتها الحصار المفروض على سوريا من قبل امريكا وحلفائها ، وايضا ما يلاحظ كيف يكون للتجرئة الإنسانية وجودها في أوكرانيا والاهتمام وبالكم الهائل من المساعدات الاوروبية للشعب الاوكراني واستقبالهم للنازحين منهم ، وانعدامها في اليمن وما يتعرض لهم من حرب عبثية ولثمانية أعوام وحصار شديد ، وفي سوريا وما ألحقه الزلزال من خراب شديد.
إنعدام للإنسانية وبصورة كلية وتجزئتها أحيانآ وجعلها مبنية على المصالح ، فإينما توجد المصالح والمنافع توجد الإنسانية وهي قاعدة دائمة أسستها أمريكا ومن معها من الدول الغربية ، وهي بديل وتعويض للاستغلال وهم من جعلوا من الإنسان سلعة وأداة ضغط لتحقيق مكسب ، وما الصور والدلائل الموجودة في اليمن وغيرها الا تعرية وفضيحة لأمريكا والذين يدعون ويتشدقون بحقوق الإنسان.
فالخسارة العسكرية لهم ولأعوام ثمانية من الحرب على اليمن وشعبها قادتهم الى الإنسان لجعله ورقة إستثمار وفرضهم للحصار ومنعهم لدخول الغذاء والدواء والغاز ، واستغلالهم لنهب الثروات وسرقتهم للايرادات وعدم صرف المرتبات ، وهكذا هو منوالهم الخبيث الحاقد على الإنسانية بشكل عام ، وأخيرا فالشكر لأصحاب المواقف الإنسانية الحقيقية وكما هي عادتهم في المساعدة والوقوف في دعم وإسناد الشعب السوري : للجمهورية الإسلامية الإيرانية والدولة الجزائرية وللبنان الواقعة في معضله اقتصادية وأزمة كبيرة لكن كانت للأيادي رفدها بتقديم المساعدات للشعب السوري المنكوب.
وما النصر الا من عند الله.