زيارة السيد عمار الى السعودية تحولات مرحلية و ستراتيجية

الدبلوماسية الشيعية
(زيارة السيد عمار الى السعودية
تحولات مرحلية و ستراتيجية) .
محمد صادق الهاشمي
العصر-الزيارة التي يقوم بها السيد عمار الى السعودية بتاريخ 18-8-2022، وحسب اعلام تيار الحكمة انها كانت بدعوة قديمة ومن جهات من المملكة السعودية مختلفة ومستويات عالية؛ ولاسباب كثيرة ، وكما قيل (( تمت دعوته سبع مراتٍ وتم تأجيلها لأسباب تتعلق بتفاصيل الزيارة وتوقيتها، وان الزيارة ستكون سياسية واجتماعية وثقافية ودينية وهي زيارة لم يسبق لأحد أن تكون له بهذا التنوع والإعداد. )).
ونسجل اهم النقاط عن هذه الزيارة :
1- اسرة الحكيم ابتداء من الاب الامام الحكيم ثم شهيد المحراب وصولا الى السيد عمار الحكيم كانت وما زالت ترى ضرورة تواصل شيعة العراق مع المحيط الاقليمي، وفي تاريخ الاسرة الزيارة الكبيرة التي قام بها الامام محسن الحكيم عام 1968 لزيارة بيت الله الحرم بدعوة من الملك فيصل بن عبد العزيز .
اما زيارات الشهيد باقر الحكيم كانت لحشد الراي العام العربي والعالمي ضد النظام القمعي الصدامي والتعريف بمنهج المعارضة الشيعية؛ ومن هنا تاتي زيارة السيد عمار؛ لاكمال المنهج الذي تراه اسرة الحكيم في الدفاع عن الشيعة في العراق وتعريف احقيتهم وتاريخهم ومنهجهم العادل الى المحيط الاقليمي والجنوح نحو السلام والتفاهم والحوار .
فاذا كانت زيارة الجد الامام محسن الحكيم للتعريف بالشيعة والتشيع، وزيارة الشهيد محمد باقر الحكيم للتعريف بحق الشيعة في المعارضة فان زيارة السيد عمار تاتي للتعريف بحق الشيعة في الدولة والحكم على اسس الديمقراطية واحترام المكونات والسعي؛ لاقامة افضل العلاقات لمن يعترف بالشيعة ويغادر سياسية التهميش بعد ان اثبت الشيعة وجودهم وقدرتهم على تجاوز التحديات بفعل مرجعيتهم بقيادة السيد السيستاني.
2- الزيارة بلا اشكال تمنح شخص السيد عمار دورا مهما؛ لان السيد عمار بنظر المراقبين بزيارته هذه يخلق تحولات كبيرة له ولمنهج الشيعة في العراق ويحاول توظيف قوته الشخصية ومواقفة داخليا وخارجيا لصالح الشيعة فهو القريب من الوسط الشيعي العام، ومن الكرد والسنة وهو الشخصية البارزة في الاطار و الحشد، و وهو الثابت في الحفاظ على حقوق الشيعة السياسي والدستوري وهو القوي في هذه المرحلة عمليا وخطابيا في الدفاع عن الدولة وعن السيادة وعن الدستور، وهذا الخطاب والموقف يوهله ان يتصدى للتواصل مع المحيط العربي والاسلامي ويطرح رويته وروية الشيعة في العراق نحو المحيط لرسم سياسات ستراتيجية تنعكس على العراق والمحيط؛ اي ان الزيارة حتما ستكون لها انعكاسات على الداخل العراقي فيما يخص مستقبل الشيعة والاطار بما يفتح لهم الطريق نحو تشكيل الحكومة ودفع المخاوف من الاطار . وبهذا يكون الشيعة هم من رسخوا معالم الدبلوماسية العراقيه نحو الخارج.
وبما ان الزيارة الى المملكة السعودية اتت في ظرف داخلي يشهد محاولات كسر ارادة التشيع وتعطيل الدولة فان زيارت السيد عمار تمتلك البعد الذي يوهله ان يكون الوجه الشيعي نحو العالم العربي ولا بديل عنه .
3- السعودية والمحيط العربي والدولي بلا اشكال الكل يراقب الساحة العراقية بقوة، وقد ادرك الجميع ان الشيعة وعلى امتداد عقدين من الزمن في العراق والمنطقة تمكنوا من تجاوز كل التحديات و ان العامل الدولي وظهور الاقطاب المتعددة كل تلك الظروف تجعل الرياح الدولية تجري لصالحهم في المنطقة.
كما ان السعودية والخليج والميحط الاقليمي يراقب الموقف الدولي وتقاربه مع الاطار وتقارب الاطار مع المكونات الاخرى وطرحه المتزن بما يجعل السعودية والخليج امام حقيقة لامناص منها وهي التفاهم مع الشيعة وتقوية الشخصيات القادرة على الحوار وزرع مستقبل من التفاهمات التي تنعكس على المنطقة في لبنان وايران واليمن سيما ان الشيعة اليوم واقع لايمكن تجاهله من اي طرف كان وهذا سر زيارة السيد عمار الى الشيعة السعوديين .
4- المفاوضات النووية الامريكية الايرانية وهكذا الحوار السعودي الايراني يوفران مناخا جيدا للزيارة قد استفادالسيد عمارمنها؛ لانه وجد ان الظروف الدولية والاقليمية في طريقها لتخفيف التوتر والاتجاه الى الحوار والمفوضات، وقطعا زيارته تتجه بنفس الاتجاه لربط علاقات متوترة وجسور مقطعة؛ وليعمل على تخفيف توترات قائمة واكمال حوارات تحبو رويدا في المهد؛ ليتجه العالم والمنطقة الى عهد جديد .
وحتما بحكم موقع السيد عمار ومكانته السياسية والاسروية الحوزوية والاطارية والاجماع الوطني الذي تمخض عن اجتماع الرئاسات والقوى الوطنية قبل يوم واحد من الزيارة؛ كل تلكم الاسباب عوامل قوة بيد السيد عمار توهله ان يكون مدافعا عن الواقع الشيعي وعن الحشد وقادرا على اعادة صياغة العقل السعودي وتفكيك الاشكالات والاجابة على التساولات وخلق قناعات جديدة تمهد الى علاقات سعودية جديدة مع شيعة العراق ومع الاطار تحديدا وربما عموم المنطقة بحكم المنطق .
الجدير بالذكر ان زيارة السيد عمار تأتي في سياق حشد التأييد والدعم الدولي لمساندته فيها لوضع أسس المرحلة الجديدة سواء كانت تلك المرحلة تعني تشكيل الحكومة ام اعادة الانتخابات او اي اتجاه يقرره(( الاجماع الوطني)) الذي تمخض عن اجتماع الرئاسات الثلاث والقوى الوطنية بتاريخ 17-8-2022.؛ فهو بلا اشكال يتجه الى كسب تاييد الموقف الاقليمي الى القرار الوطني والشيعي ويكون حديثه وفق مخرجات هذا الاجماع الوطني بما يمنحه القوة والمكانة فهو سفير الشيعة والشعب العراقي .
5- على الآخر ان يدرك ان الامور تبدلت والعالم تغير ولم هو يعد رقما في الداخل ولا في الخارج وما كان يراهن عليه وهو ((انه الزعيم العربي في الداخل العراقي ويستمد قوته الداخلية من المحيط العربي)) هذا الامر لم يعد بيده بل الموقع احتله سماحة السيد عمار بجدارة وقوة بفعل قوة الإطار فلو لم يسند ظهره الي رهطه لما كانت له تلك القوة؛ فالحكيم يزور السعودية بدعوة منها وهو يمثل نفسه شخصيا والاطار وكذلك الشعب العراقي وشيعة المنطقة، و هو يقوم بخطوة تنسجم مع موقف المرجعية والجانب الايراني .
وسيبدأ من الأحساء والقطيف في فعالية لم تحدث من قبل لمسؤول وشخصية شيعية، ثم سيلتقي بن سلمان وسيشرح رؤية الاطار والمكون الاكبر فيما يجري اقليميا ودوليا ومحليا .
ومن ثم سيرتب امر لقاء وزير الخارجية السعودي والايراني كما قيل، وما سيترتب على ذلك من حلحلة المشاكل الاقليمية، وكذلك سيلقي بضلاله الايجابية على العراق بما يجعل السيد عمار وخلفه الاطار في الصف الاول .
◾ختاما
هذه الزيارة ناتج عن التحولات الدولية، وتعدد القطبية، ونجاح المقاومة، وفتوي المرجع السيد السيستاني، وثبات شيعة العراق، وقدرة الاطار على التماسك والحفاظ على مستقبل الدولة العراقية؛ فمما لاشك فيه ان هذه الزيارة تنعكس اثارها على الواقع الراهن وتوسس الى خريطة ستراتيجية ان احسن الشيعة الاداء واصدق الخليج في قبول مبداء التعايش والسلام ومغادرة مقولات الحروب والتهميش.
انها دبلوماسية شيعية ستراتيجية نرجو لها النجاح .
انتهى