سماحة السيد نصرالله يُغيّر وجهة النقاش
مجلة تحليلات العصر - ناصر قنديل

🔹في الملفات التي تناولها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نجح في تقديم مطالعات تغيّر وجهة النقاش في أغلبها، فإن كان الاستهداف الإعلامي والسياسي للحزب وللمقاومة بحسابات لا تتعلق بالمنطق والاقتناع، ولن يغيّر قول الحقائق فيها شيئاً بالنسبة للذين ينفذون التزامات أخذوها على أنفسهم تجاه جهات دولية وإقليمية، فإن الكثير من الملفات التي تناولها السيد تدور حولها معارك رأي عام، والتأثير بقناعة اللبنانيين حولها يشكل نقطة الانطلاق في تغيير وجهة النقاش.
بداية من مقاربة السيد نصرالله لمخاطر تفشّي كورونا، التي ختم بها إطلالته، خاطب السيد آخر مكان يمكن أن يمنحنا الأمل بالسيطرة على تفشي الوباء بصورة دخلت مرحلة الخطر الشديد، وهو وجدان الناس الإنساني والديني والوطني، وعسى يحذو الآخرون حذوه، حيث لهم تأثير من قادة روحيين وسياسيين، فقد دخلنا مرحلة السقوط القاتل وبتنا بحاجة لمعجزة توقف هذا الانهيار، لكن ما قاله السيد في هذا المجال هو أقلّ ما قاله تأثيراً في تغيير وجهة النقاش.
في قضية الاتهامات التي يوجهها الإعلام الخليجي وتوابع له لبنانيّة لحزب الله بالتورط بجرائم تهريب المخدرات، أصاب السيد خصومه إصابة قاتلة في الكشف عن غياب أي اتهام إيطالي للحزب، وكل ما جرى التداول به لا يتعدّى كونه كلاماً منشوراً في صحف أميركية وإسرائيلية، بينما أمام القضاء الإيطالي والتحقيق الإيطالي فإن الاتهام يدور حول داعش أو مافيا إجرامية، ومثلها في قضية القرض الحسن، فقد قدّم السيد مطالعته التي ترافعت عن المؤسسة التعاونية المالية غير الربحية، مجيباً على طريقته تساؤلات خبيثة طرحها سياسيون حاولوا التلاعب بعقول الناس بداعي الظرف، فوعدهم السيد بقرض مع كفيل، أو فتح فروع حيث تفتح المناطق.
تغيير وجهة النقاش تصاعدياً، مرّ نحو التحقيق في المرفأ، سواء بمطالبة قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي بالإفراج عن نتائج التحقيقات التي لديهم وما فيها من أجوبة حول كيف تمّ التفجير، وهل هناك عمل تخريبيّ، وما هي طبيعته، متسائلاً عما إذا كان لطلبه جواب، متوجهاً للمحقق العدليّ سائلاً عن الهدف الأهم للتحقيق وهو لحساب مَن جاءت هذه النترات؟ ومن هو المرسل؟ وهل هي لحساب جهات للاستخدام كمتفجرات؟ ومن هي هذه الجهات؟ وبعد هذين البعدين الأهم في كل التحقيق يأتي دور التقصير والمسؤولية الإدارية، مقدماً اتهاماً للمحقق العدلي بالاستنساب خدمة لمعادلة 6 و6 مكرر الطائفية بغير وجه حق، وبالإنصات لبعض التصفيق ومراضاة بعض المحتجين، متسائلاً، لو قدم المحقق العدلي الأجوبة على الأسئلة الحقيقيّة، ومنها دخل الى التقصير ولم يراع أحداً، وأدعى على الجميع لوقف كل اللبنانيين معه.
🔸بقوة مقاربة السيد ذاتها لملف التحقيق في المرفأ جاءت مقاربته لملف الفساد بوضع ثنائيّة التساكن مع الفساد منعاً للانتقام السياسي أو قبول فتح ملفات على طريقة تصفية الحسابات، عنواناً لسبب التعثر في مكافحة الفساد، داعياً للخروج من هذه الثنائية، فلا التعايش مع الفساد مقبول ولا الاستنساب مقبول، مقترحاً حلاً يقوم على وضع معيار واحد، كالبدء من الوزارات السياديّة، أو الخدمية، أو من سنة معينة، أو المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والصناديق، بحيث يفتح الباب لكل معلومات تتصل بالعنوان المُقَرّ والمتفق عليه، وهذا لا يعني أي شبهة للاستهداف.
🔹يضل السيد نصرالله الى الملف الحكومي، فلا يتبنى موقف فريق، وبمقدار ما ينفي وجود حساب لدى حزب الله بانتظار تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يتجاوز سجالياً الأمر، ليقول تعالوا حتى العشرين من الشهر الحالي، والموعد يقترب، نضع الجهود لمعالجة المشاكل المحلية التي تعترض طريق ولادة الحكومة، فهناك مخاوف مشروعة وعدم ثقة، يحتاج تجاوزها الى جهود من الجميع، واعداً بالسعي لفعل الممكن في هذا المجال.
🔸مَن تابع كلام السيد ينتبه الى سعي للبحث عن حلول وتقديم فرص، وبناء أمل، وتخطّي أزمات، وإن لم يؤثر كلامه في مواقف القيادات، فهو بلا شك سينجح في ترك أثر في الرأي العام.
عن الكاتب
المعلومات الشخصية
الميلاد: سنة 1958
مواطنة: لبنان
مؤهلاته العلمية
رئيس المركز وكالة أخبار الشرق الجديد
نشاطه السياسي
أحد مؤسسي المؤتمر الدائم للعلمانيين اللبنانيين الذي يرأسه المطران غريغوار حداد عام 1986.
تأثر بأفكار الأحزاب اليسارية والناصرية، وانضم لـ "رابطة الشغيلة" عام 1975 والقيادة المركزية حتى عام 1989.
ناضل في سبيل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويكافح من أجل العدالة والمساواة والتضامن.
شارك عام 1978 أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في اعمال مقاومة لبنانية خلف خطوط الاحتلال.
شارك في القتال على محاور الجبهة الجنوبية من بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وخصوصاً في معارك مطار بيروت الدولي.
تولى مهام التنسيق السياسي في الاعداد لانتفاضة 6 شباط 1984 التي حررت العاصمة بيروت من القوات المتعددة الجنسيات وادت إلى إسقاط اتفاق 17 أيار
ربطته بالرئيسين العماد إميل لحود ونبيه بري علاقة سياسية متينة، كما أظهر تعاطفًا كبيرًا مع الحركات الراديكالية الفلسطينية.
نائب لبناني سابق مقرّب من حركة امل وحزب الله وسوريا، داعم للمقاومة.
وثق علاقاته مع حركة «أمل» وعمل مستشاراً لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ (الراحل) محمد مهدي شمس الدين.
انتخب نائبًا في البرلمان اللبناني في دورة العام 2000 على لائحة الرئيس رفيق الحريري وانضم إلى كتلته البرلمانية عن المقعد الشيعي في مدينة بيروت، قبل أن ينفصل عنه ويستقل في خطه السياسي ونهجه ورؤيته الوطنية والقومية.
في إطار نشاطه النيابي كان مقررًا للجنة الإعلام والاتصالات وعضوًا في لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين.
عضو كتلة قرار بيروت ومقرر لجنة الاعلام والاتصالات النيابية وعضو لجنة الشؤون الخارجية.
أحد مؤسسي منتدى الحوار الاهلي الحكومي عام 2001 الذي يعنى بإدارة الحوار بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني حول القضايا الساخنة.
حائز على مركز أحد الأوائل الاربعة لأفضل خطاب نيابي في مناقشات الموازنة حسب استطلاع رأي مركز الدراسات الدولية للمعلومات لعام 2003 والمنشور في جريدة النهار اللبنانية.
في حقل الإعلام
تولى أثناء انتفاضة شباط 1984 الاشراف على وزارة الاعلام والتلفزيون الرسمي.
أنشأ جريدة الدنيا «الحقيقة» (1985) واسس إذاعة المقاومة عام 1985 وإذاعة "صوت المقاومة الوطنية" عام 1987.
ساهم في تأسيس "تلفزيون المشرق" عام 1988.
شغل موقع رئيس تحرير صحيفة الديار عام 1990، ورئيس مركز كون للدراسات الاستراتيجية.
أشرف على أول بث فضائي لبناني جامع للمؤسسات التلفزيونية أثناء العدوان الإسرائيلي في نيسان 1996 ومجزرة قانا تحت اسم "اخبار لبنان".
اختير إلى عضوية «المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع» فور تأليفه في 7 أيار (مايو) 1999 مدعوماً من رئيس مجلس النواب نبيه بري،
انتخب نائبًا للرئيس سنة 1995، وترأسه في 11 حزيران (يونيو) 1999حتى عام 2000 موعد انتخابه نائباً عن العاصمة بيروت.
حائز على المركز الأول لأفضل اعلامي لعام 2000 في استطلاع رأي مركز ماء داتا عن دوره كرئيس لمجلس الاعلام وكمحاور اعلامي أثناء تحرير الجنوب.
حائز على المركز الأول لأفضل اعلامي لعام 2001 في استطلاع رأي الشبكة الوطنية للارسال عن ادائه كمحاور تلفزيوني.
أطلق في أكتوبر 2011 شبكة توب نيوز الإخبارية
من نشاطه
أسس مركز الدراسات الاستراتيجية "كون" عام 1991
عضو شرف في جمعية الاجتماع العالمية - كوريا.
مؤلفاته
"6 شباط الثورة التي لم تنته" في تأريخ احداث الانتفاضة عام 1984 التي حررت بيروت من القوات المتعددة الجنسيات.
"نحو فهم أدق لإشكالية الإسلام المسيحية الماركسية" حوارات مع السيد محمد حسين فضل الله والمطران غريغوار حداد عام 1985.
"هكذا تفجر البركان" عن احداث اليمن عام 1986.
"ماذا يجري في موسكو؟" عن مقدمات الانهيار في الاتحاد السوفياتي عام 1987.