سوريا بين سندان شعارات الإنسانية ومطرقة السياسة.

خديجة النعمي
العصر-في بادئ الأمر نتوجة بالتعازي الحارة لجميع أهالي الضحايا الذين سقطوا في هذا الزلزال الذي حدث
ونتوجه بالتضامن الكامل مع الشعب السوري قيادة وشعباً بهذا المُصاب الجلل، فسوريا البلد المحاصر الذي يرزح تحت حصار خانق منذ عشر سنوات وما زاد الطين بلة قانون قيصر ، سوريا البلد الذي تعرض لهذه النكبة الكبيرة ورفضورا رفع قانون قيصر عنه بفعل رفضة للوصاية الأميركية عليه، وعندما تعرض لكارثة هذا الزلزال، للأسف وجدنا الجميع يسقطون أمام هذا الامتحان البسيط لتلك الشعارات الإنسانيّة الجوفاء شعارات لطالما سمعناهم يتغنون بها، شعارات ولكنها وفق النظرة الأميركية،إنسانية تحضر وتغيب بحضور وغياب المصلحة الأميركية في أي بلد من بلدان العالم!!
اميركا التي تغنت بالحقوق والحريات والانسانية وما إلى ذلك مما تدعيه، نجدها اليوم تسقط سقوطاً ذريعاً، وينكشف قناعها الحقيقي لمن لازال مخدوعاً بأميركا.
هذه هي أميركا ، ديكتاتور العصر،هاهي البراقماتية الأميركية تحاصر بلداً تعرض لكارثة مهولة وهو في حاجة ماسة للمساعدات بعد أن تعرض لهزة لمدة أربعين ثانية،دمرت مدناً بأكملها،وتهاوت البنايات واحدة تلو الأخرى،وما إن انبلج الفجر حتى وُجد عداد الضحايا في ازدياد مريع،وأميركا ترفص أن ترفع عن سوريا حصارها المميت الذي فرضته عليها ناهيك عن حرب سنوات عشر أنهكت البلد وأثقلت كاهله،وفي ظل ذلك أميركا تحاصر البلد المنكوب سوريا،وتسقط إنسانيتها وتحضر سياستها بشكلها الأقبح على الإطلاق، لتقتل ارواحاً كانت ستعيش لو توفرت المساعدة لانقاذهم، لكن أميركا حالت دون ذلك!!
أميركا سبب انقطاع ذلك النفس الذي كان يستغيث انقذوني، هي سبب انقطاع الامل في بصيص النور الذي كان سينقذ ذلك الطفل الذي فارق الحياة مخنوقاً تحت الانقاذ، أميركا سبب موت تلك الأم التي تركت جنينها وغادرت الحياة ليفتح عينيه على دمار يُحيط به من كل اتجاة ، على صراخ من هنا وهناك ، على كارثة لم يفقه شيئاً منها، كان بامكانه أن يكون بحضن أمه لو لم تحاصر بلده أميركا، إنها الحقيقة البشعة المجملة بأدوات تجميل كثيرة جداً، وعمليات كُثر، ولكن يبدو أنها لابد أن تكون بالعد التنازلي لانقشاع كل ذلك عنها، فهي من تضامنت مع تركيا، وتناست الألم الحقيقي ومن هم بحاجة فعلاً للمساعدة الشعب السوري المحاصر .
إنها السياسة الأميركية في ابشع صورها، بل دعنا نقل على حقيقتها، هذه أميركا تسقط عنها أقنعة الإنسانيّة الزائفة التي لطالما تقّنعت بها أمام المنخدعين بشعاراتها الرنانة تلك .
ما يُؤسف حقاً هي تلك المواقف العربية التي لطالما تغنت بالعروبة والحضن العربي،وشنت حرباً شرسة لسنوات ثمان على اليمن بحجة أنه لابد أن يعود إلى الحضن العربي!! وأرسل العُرب الطائرات وكل عدة الحرب التي تلزم للسعودية في حربها الظالمة التي دمرت اليمن،والسؤال اليوم
أين تلك الحمية العربية؟!
اليست سوريا بلد عربي تعرض لنكبة كبيرة ومؤلمة؟! لماذا لم نجد الحزم والعزم لاغاثة سوريا وأهلها،أم أن الحزم والعزم يحضر فقط تماشياً مع السياسات الأميركية لادواتها في منطقتنا العربية؟!
آسف حقاً لما وصلتم إليه!!
ليتكم تُدركون أن من سقطوا هم عرب ومسلمين وليسوا أبناء بشار الأسد أو من اسرته أنهم سوريون عربيون ياعرب!!
مسلمون يا متأسلمون!
أين هي مبادئ الإسلام؟!
أوليس المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى!! مابالكم أتأصلت بكم المواقف السياسية وطغت على انسانيتكم!!
إنها الحقيقة المرة،لم يعد للعرب سوى الاسم،ولم يعد لهم سوى بقعة على خارطة تقول هذه منطقة عربية
عادة الناس يتناسون كل الخلافات وتتوحد الصفوف عند المحن، لكن هؤلاء يصتادون في الماء العكر،
ويسردون التهم ويشوهونه في حين هو في محنة كبيرة،لتسقط الأقنعة ويظهر هؤلاء على حقيقتهم،
نجدد التضامن مع الشعب السوري،ونعزي جميع أهالي الضحايا ونرجو أن تتجاوز سوريا هذه الأزمة وتخرج منها بخير وإن كانت القلوب مكلومة،ولكن الحياة بكل الأحوال تستمر.