سوريا ولبنان يمُران في مرحلة ألتحدي الأصعب مع أميركا وغُرَبانها.
كَتَبَ إسماعيل النجار
العصر-سوريا ولبنان يمُران في مرحلة ألتحدي الأصعب مع أميركا وغُرَبانها.
لإن الضغط السياسي والإقتصادي الكبيرين من قِبَل واشنطن وإسرائيل على كُلٍ من دمشق وبيروت يُشَكِلان السؤال الأهم بالنسبة لعواصم المقاومة تلك اللتآن ينتظران من أميركا وإسرائيل والسعودية رداً عليه، وهذا حق لهاتين العاصمتين المستهدفتين والمطلوب منهما إما الركوع أو إستمرار التمَرُد والعناد والجوع؟
الجواب منهما كانَ حتمياً ومؤكد ومتشابه ومُنَسَقَ بينهم وبين عواصم المقاومة والممانعه، الخنوع لإرادة واشنطن مستحيل المستحيل وعارٌ ممنوع حتى ولو كانت تكلفتهُ ربط الحجارة على البطون لأعوام، وأن محاولات الإخضاع الأميركية هذه للدوَل التي تحاصرها بعقوباتها لن تنجح فهم يظنون فعلاً أنهم سيحققون ما يصبون إليه، وخصوصاً في ظل صراع كبير يدور بين أميركا وبين قِوَىَ المحوَر المقاوم الذي صدَّعت واشنطن دُوَلِهِ بالكامل وأصابتهم في مقتل عن طريق العقوبات والمؤامرات الداخليه، إن كان ذلك قد حصل بجلب الإرهاب إليه أو تحريكه ساعة تشاء وإن بالتجويع أيضاً،
إن أمثلتنا كثيرة عن تاريخ أميركا بالحصارات والإعتداءآت، فالعراق لغاية اليوم لَم يتعافى كلياً من جحيم داعش والعقوبات المفروضه عليه ووضع اليد على عائدات النفط، سوريا بدورها لا زالت تئِن تحت وطأة الذبح المتنقل لمواطنيها في الصحراء على يَد هذا التنظيم المجرم، ومن سرقة نفطها وثرواتها في الشمال واحتلال اراضيها وتهديد الخط العراقي السوري المتصل من حدود البلدين إلى دمشق، ناهيكَ عن الوجود الأميركي والتركي في الشمال الشرقي والغربي للبلاد والإعتداءآت الصهيونية المتكررة تحت مسمياتٍ عِدَّة،
أما لبنان الذي يعاني مواطنوه الأمَرَّين نتيجة الحصار الأميركي وتواطئ حاكم المصرف المركزي والمصرفيين والتجار وأصحاب الأجندات السياسية ضد شعبهم من أجل تحميل حزب الله وقوى المقاومة مسؤولية الإنهيار وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، لم يستطِع مؤتمر باريس من إنقاذه إذ فشِلَ المؤتمر الخماسي الذي عُقُد في العاصمة الفرنسية من الإتفاق فيه وإقناع نفسه بإسم وسطي لرئاسة الجمهورية يرضي الجميع، وعدم اقتناع الوزير باسيل أيضاً بالسير بسليمان فرنجيه كمرشح قوي يعتبر طعنة في ظهر المقاومة التي لم تبادرهُ إلَّا كل جميل، وتخلي جعجع أيضاً عن ميشال معوَّض أربَك المعارضة التي لم يعد بإمكانها إيصال أي مرشح ضعيف أم قوي، بالإضافه الى التحرك الأميركي المكشوف من شمال لبنان والتقارير التي تلقاها جهاز أمن المقاومة بأن شيئاً ما خطير جداً يُحاك بالخفاء إقترب تنفيذه داخل البلاد ستبدأ به عناصر من داعش الإرهابية شمالاَ ويكمل الطريق فيه جماعات خارجه عن تيار المستقبل وما يسمى حزب القوات (اللبنانية) بمساندة عناصر سورية معادية للنظام الأمر الذي دفع بالسيد نصرالله الى التحذير من اللعب بالأمن الوطني والسلم الأهلي وإرسال رسائل الى الداخل والخارج، واضطراره تبليغ التيار الوطني الحر سيره في إجراءآت إنتخاب رئيس من طرف واحد لكي يمنع عن البلاد مؤامرة خطيرة جداً قد تطيحُ بلبنان وسلمه الأهلي،
أميركا تعلم أن زبانيتها غير قادرين على تحقيق أي إنجاز على الصعيد الرئاسي وأن التخريب بالنسبة لها أفضل من انتصار حزب الله.