شعار “نريد نعيش” باب التطبيع الاوسع مع الكيانين الصهيوني والوهابي !
مجلة تحليلات العصر الدولية
حسين فلسطين
✍️ ١٥ آب ٢٠٢٠
على الطريقة المصرية هكذا يتعامل الغرب المتصهين مع العراق ولبنان فالمصري الذي طالما جوّع من قبل حاكمه العميل للكيان الصهيوني بدأ يتجرأ في احلامه التي كان لون غالبها احمر ولكن ليس بلون الدم على حدود سيناء بل بلون “لحم البقر” الذي فرض عليه الحظر ومنع إدخاله مع “العيش” إلى البيت المصري !
الظروف الاقتصادية الصعبة المفتعلة التي فرضت على مصر من قبل أذناب الصهاينة لم تكن لأجل قتل الشعب المصري فقط بل لقتل ما هو أكبر من ازهاق الأرواح وهو ذبح الضمير العربي الحي الذي طالما غنى به العرب من بغداد إلى تطوان فلم تعد أغنية ” وطني حبيبي ” محل سماع المصريين بقدر ما يسمعون أخبار ” الانفتاح على إسرائيل ” الذي سيوفر لهم “العَيش واللحمه” لكن وبعد أربعة عقود من العلاقة المذلة مع هذا الكيان اللقيط لم يتعدى “حلم اللحمة المصري” حدود “حكم الري العمري” !
في العراق لا يمكن تسويق ما حدث في مصر أيام السبعينيات ذلك لأنه أكثر بلدان العالم من حيث المصروفات الخاصة بنظامه الغذائي وبكل تأكيد فأن دهاء هذه الدول لن يوقفه المستوى المعيشي الجيد للفرد العراقي فالعراق يعاني من أزمات كبيرة اهمها أزمة الكهرباء والبنى التحتية.
استغل المحور الأمريكي الوهابي هذه الأزمات التي ورثها العراق وشعبه من نظام بعثي دكتاتوري جثم على صدره لأكثر من أربعون عام بل إنه عمل على ادامة هذه الأزمة وتفاقمها خصوصاً بعد أن فضح السفير الألماني ورئيس شركة سيمنز الدور الأمريكي في حرمان العراقيين من الكهرباء وعمل كثيراً على ترويج أكاذيب واباطيل غايتها كسر الإرادة العراقية الرافضة للتطبيع مع قوى الشر والإرهاب.
عمد هذا المحور على ادامة الضغط الإعلامي الموجه وبث دعايات لا أساس لها من الصحة واستطاع ان يخلق رأي عام مزيف أبرز مضامينه ضرورة الانفتاح العراقي على كيانات ودول محظورة شعبياً وحتى عقائدياً وتصوير الأمر على أنه قارب نجاة ينقذ العراق من وضعه المتهالك .
ان تمرير هكذا مخططات تآمرية كان بأسلوب ناعم ومن خلال بوابة شعار ” نريد نعيش ” هذا الشعار الذي من المؤسف أن نرى ونسمع كثير من شبابنا المغرر بهم يرفعونه ويتداولوا به خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الجلسات الخاصة وحتى أثناء تنظيم التظاهر والاحتجاج دون أن ينتبهوا لخطورته ومن يقف خلف ترويجه وتصديره وجعله ثقافة عامة لشعب يرفض كل أشكال الاحتلال والاستكبار !
نعم فهذا الشعار يحذف السجل التأريخي الأسود للكيان السعودي الذي قتل واصاب بمفخخاته مئات الآلاف من العراقيين كذلك يحاول عزّل العراقي عن عاداته وتقاليده ويجرده من كرامته ويتجه به نحو الذل والابتذال ولا يمانع بل يدعوا الى الذهاب بأتجاه الكيان الإسرائيلي الغاصب لأعتبارات هم يصورونها على اساس وطني من خلال تسويق شعارات مكملة للشعار المذكور انفاً كالعراق للعراقيين والعراق خليجي والعمق العربي وحضن العرب ..الخ من هذه الشعارات التي دائما ما تتعزز ببث ما يفرق أطياف الشعب عن بعضهم فالرافضين لهذه الدعوات هم تبعية وذيول وغير وطنيين وانهم ليسوا أكثر من مليشيات موالية لدول الممانعة التي دائما ما ترمى بسهام الحقد الطائفي.