آدم أمير المزحاني
غالباً الأزمات تكون نتاج حروب أو فايروسات وبائية فتاكة إن ظهرت وحلت على المُجتمعات دائماً ضحاياها هم أفراد من الطبقات العادية لانهم أكثر عُـرضة وإحتكاك مع الوجع والمأساة عكس الطبقات الرفيعـة التي دائماً تكون محصنة بالمالـ والإمكانيات المادية والتي من خلالها تستطيع تفادي الخطر من أصله وتجنب الكارثة أو حتى الوقوع فيها.
على كل الأحوالـ أن وجد النقيض وجد الصراع الطبقي وحلت فوارقـ جمة بين الجيد والسيئ وظهر الإختلافـ في جوهر المسـألـة.
مثلاً عُمالـ الأجر اليومي والطبقة الكادحة أقصد في الدولـ التي تعيش تحت ظل أنظمة وواقع إقتصادي هش كاليمن وسوريا وليبيا ومصر والعراق هُـمَ أكثر من سوف يُعاني في قادم الأيام من تبعات فايروس كورونا المُستجد – كوفيد 19 – الذي لم تظهر بعد مأسيه الحقيقية خاصة في حالـ هذا الترقب والخطوات الهشـه المتخذه للوقايـة منه.
إلتزم الفرد على نفسـه بالحجر داخل البيت لو نفترض وإن طبق مثل كذا خطوة – وبما أن البعض قد بداء يحاولـ – سيعاني كلا الأمرين لا نجاة من أحدهم : إما أن يقع في الخوفـ من المرض ويعيش لحظات الوهم المرضي المُتعب، أو الخوفـ من الجوع وهذا الحاصل ،وإن نجـئ من الإصابـة بالمرض لان يفلت من الموت جوعـاً داخل بيته وأسرته وهكذا سيتجرع المعنى الحقيقي لصراع البقاء كما تجرع سابقاً صراع الحروب ومخلفات الأزمـة وتراكماتها الرثـة.
تناقضات سيدفع ثمنها ذلك الإنسان المسكين ضحية لــ سياسة إقتصادية مقيته، هذه هي بشاعـة وجرم المُجتمعات الراسمالـية عندما تلزم قوانيها ليطبقها مُستضعف لا يجد قوت يومه، صراع طبقي أزلي ما زالـ قائم صنع معادلـة أكثر تعقيد لفهم تفاصيل كهذه ، على سبيل المثالـ : نتيجة خطوات إحترازية لموجهة جائحة كورونا هُناك راسمالين متضررين من سياسة توقيف الحركة الإقتصادية العالمية يطالبون اليوم وبكل وقاحة إعادة تشغيل القطاع الخاص خوفاً من تزايد مؤشر الخسارة ،وتراجع ربحية راس الأموالـ غير مُدركين حجم الخطر الذي قد يطالـ راس المال الحقيقي ” الإنسان ” في حساباتهم فل يذهب للجحيم ما دام وأرباح تجارتهم سارية ومصانعهم شغالـة على عاتق عمالـ تحت أجور مخزية للغايـة تفتقر لأدنىٰ حقوقـ الإنسانية والتأمين الوظيفي.
دائماً الإنسان على هذه الحياة هو مع صراع طبقي لاجل البقاء ضحية تجارب الراسمالية وأفرادها وهذا فكر نابع من رخص القيمة ومدى ضعف الإهتمام بحقوقـه بسبب تفاقم معدلات البطالة حولـ العالم وبالذات في تلك المُجتمعات التي تُعاني الفقر والحرب والأزمات والإتكالية في الإنفاق كبعض الدول العربية الواقعـة اليوم تحت خط ضُعف مستوى الإنتاج والتصدير نظراً للإعتماد الكلي على ما تصنعه الدولـ الراسمالية وتصديرة للشعوب.
إستغلالـ فاضح لإمكانيات الشعوب الفقيرة من قبل دولـ رؤس الأموالـ الإقتصاديـة في العالم، وجدل غامض صنع فوارقـ بالخط العريض لا توجد هُناك ملامح لإحلالـ عدالة إجتماعية حقه على هذه الأرض كما تدعيها مُنظمات العالم التي هي اليوم تعني بالحقوقـ والمطالبة بالمساواة والعدالة الإجتماعية بين الشعوب.
فقير يموت جوعاً يعيش أسوأ تفاصيل حياتـه مرض وجهل وتخلف ووباء ينتظر نجدة وكالات الغوث العالمية والمُنظمات التابعة لها لتتاجر ببؤسه وضيم ما يعيشه ، وغني يتمتع بخيرات النعم والرعاية الصحية المتكاملة غير مراعي مبدئ العيش والمساوأة للطرفـ الأقل منه.
نتاج هذا الصراع وما أنتجته وقائع المرحلة مؤخراً من أحداث كظهور هذه الأوبئـة والحروب شكلت فينا وعي أدركنا من خلالـه حجم التناقضات بين إدعاءات الإنصاف التي تروج لها تلك المُجتمعات الراسمالية ،والتي تعتبر الفقراء ومحدودي الدخل وعمال الأجر اليومي مجرد فئران تجارب لتنفيذ سياستها الإقصائية تجاههم- حروب وفايروسات مُصطنعة – في تصورهم هي نتاج تخلفهم وعدم تقدمهم وعليهم أن يتحملوا حجم الخسارات التي تخلفها ظروف البيئة والمرحلة وسياسـة الأنظمة المُتبعة لإدارة الموارد المالية والبشريـة.