صناعة النفوذ في المنطقة .. معادلة الوساطة الاردنية : العراق بحاجة الى بلورة وضعه لتعزيز حضوره
العصر-يرى البعض من عامة المتابعين للشأن السياسي والدولي ان تقارب العراق من الاردن ليس فيه مصلحة تذكر ، وهذا الامر غاية في الخطورة وبعيد كل البعد عن الواقع الاقليمي والدولي ، ربما نتج هذا الرأي عن شياع العلاقة المكشوفة بين الكيان الاسرائيلي وعمان ، وربما عن قضية تزويد العراق للاردن نفطا بسعر اقل من سعره الرسمي.
انا صراحة احترم هذه الاراء واقدرها وجميعها تنبع من ارض واحدة وتصب في مصب واحد وهو ” مصالح العراق”
لكن ربما التجربة الطويلة تجعل من المختص ذو نظرة اوسع واشمل قليلا.
شاهدنا في الاونة الاخيرة اتصالا جرى بين رئيس الولايات المتحدة الاميركية جو بايدن و رئيس الوزراء محمد السوداني ، والملفت ان ملك الاردن كان على الخط الثالث
باعتقادك ماذا كان يفعل الملك في اتصالا ثنائيا بين رئيسي حكومتين.؟
الجواب، ان الدور الاردني في الوساطة بين العراق وواشنطن كان مميزا جدا ومهما وضروريا ويجب الاستفادة من هذا الدور قدر الامكان لان معادلة الوساطة الاردنية نجحت بامتياز وبانتظار خطوات اخرى لرسم ستراتيجية عميقة بين العراق والاردن بما يخدم مصلحة النظام السياسي ودعم الدولة والاقتصاد وشتى المجالات .
العراق بحاجة ماسة الى بلورة سياسة صناعة النفوذ بالمنطقة من خلال الاردن والسعودية والامارات ويجب فرض حضوره اقليميا ودوليا حتى لو كانت هناك بعض التنازلات الاقتصادية ومساعدة الاقتصاد الاردني ولكن انت تاخذ الدعم بالمقابل والوساطة والنفوذ.
ان لم يكن محيطك قريب فلا تتوقع ان يكن لك البعيد اقرب.!
