أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

ضوء على المفاوضات بين الاطار والتيار

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صادق الهاشمي

حينما زار السيد مقتدى الاطار بتاريخ 7/12/ 2021، غرد بعد خروجه بما يلي(( حكومة اغلبية وطنية لاشرقية ولا غربية ))، وذات العبارة كررها السيد مقتدى بعد ان زاره وفد الاطار بتاريخ 29/12/2021،فقدغرد بذات العبارة (( حكومة اغلبية وطنية لاشرقية ولا غربية )).

لمن يدقق في الموقف الشيعي العام يجد من الطبيعي: ان الاطار وبالاجماع يشعر بالمسولية التاريخية، ويدرك خطورة المستقبل حال انفرط عقد الموقف الشيعي؛ فلابد من المضي قدما في التفاهمات مع التيار ريثما يجد القوم مخرجا من الازمة يتم من خلاله جمع الشيعة على الحد الادنى من الاتفاق، وبما يمكنهم من تشكيل حكومة تحفظ الحق الشيعي وتنزع فتيل الازمات اللاحقة.

هذا الامر صحيح ولا بديل عنه، الا ان الكلام ليس في التمنيات والمساعي بل في واقع ان تجد تلك المفاوضات طريقها الى تحقيق القدر الممكن من التفاهمات، وهو امر مرتبط بالاصرار والجدية وسعة الصدر والحكمة، و يبقى الحوار الف مرة افضل من الخلاف مرة واحدة .

وفق هذا الواقع تتكرر الزيارات وتتسع الصدور مهما كان التيار مصرا ومغردا ومبتعدا.؛وبهذا الصدد ووفق تلك المقدمة عن خطوات الاطار، وهي تكليف شرعي تاريخي؛ لنزع فتيل الازمة وانتزاع الصاعق المحدق بالشيعة نجد ان التفاهمات حققت مايلي :

1/ حديث وفد الاطار في كلا الاجتماعين مع التيار كان مؤكدا لوحدته وعدم تفريطه بأي طرف من اطرافه، ولن يتنازل عن اي فرد منه، فالاطار هو الاطار ومن اراد ان يتفاهم مع الشيعة عليه ادراك هذا الثابت، ولايمكن التقليل من شان هذا الثابت الان فانه صمام الامان .

وهذا الثابت يتاسس بموجبه ويترتب عليه : ان الكتلة الاكبر هي حق المكون الشيعي؛ كونهم الاغلبية، ولم ولن يتم التنازل عن حق الاغلبية بأي حال من الأحوال؛ لذا يمكن ان يقال ان الاجتماع كان ايجابيا بشكل عام ، وتم التأكيد على وحدة الاطار وموقفه ، وقطع الطريق على اي محاولة لتقسيمه، وهو بهذا اللحاظ يمكن وصفه ايجابيا .

2/ انطلاقا من الشعور بالمسولية لقادة الاطار فانهم سيزورون كافة الجهات والشخصيات الشيعية الفائزة لبحث الكتلة الاكبر كما زاروا الحنانة اليوم بعدها يتم الخروج الى الفضاء الوطني من الكرد والسنة.

3/ الكرد اعلنوا موقفهم بوضوح انهم لن يدخلوا في ( الكتلة الاكبر)؛ لان دخول اي طرف منهم سيتسبب في انقسامهم واضعافهم، وهم يحرصون على مطالبهم الكردية فقط؛ لذا فان المعادلة الحاكمة في البين هي ان توحيد الموقف الشيعي وحدة لموقفهم والعكس صحيح، وهذا يجعلهم يدركون اهمية ان يتوحد الموقف الشيعي ولايمكنهم المغامرة في التحالف مع اي طرف دون الاخرلماله من الاثر السلبي علي وحدتهم ومستقبلهم السياسي داخل الإقليم وخارجه .

4/ الحديث عن الرئاسات الثلاث سابق لاوانه ولم يتم التطرق له في الاجتماعين؛ لان امر الرئاسات منوط بصورة طبيعية بمخرجات الاجتماعات بين الطرفين، وبتحقيق القدر الممكن من الاتفاق، ورفض التفرد والاقصاء لاي طرف، وبمنع تمزيق الاطار، او الفضاء الشيعي الاوسع، بل المؤكد ان الوفد طرح على السيد الصدر موضوع العودة الى الاطار التنسيقي وينتظرون منه الرد، وقد تم الاتفاق على لقاء مقبل يحدد قادة الاطار موعده بعد ان يستحضر كافة مستلزماته ومقرراته هذه الايام، وهنا نقول يجدر بالكل ان يتحلى بالقوة والاطمئنان لموقف الاطار والرد على السلبيات التي يشيعها الاخرون .

5/ نحن نعلم بوجود مخططات خارجية ترعى تحالفات ومصالح السنة والكرد فلماذا لانشحذ كل الهمم لوحدة المكون الشيعي الذي حرص على ان يكون قراره وطنيا ، وهوالمكون الاكبر والاهم وصاحب الاستحقاق الشعبي والانتخابي في الكتلة الاكبر وتشكيل الحكومة؟؟ .

6/ في كلا الاجتماعين تم تاكيد ثابت اخر مه وهو: ان الحديث عن اغلبية جزء من الشيعة وكل السنة وجزء كبير من الكرد هو حديث غير مقبول للاطار لانه يعني ضياع المنجز الاكبرللشيعة بعد 2003 في حق الشيعة بمنصب رئاسة الحكومة ، والكابينة الوزارية وباقي الاستحقاقات.

هذا هو موقف الاطار في التفاهم والحوار مع التيار بين النظرية والتطبيق، وبين الافتراضات والاسس الايديولوجيةوبين المعطيات الواقعية.

ومهما كان موقف التيار ورفضه وسقوف مطالبه فان هذا لايمكن ان يفت في عضد الاطار ويمنعه من مواصلة الحوار مهما كان الرفض والمفاجئات والتغريدات؛ كونهم يعلمون ان الابواب مغلقة بوجه التيار مالم يدخل باب حطة ( الشيعي ) ومن الطبيعي في علم المفاوضات مقولة خلاصتها ان اول الحوار يختلف عن نهاياته و((الامور بخواتيمها)) كما يقول النبي الاكرم (ص)، وقال تعالى(( لكل نباء مستقر وسف تعلمون )). انتهى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى