طبيعية الإتفاق السعودي الايراني.
العصر-اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية الايراني السعودي برعاية الصين وعدد من الوسطاء الاقليميين
١- ليس من الصحيح تفسير هذا الاتفاق في الوقت الحاضر أبعد واعمق من ماهو واضح ومعلن . هذا الاتفاق هو تفعيل لاتفاق سابق 2001 واعادة علاقات انتكست في 2016 بعد ان تم استهداف السفارة السعودية في طهران لذلك الاتفاق هو اعادة لتفعيل ما انجز قبل سنوات طويلة املاً في بناء شيء جديد .
٢-الملفات ثقيلة بين الجانبين ولا تزال معقدة وغير قابلة للتجاوز من حرب اليمن إلى المليشيات والاذرع في المنطقة الى التحالفات والتقاطعات ولكن الاتفاق هو نقطة بداية لان تكون الاتصالات مباشرة بين البلدين وان يعبر كل طرف عن ما يقلقه الى الآخر دون الحاجة الى وسطاء.
٣- الاتفاق يعبر عن مشترك مهم بين كل المختلفات بين الدولتين الا وهو تمكين الدور الصيني في الشرق الاوسط وهو ما يعكس مدى الضرر الذي اصاب دور واشنطن في الشرق الاوسط واذا تمكنت قوى المنطقة من ان تبني وتطور شبكة علاقات عابرة للحواجز والحوادث والتاريخ والجغرافية والدين والصراعات الازلية فأن الولايات المتحدة لن تكون اللاعب الوحيد والاقوى في معادلات الأمن والتنمية في المنطقة .. هذا الاحتمال لازال بعيد جداً ولكنه اصبح ممكن الحديث عنه
٤- العالم يعيش تداعيات الحرب العالمية الثالثة وخلال الصراعات الكبرى تعمد القوى الاقليمية على تسوية الصراعات البينية لكي لا تختلط الاوراق وينتقل الصراع الى ساحات الصراع الداخلي .. طهران والرياض في لحظة ادراك لهذا الموقف العالمي وخطورته .
٥-بعد هذا الاتفاق سوف يزداد ضغط القوى العميقة سواء في ايران او السعودية او في دول النفوذ والأطار بين البلدين فليس من مصلحة هذه القوى تبديل التحالفات القديمة ولا تخفيف الصراعات المحتدمة ولا تغيير الخرائط ولا إطفاء النيران .. لذلك ستخوض كل من الرياض وإيران صراع مع هذه القوى الهجينة ومن يغذيها ويدعمها داخلياً او اقليمياً او دولياً قبل ان تسير السفن بين البلدين في بحار السلام