أحدث الأخبارالإسلامية

عاشوراء: يوم أدمى فيها الحسين أرض كربلاء ..!!

عبدالكريم الأكوع

العصر-كلما توالت السنين وتداول الحكام على مر العصور والأعوام تبقي ثورة الإمام الحسين رائدة عملاقة تشرف على الزمن. ومهما تحدث الخطباء وسطر الكتاب وأنشد الشعراء تظل ثورة الإمام الحسين تختزن في طياتها الكثير من المعاني والابعاد، ورغم توالي الثورات والانتفاضات في تاريخ البشرية تحتفظ ثورة الامام الحسين بخصائصها الفريدة وسماتها المميزة كمنهل وينبوع ومصدر إلهام لكل الأحرار والثائرين وبمقدار ما يكون الحديث عن ثورة الحسين عميقا وصادقا ومخلصاً فإنه يشق طريقة بسرعة ونجاح إلى القلوب الظامئة للحق المتعطشة للحرية والعدل.

لقد مرت أمتنا الإسلامية بهذه التجربة القاسية فأفرزت عدة نماذج يحتفظ بها لنا التاريخ، وعلينا أن ندرس هذه التجربة بوعي موضوعي، ونتعرف على النماذج التي افرزتها من خلال الدروس والعبر. إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام التي عّدها المؤرخون والمفكرون على إمتداد العصور الجغرافية، ثورة الحق والحريّة، رأها وعّاظ السلاطين، وفئات مضلله، على إنها خروج على الحاكم..

قتلوا الأمام الحسين، سبط رسول الله وريحانته، الذي قال فيه النبي (ص) “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة” “الحسين مني وأنا من الحسين” ومع ذلك رموه بالكفر، لأنه خرج للإصلاح في أمّة جدّه، وقتلوه، وقطعوا رأسه، ورفعوه على الرمح، منذ يومها فقدت قيمة الإنسان على الأرض، واستبيحت المحرمات، وغيبت أحكام الله الذي جعل الإنسان الفرد يساوي الناس جميعاً.

بعد مأساة الأمام الحسين عليه السلام، لن يأخذنا الدهش، ولن تسكتنا الغرابة، لما يفعله الإرهابيين والتكفيريين، من قطع الرؤوس، وذبح الأطفال، إن كل من يقتل مظلوماً، ويقطع رأسه، ويمثل بجسده على امتداد العالم، قد قتل يوم كربلاء.
أن ثورة الحسين عليه السلام هي رائدة، وهو سيد الشهداء، وحركتهّ أم الحركات لا يلغيها الظالمون، والمضطهدون، هي في حركة أبديّه مع حركات الكون، اشراقتها تنقل صورة الحسين مع أنصارة إلى قلب الشمس، فترحل صورة محمولة إلى الأرض التي ترحل فوقها الشمس وتنيرها..



وبذلك صارت ذكري الحسين عليه السلام عالمية، تقام في القارات كلها، وصارت الفينق الإسلامي المسافر إلى العالم، وعرجت على ثورة (زيد الشهيد) عارضاً أسبابها وأهدافها ونتائجها. فإن على كل فرد مسلم أن يستثمر هذه الذكرى في التعرف على شخصية الإمام الحسين وأبعاد ثورته وأهداف نهضته المقدسة. وأن يحاول استيعاب دروسها واعتناق مبادئها والسير على طريق الإمام الحسين في التمسك بالدين والجهاد دون قيمه والصمود على شرائعه ومناهجه. والحسين ابن بنت رسول المسلمين جميعاً. وهو ضحى من أجل الإسلام دين المسلمين كافة وبذلك فهو إمام لجميع المسلمين لا يختص بمذهب معين ولا يجوز أن تحتكره طائفة خاصة. وهذه الدروس المتواضعة طبعت قبل فترة من الزمن وأستمرت في توهجها حتي الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى