عذرًا نوفمبر المجيد

كرم الرميمة
العصر-عذرًا نوفمبر المجيد إذا لم توفِ حقك في الاحتفالات، لم تشكل أرقامك الذهبية وتزين في البرفايلات والحالات، لم تمتدح إنجازاتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم تسمع جدلا حولك أو ضجيج ولم تتراشق الأقوال عنك عبر القنوات الفضائية والمنصات الإعلامية ولم يتفاخر برموزك كما هو الحال مع قريناتك من الثورات فيسمع عنك القريب والبعيد، ليس تقليلا من شأنك حاشاك؛ بل لئن الصامتون اليوم هم أنفسهم الصامتون عن عودة محتل الأمس الذي أصبح يخوض بيننا وينهب ثرواتنا .
أيها الثلاثون من نوفمبر أيها اليوم المجيد لازلنا نحمل شعلة ثورتك في عقولنا وقلوبنا ولقد رضعنا نضالك وأمجادك في لبن أمهاتنا ودرسناها عبر قصائد وأناشيد ثوارك، توارثنا كيف أنك استطعت بفضل صمودك وتضحيات شهدائك الأبطال أن تمرغ أنف بريطانيا في ترابك الطاهر، تلك الإمبراطورية التي قيل عنها أنها لم تغب عنها الشمس؛ فكسرت بذلك كل قوانين البشر وأدحضت توقعاتهم وأبرمت تحاليلهم، وخُلّدت على أرض اليمن السعيد ثورة مجيدة غابت فيها شمس فساد بريطانيا طيلة 55 عاما لتعود اليوم بحلة إحتلال جديد وأجندة صهيوأمريكية عميلة عادت بجبروتها المعتاد وبأذيال عربية كما هو المعتاد، عادت لتعيد ماء وجهها المراق في جبالنا وسهولنا وسواحلنا على مر التأريخ، فلربما الأعوام الماضية كانت كفيلة بأن تنسيها وصمة العار التي ألحقها أجدادنا العظماء بجيوشها وإجلائهم من أرضنا أذلة صاغرين .
هاهم اليوم يتذوقون مرارة الخسارة إثر ثورة مجيدة آخرى -ثورة21 من سبتمبر- على أيدي رجال الله في كافة الجبهات العسكرية والإعلامية والصناعية ولعل النهضة الصناعية الباهرة التي كسرت ابتكاراتهم التكنولوجية وأضهرت عجز ووهن الصانع والمصنوع كفيلة بأن تجعل من قوى الإحتلال أن تعيد حساباتها وتستذكر الماضي المرير لتتلافى المزيد من الخسائر الاقتصادية والبشرية وأن تجمع جيوشها وتعود أدراجها وأن تستوعب جيدا بأن اليمن مقبرة للغزاة .